غرايبة يكتب عن : من ضاق صدره بمقال!!


جراسا -

كتب د.رحيل غرايبة - ليس سياسيا من يضيق صدره بمقال، ولا يجوز له أن يتصدر الصفوف القيادية الأولى، خاصة في ظل هذه الظروف التي تقتضي أن تتسع الصدور إلى ذلك المدى الذي يستوعب كل أطياف الشعب ومكوناته، ومنها ما يصل إلى حد الخصومة والتناقض قبل التمكن من استيعاب من يحمل الفكرة نفسها والمنهج نفسه.

الحركة الإسلامية الآن في كثير من الأقطار تتصدر المشهد السياسي، وما كان لها أن تصل إلى هذا الموقع إلا بتبني منهج المشاركة والتعاون مع أغلب القوى السياسية الفاعلة، ومع معظم مكونات المجتمع الوطني. ولن تستطيع أن تبقى في صدارة المشهد إلا إذا استمرت بتبني منهج الحرية الحقيقية التي تسمح للمعارضين بالنقد وإبداء وجهات النظر المخالفة حتى لو كانت قاسية، وتحمل معاني الاتهام من الذين أفرطوا في الخصومة.

أما من لا يتحمل النصيحة من المقربين، ويضيق صدره بكلمة "أخطأت" من الذين يحملون هم الحركة ويشتركون معه في كل الأطر التنظيمية، فإن هذه مسألة في غاية الخطورة تهدد مصداقية الحركة وتهز صورتها أمام الجماهير بعنف، خاصة من أولئك الذين أدمنوا النقد القاسي في تاريخهم، وحملوا لواء الجرأة في النقد العلني، عندما كان الأمر يتعلق بغيرهم.

عندما تمارس الحركة الإسلامية العمل العلني وتنزل إلى الشارع وتنخرط في الحراك الشعبي، فقد رضيت لنفسها منهج المشاركة مع الآخرين، الذي يقتضي الشفافية والوضوح في العمل، ومصارعة الشركاء في أغلب الخطوات التي تتعلق بمصير الشعب كله، وهذا يحتاج إلى حضور دائم وحوار مستمر، لا ينقطع في الصغيرة ولا في الكبيرة، بحيث يتم تشكيل رأي عام منتشر وعميق في جميع شرائح الشعب وفئاته.

لم تعد الحركة الإسلامية ملك نفسها، لقد أصبحت منجزاً وطنيا يتشارك فيه كل الأردنيين، حتى الخصوم منهم، لأن فعلها السياسي وقرارها الداخلي ينعكس أثره على كل مواطن أردني، ومن لم يصل بعد إلى إدراك هذه الحقيقة، فهو ما زال يعيش عقلية التنظيم السري الذي يحتكر فيه قلة من الأشخاص جميع الأسرار، ويمتلكون مصير الحركة، من دون نقاش من أفراد التنظيم أنفسهم قبل الآخرين.

إن مصادرة الرأي وإزالة المقالات التي تحمل النقد للجماعة عن صفحات المواقع الإعلامية المقربة منها تصرف نزق، لا ينتمي إلى عالم اليوم، ويشكل رجوعاَ إلى الخلف، على مستوى الجماعة نفسها، التي استطاعت أن تتقدم نحو العلنية والشفافية والحرية الحقيقية في المراحل السابقة، وإن من اتخذ القرار بمصادرة الموقف المخالف يجب أن يتراجع عن هذه الخطوة التي تمثل خطأ أكبر من الخطأ السياسي الذي يتم انتقاده، لأننا نمارس النقد تجاه الحكومة بطريقة أشد، فليس معقولا من يطالب بالإصلاح والحرية أن يضيق صدره بالرأي المخالف والنقد السياسي.العرب اليوم



تعليقات القراء

الاردن وطنيي
... ما بدنا الاصلاح الي بيجي من طرفك
06-07-2012 07:59 AM
اردني قح
والله بحبك يا غرايبة وكلامك صح 100%
06-07-2012 09:05 AM
يوسف -ابو خالد
ابدعت ابدعت ابدعت يا دكتور وتثبت كل يوم بانك ستكون رجل المرحلة ان شاء الله انني معجب بكتاباتك وسكون معجبا بك اكثر اذا ترجمت هذه الكتابات على ارض الواقع عملا ما اجمل ان تكتب كلام يحترم الاخرين في حقوقهم فيه انفتاح على الاخرين واهنئك.
06-07-2012 09:13 AM
sohailmostufa
وهل ترى يا دكتور رحيل ان هذا الجدل بهذا الاسلوب وهذا الوقت بالذات الذي بدأت تُجيّش فيه كل القوى بشتى الوسائل ضدكم .. مناسبا لكم ؟
ألا تدري ان الاقلام الموجهة تبث سمومها بمفرداتكم لتكون شاهدا ودليلا تنتزع فيه ما بقي من مؤازر لكم ؟
ألا تعي يا دكتور انها طعنات منكم لكم في خاصرتكم ان لم تؤلمك الآن ستؤلمك لاحقا ؟
06-07-2012 10:14 AM
هاشم الشبااطات
الجماعة الاخوانية تمارس العمل السياسي وبمفاهيم وآليات الميكافيلية وان كل شيء عندهم مباح في سبيل الوصول الى غاياتهم للحكم منفردين دون الآخرين، وان اضطروا لاشراك البعض فلن يكون في حساباتهم ما يعرقلهم. الجماعات الاخوانية التقت وحاورت سراً وعلانية ممن وضعوا في خانة الاعداء قبل الخصوم، وفي هذا قمة الميكافيلية الاخوانية التي تخدمهم ومصالحهم كتنظيم اممي دولي ما زال يرى ويعيش في هذا العالم وكأنهم قادته واسياده معتمدين على فلسفتهم الفكرية والثقافية الايديولوجية التي يلحق وينساق وراءها الاغلبية من العامة. العالم المتقدم وليس الثاني ولا الثالث له حرياته وديمقراطياته التي يتم فيها تداول السلطة وهناك فرق بين كيانات هذا العالم المتقدم وهو عالم الصناعة والاختراعات والفكر الحر والابداع واحترام المواطن وحقوقه، بينما الجماعات الاخوانية وهي تمد اياديها الى هذا العالم المتقدم لتحصل منه على الدعم والمساندة والغطاء للوصول الى الحكم ولا شيء سواه.
06-07-2012 12:48 PM
مش اخونجي
امشوا فعين الله ترعاكم ولو كان كل من في الارض ضدكم كونوا مع الله فمهما مكروا بكم وحكوا عليكم سيعرف الجميع انكم افضل القوى الموجوده على الساحه وسيعرف الشعب كله حتى معارضيكم ..
06-07-2012 02:46 PM
عجلوني
والله كلام جميل جدا ويطمئن ونتمنى من الجميع ان يقراء المقال بطريقة صحيحة
08-07-2012 09:29 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات