الصوت الواحد والتزوير .. انطباعات سائدة


جراسا -

كتب : فهد الخيطان - تُحمّل الأحزاب السياسية ونشطاء الإصلاح الديمقراطي نظام الصوت الواحد المتبع منذ 14 عاما في الأردن، المسؤولية عن تردي الحياة السياسية والبرلمانية، وتراجع مكانة مجلس النواب، وفشل جهود تنمية الحياة الحزبية. لكن هذه المشكلة تخص النخب السياسية بالدرجة الأولى، ولا يمكن لغير المنخرطين في العمل السياسي أن يصل إلى مثل هذا الاستنتاج.

مشكلة الناس العاديين مع الصوت الواحد تكمن في انطباع مستقر عندهم، يربط بين الصوت الواحد وتزوير الانتخابات، وكل المظاهر السلبية التي ترافق العملية الانتخابية.

عدت لفحص دقة هذا الانطباع، فوجدت أن له ما يبرره في تجاربنا الانتخابية الماضية. فقد تزامن التشكيك بنزاهة الانتخابات مع التحول إلى نظام الصوت الواحد، ثم تطور الموقف إلى فقدان الثقة نهائيا بنزاهة الانتخابات مع التدخل الفاضح في آخر دورتين انتخابيتين، وفي ظل الصوت الواحد. بهذا المعنى، صار الصوت الواحد والتزوير وجهان لعملة واحدة، من وجهة نظر أغلبية المواطنين.

ليس هذا فحسب؛ فظواهر مثل شراء الأصوات، ودخول رجال الأعمال على خط الانتخابات، والتوسع في التصويت الأمي، ارتبطت هي الأخرى بالصوت الواحد، وتنامت مع كل دورة انتخابية.

يبدو صعبا اليوم، إن لم يكن مستحيلا، فك الارتباط في أذهان الناس بين الصوت الواحد وتزوير الانتخابات. في المداولات "الشعبية" حول قانون الانتخاب الجديد، يمكن ملاحظة ذلك بسهولة؛ إذ يسود الاعتقاد بأن الإصرار على اعتماد نظام الصوت الواحد دليل على نية مبيتة لتزوير الانتخابات.

قد لا يكون هذا الاعتقاد دقيقا في ضوء المعطيات الحالية. ففي ظل وجود هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات وإدارتها، والكلفة الباهظة التي دفعتها الدولة من وراء تزوير انتخابات سابقة، يصبح من الصعب على أي جهة المغامرة بعمل كهذا ستكون له نتائج كارثية لا يمكن تداركها.

لكن مهمة الهيئة المستقلة لتبييض سمعة العملية الانتخابية وإقناع الناخبين بالمشاركة، ستكون أكثر صعوبة في ظل نظام الصوت الواحد، والعكس صحيح.

لأننا بصدد انطباعات، وهي دائما أهم من الحقائق، فمن غير المستبعد أن يستمر التشكيك بنزاهة الانتخابات وبشرعية المجلس القادم، حتى لو لم تتوفر أدلة قاطعة على التزوير كما حصل في الدورات السابقة.

للأسف أن السلطتين التنفيذية والتشريعية لم تأخذا هذا البعد في الاعتبار، عندما أصرتا على اعتماد الصوت الواحد كنظام لانتخاب أغلبية النواب.
إن اعتماد القائمة الوطنية المغلقة على أهميته، ليس كافيا لتجميل صورة الصوت الواحد في أذهان الناس.

من الصعب تغيير الانطباعات السلبية عن الصوت الواحد، لكن من السهولة بمكان تغيير النظام الانتخابي لتجاوز ماضي التزوير.(الغد)



تعليقات القراء

ابو خليفات
مشان اولادنا ما يتيتموا ومشان مستقبل الاردن الصوت الواحد ومع شويه فساد افضل مليون مره من انتخابات نزيه تفرز اغلبيه جاهله زي اخوان مصر وشوفوا شو سي مرسي عمل بمصر وشغال عشان نواب الاخوان وشكله لابل اكيد دخل مصر بحرب اهليه ورايح نسميها جزائر 2 مع اني لا اتمنى ذلك ولاكن يبدوا ان الاخوان مطلوب منهم انهاء وجود الدول العربيه وليس فقط الوصول الى الحكم.
09-07-2012 12:54 AM
رفيق الاحزان
مقاطع في ظل الصوت الواحد لان 27 نائب لن يستطيعوا ان يصفقوا لوحدهم
09-07-2012 03:01 AM
مأمون محمد
يا سيد فهد مقالك بأكمله يدور حول تلميع قانون الصوت الواحد وذالك بأيهام القاريء بأن المشكلة ليست بقانون الصوت الواحد بل بالفكرة السيئة المأخوذة عنه من قبل عامة الناس..ولا أدري كيف أن كاتب مثلك يحاول التمويه على الناس بدل من كتابة الحقائق ...يا عزيزي أن السيئة الموجودة في ذالك القانون أنه لا يفرز المؤهلين علميا وثقافيا وفكريا وممن يستطيعون التغيير فهو لا يفرزهم إلى مجلس النواب بل يفرز شيوخ أو أبناء شيوخ العشائر حتى لو لم يكن مؤهلين لذالك وذالك بحكم طاعة كبير العشيرة وليس بحكم المنطق والمستحق لهذا المجلس النيابي ومجلس النواب الموجود حاليا أكبر دليل على ذالك...أما بالنسبة للتزوير فلو ارادوا تزويره فلن يحدهم قانون الصوت الواحد او العشرون ...لا أدري لماذا اشعر بأن هذا المقال مدفوع ثمنه ..مع خالص شكري وتقديري
09-07-2012 06:40 AM
من المسؤول عن التزوير السابق
ثم تطور الموقف إلى فقدان الثقة نهائيا بنزاهة الانتخابات مع التدخل الفاضح في آخر دورتين انتخابيتين
الا يعتبر تزوير الانتخابات قضية الفساد الاكبر التي يجب محاسبة مرتكبيها. المشكلة ان هذا الفساد المتورطون به كثر و بمناصب حساسة لا يجرأ اي كان على محاسبتهم كما حصل في قضايا فساد كبيرة. لو كان الفاسد موظف بسيط تورط في قضية 10 دنانير بالتأكيد سوف يلقى جزاءه و ينكل به و يحسب لمحاربة الفساد انها كشفت قضية فساد و حاسبت الفاعل اشد حساب.
09-07-2012 08:42 AM
المنصور
لا لقانو ن الصوت الواحد قانون حماية وخدمةالفساد والفاسدين قانون اصحاب رؤوس الاموال واصحاب الشركات الذين يسيرون اعمال شركاتهم من خلال المجلس
09-07-2012 09:14 AM
بلقاوي
طالما اللي زوّر الانتخابات السابقة و اللي قبلها و اللي قبلها ما زال موجود، اذن فالانتخابات القادمة ستكون مزورة. بغض النظر عن القانون المتخلف الذي ننفرد به في العالم (مع افغانستان)، المزور لأرادة الشعب لا يعرف الا التزوير!
لذا، المقااااااطعة هو الخيار!
09-07-2012 10:07 AM
لم يعد هذا مهم
اتحادات ونقابات العمال بصدد مقاطعة هذه الانتخابات بسبب عدم اقرار تعديلات قانون الضمان الاجتماعي يعني بصوت ولا بخمسين صوت لن نشارك وهناك بيان صدر بهذا الخصوص بعد اجتماع هذه النقابات
09-07-2012 11:03 AM
مادبي
الاستاذ فهد الخيطان كتاباتك دائما مميزة بطرحها وموضوعيتها كل ما تفضلت به كلام سليم لكن حبر على الورق فقط مش في العقول كون الحكومات لا تاخذ الا بما تقتنع به وتصر على تنفيذة وفي المقابل الحكومة تتساءل ما هو القانون المثالي الذي يؤمن التوازنات السكانبة بالاردن ؟؟؟
09-07-2012 11:25 AM
راكان شربجي
والله بس أشوف صورتك يدايق أو بنمغص عامل حالك بتفهم في كل أشي
09-07-2012 12:13 PM
الى ابو خليفات
روح نام احسنلك ....
و الله أمة فيها مثلك الله يكون بعونها ...

اللي ربنا بيكتب عليه الموت ... بيموت لو معه الف طبيب
عاملي حالك محلل سياسي ... مرسي اللي مش عاجبك أشرف مليون مره من مبارك و الف واحد من حاشيته ...
09-07-2012 11:06 PM
مختصر مفيد
باختصار .. الصوت الواحد مفسده للمجتمع وترسيخ للجاهليه والعنصريه والنعره القبليه ...
11-07-2012 04:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات