رمضان على الأبواب


ها هو شهر التوبة، شهر الطاعة ، شهر الغفران، شهر الإحسان، شهر المحبة، شهر الغفران ، يقترب منا، وما هي إلا ايام قليلة ويهل علينا هذا الشهر ببركاته ، بخيره ، بحسناته ، بنفحاته، بكل خير. فأهلا رمضان .
كنا ونحن صغارا نستعد لصيام ايام هذا الشهر وان كان الصوم غير مكتمل من قبلنا لأننا كنا غير قادرين لصغر سننا ولكننا كنا نحاول بمبادرة منا وبتشجيع من الأهل .
وكانوا يقولون لنا صوموا صوم العصافير عندما لا نقدر على إكمال نهار اليوم من رمضان ، وهو نصف يوم او اكثر قليلا او اقل ، وكنا نفرح بذلك ، وكان الواحد منا اذا مااشترى شيئا من طعام اوحلوى اوشراب ليأكله ساعة الأفطار، وبالطبع كغير طعام اطفالنا اليوم ، المليئ بالسعرات الحرارية والطاقة الزائدة المفرطة ، وغير مشروبات اليوم كمشروبات الطاقة ، التي تملأ ثلاجات البيوت، وكان الواحد اذا ما اكمل صوم يوم نهار رمضان حتى آذان المغرب يجد متعة كبيرة بهذا الأنجاز.
وكنا في آخر الشهر نطلب من الأهل ان يحسبوا لنا كم يوم صمنا اذا كان الصوم غير مكتمل لدينا كما اسلفت ، وكان الواحد يباهي اقرانه بأنه صام 5، 7، 10، 12، 15، او اكثر من ايام من هذا الشهر الفضيل.
وكم كنا ننتظر ساعة الإفطار لنتسلل بعد تناول وجبة الإفطار لنظفر بحبة قطائف زيادة عن الأخرين؟؟:
وكنا نفرح بقدوم احد من الأقارب للأفطار عندنا ومعنا لأنك ستحظى بحصة من زيادة في الطعام كقطعة لحم اوقطعة دجاج اكبر او مايتوفر مما تجود به من الجدين أو الأعمام والأخوال ساعة الإفطار.
انها ايام جميلة ما زالت محفورة في الأذهان والعقول لن تمحى لبساطتها وطيبها ، كانت ايام محبة وخير ووئام ، يأتيك جارك بطبق بسيط مما قسم الله .وانت تبعث له إما في نفس اليوم او في اليوم التالي ردا للجميل مما توفر لديك من طعام . اما السهرات فكانت بسيطة تبدأ بعد صلاة التروايح وكنا نمشيها سيرا على الأقدام وبدون كهرباء في الشوارع احيانا . وكانت السهرات أما لسماع قصص من الجدين او الأهل ، او متابعة مسلسلات رمضان والغالب عليها في ذلك الزمان مسلسلا ت غوار كصح النوم ، مقالب غوار، وغيرها من البرامج الهدفة طبعا ان توفرت في مكتبة التلفزيون .
والسهر كان لا يطول كثيرا لأننا كنا ننتظر السحور الذي كان لا يقل اهمية عن موعد الأفطار ولنصحو مبكرين .
اما اليوم فإنني ارى اننا ننتظر رمضان لا حبا فيى الطاعة والعبادة وفي الإحسان، ولكن الكثير ينتظره لملء البطون وعمل الموائد العامرة بأصناف كثيرة والوان متعددة يرمى اكثرها بحاوية القمامة ونكثر من الأسراف وبشكل مبالغ فيه .
اما ليل رمضان فجعلناه للجلوس لساعات الصباح الباكر امام الفضائيات لمتابعة المسلسلات غير الهادفة بل المسلسلات السمجة القميئة.
ونترك عمل النهار بل نتكاسل فيه ، او الكثير منا يأخذ اجازة من العمل لينام نهار رمضان ، وليصحو في ليله ، لا لقيامه بالصلاة والطاعة والعبادة والذكر ، بل للسهر في المقاهي والخيم الرماضنية التي لا ادري ما الغاية من نصبها وجعل فيها للغناء والطرب والرقص مكانا ومتسعا في ايام رمضان المباركة.
هل هذا هو ما نبتغيه من شهر كان عند اجدادنا شهر عبادة وجهاد وفتوحات اسلامية ، وكما نعلم ان اغلب الفتوحات الأسلامية كانت في رمضان من فتح مكة، الى معركة بدر ، الى معركة ، مؤته، وفتح الأندلس ، ومعركة حطين ، وغيرها الكثير من الفتوحات الأسلامية ، وفي عصرنا الحديث كانت حرب رمضان في سبعينيات القرن الماضي.
كانت ايام جميلة لن تنسى ، ونرجو الله ان يكون رمضان هذا العام شهر بركة وخير ونصر وامان واطمئنان لنا ولجميع المسلمين في جميع أنحاء المعمورة ، وان يهله الله علينا باليمن والخير والبركة ويجعله شهر عبادة وطاعة وتوبة وعودة لله والأكثار من تلاوة قرآنه. وان يجعله شهر بر واحسان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات