إحذروا "دولة الاخوان" !!
جراسا - ثمة مخاوف وهواجس مبالغ فيها لدى نخب اجتماعية ليبرالية ومسيحية من وصول الإسلاميين إلى السلطة في دول عربية عدة؛ إذ يتم تصوير الأمر وكأنّ الإسلاميين سيحكمون الناس باسم الدين بالحديد والنار، ولسان حالهم "احذروا دولة الإخوان"!
بالضرورة، ثمة مبررات مشروعة لهذه الهواجس من نماذج إسلامية حاضرة في طهران وأفغانستان-طالبان، وحتى بعض الممارسات في غزة، وفي السعودية، تُظهر تناقضاً جوهرياً بين الحكم الإسلامي والقيم الديمقراطية، وبصورة أساسية الحريات الفردية وحقوق الإنسان.. إلخ.
إلاّ أنّ إسقاط هذه "النماذج" على التجربة الجديدة في الربيع العربي بمثابة تجاهل وتجاوز للشروط الموضوعية المختلفة التي أنتجت صعود الإسلاميين حالياً، والتي تشكّل بحد ذاتها قيداً مهماً وضمانة صلبة للمسار الديمقراطي الجديد.
في الربيع العربي، نحن لا نتحدث عن دولة الإخوان أو دولة الإسلاميين التي جاءت بثورة أيديولوجية أو بصراع عسكري، بل عن دولة ديمقراطية بثورة ديمقراطية قام بها الناس، وما يزالون يدافعون عنها، والإخوان هم فقط حزب سياسي من بين الأحزاب المتنافسة، يمتلكون اليوم الأغلبية، وغداً في المعارضة!
المفارقة أنّ أصحابنا ما يزالون يطرحون أسئلة بدائية عن التزام الإسلاميين بالديمقراطية تم تجاوزها حتى لدى الباحثين الغربيين، الذين كانوا أول من طرحها، مثل: هل يلتزم الإسلاميون باللعبة الديمقراطية في حال وصلوا إلى السلطة؟ وهو تحصيل حاصل، فهم يعلنون التزاماً كاملاً بمضامين اللعبة السياسية وبالتعددية وتداول السلطة، فضلاً عن أنّ الشارع هو من يحدد اليوم من سيأتي ومن سيغادر؛ فصندوق الاقتراع هو الحكم، وليست الانقلابات العسكرية أو الصراعات الدموية!
ما هو أهم من ذلك أن ندرك حجم التحولات الفكرية- الضمنية لدى الإخوان وأشقائهم من الإسلاميين.
ويظهر ذلك في خطابهم السياسي؛ إذ لم يعودوا يتحدثون عن إقامة دولة إسلامية- كما هي الحال في أفكار سيد قطب والمودودي والنبهاني وغيرهم، بل عن دولة ديمقراطية مدنية، واحترام الدستورية والتعددية السياسية وتداول السلطة وحقوق الإنسان والحريات العامة، وهي مفاهيم كانت قبل عقد من الزمن موضوعاً جدلياً داخل الإخوان، وأصبحت حالياً أشبه بالمسلّمات لدى جيل الشباب والقيادات الجديدة، باستثناء بعض القيادات القديمة المحافظة.
يمكن ملاحظة حجم التخويف والأوهام التي تنسج حول الإخوان من تصريحات د. محمد مرسي، إذ تحدث الرجل بمنطق المواطنة ودولة القانون والمؤسسات والعلاقة الوطيدة مع الأقباط، واحترام حقوق الإنسان. وهو خطاب شد انتباه المراقبين والمعنيين، بما حمله من ضمانات ولغة تصالحية وطنية واضحة تجاه الجميع، بخلاف محاولات الشيطنة والتخويف التي بذلها المركز البيروقراطي الأمني من الجماعة خلال التحضير لجولة الإعادة!
المشروع السياسي للإخوان في مصر وتونس والمغرب اليوم بات مختلفاً عن العقود الماضية؛ فهم تحوّلوا – عملياً- إلى أحزاب سياسية برامجية، على غرار الأحزاب المحافظة في الغرب، وهم في طريقهم إلى تكريس ذلك فكرياً وأيديولوجياً، كما حدث في تجربة "العدالة والتنمية" التركي، بعد أن يستقر المسار الديمقراطي!
في المحصلة، الخشية مستقبلاً ليست من المشروع السياسي للإسلاميين، فهم جزء من النسيج الاجتماعي، وفي أغلب الدول العربية تعكس الأحزاب الإسلامية الديمقراطية اتجاهات في الطبقة الوسطى المحافظة ومصالحها السياسية والاقتصادية.
الخشية الحقيقية هي من "المعسكر البيروقراطي الأمني"، الذي استخدم سابقاً فزّاعة الإسلاميين لفرملة المسار الإصلاحي، ويريد اليوم الاستمرار في العزف على الأسطوانة المشروخة نفسها، لكن بعد أن ملّت الناس من سماع هذا اللحن المزعج، فهم ما يزالون يحلمون بإيقاف حركة التغيير، واغتيال الحلم الديمقراطي في الشارع العربي! (محمد ابو رمان - الغد)
ثمة مخاوف وهواجس مبالغ فيها لدى نخب اجتماعية ليبرالية ومسيحية من وصول الإسلاميين إلى السلطة في دول عربية عدة؛ إذ يتم تصوير الأمر وكأنّ الإسلاميين سيحكمون الناس باسم الدين بالحديد والنار، ولسان حالهم "احذروا دولة الإخوان"!
بالضرورة، ثمة مبررات مشروعة لهذه الهواجس من نماذج إسلامية حاضرة في طهران وأفغانستان-طالبان، وحتى بعض الممارسات في غزة، وفي السعودية، تُظهر تناقضاً جوهرياً بين الحكم الإسلامي والقيم الديمقراطية، وبصورة أساسية الحريات الفردية وحقوق الإنسان.. إلخ.
إلاّ أنّ إسقاط هذه "النماذج" على التجربة الجديدة في الربيع العربي بمثابة تجاهل وتجاوز للشروط الموضوعية المختلفة التي أنتجت صعود الإسلاميين حالياً، والتي تشكّل بحد ذاتها قيداً مهماً وضمانة صلبة للمسار الديمقراطي الجديد.
في الربيع العربي، نحن لا نتحدث عن دولة الإخوان أو دولة الإسلاميين التي جاءت بثورة أيديولوجية أو بصراع عسكري، بل عن دولة ديمقراطية بثورة ديمقراطية قام بها الناس، وما يزالون يدافعون عنها، والإخوان هم فقط حزب سياسي من بين الأحزاب المتنافسة، يمتلكون اليوم الأغلبية، وغداً في المعارضة!
المفارقة أنّ أصحابنا ما يزالون يطرحون أسئلة بدائية عن التزام الإسلاميين بالديمقراطية تم تجاوزها حتى لدى الباحثين الغربيين، الذين كانوا أول من طرحها، مثل: هل يلتزم الإسلاميون باللعبة الديمقراطية في حال وصلوا إلى السلطة؟ وهو تحصيل حاصل، فهم يعلنون التزاماً كاملاً بمضامين اللعبة السياسية وبالتعددية وتداول السلطة، فضلاً عن أنّ الشارع هو من يحدد اليوم من سيأتي ومن سيغادر؛ فصندوق الاقتراع هو الحكم، وليست الانقلابات العسكرية أو الصراعات الدموية!
ما هو أهم من ذلك أن ندرك حجم التحولات الفكرية- الضمنية لدى الإخوان وأشقائهم من الإسلاميين.
ويظهر ذلك في خطابهم السياسي؛ إذ لم يعودوا يتحدثون عن إقامة دولة إسلامية- كما هي الحال في أفكار سيد قطب والمودودي والنبهاني وغيرهم، بل عن دولة ديمقراطية مدنية، واحترام الدستورية والتعددية السياسية وتداول السلطة وحقوق الإنسان والحريات العامة، وهي مفاهيم كانت قبل عقد من الزمن موضوعاً جدلياً داخل الإخوان، وأصبحت حالياً أشبه بالمسلّمات لدى جيل الشباب والقيادات الجديدة، باستثناء بعض القيادات القديمة المحافظة.
يمكن ملاحظة حجم التخويف والأوهام التي تنسج حول الإخوان من تصريحات د. محمد مرسي، إذ تحدث الرجل بمنطق المواطنة ودولة القانون والمؤسسات والعلاقة الوطيدة مع الأقباط، واحترام حقوق الإنسان. وهو خطاب شد انتباه المراقبين والمعنيين، بما حمله من ضمانات ولغة تصالحية وطنية واضحة تجاه الجميع، بخلاف محاولات الشيطنة والتخويف التي بذلها المركز البيروقراطي الأمني من الجماعة خلال التحضير لجولة الإعادة!
المشروع السياسي للإخوان في مصر وتونس والمغرب اليوم بات مختلفاً عن العقود الماضية؛ فهم تحوّلوا – عملياً- إلى أحزاب سياسية برامجية، على غرار الأحزاب المحافظة في الغرب، وهم في طريقهم إلى تكريس ذلك فكرياً وأيديولوجياً، كما حدث في تجربة "العدالة والتنمية" التركي، بعد أن يستقر المسار الديمقراطي!
في المحصلة، الخشية مستقبلاً ليست من المشروع السياسي للإسلاميين، فهم جزء من النسيج الاجتماعي، وفي أغلب الدول العربية تعكس الأحزاب الإسلامية الديمقراطية اتجاهات في الطبقة الوسطى المحافظة ومصالحها السياسية والاقتصادية.
الخشية الحقيقية هي من "المعسكر البيروقراطي الأمني"، الذي استخدم سابقاً فزّاعة الإسلاميين لفرملة المسار الإصلاحي، ويريد اليوم الاستمرار في العزف على الأسطوانة المشروخة نفسها، لكن بعد أن ملّت الناس من سماع هذا اللحن المزعج، فهم ما يزالون يحلمون بإيقاف حركة التغيير، واغتيال الحلم الديمقراطي في الشارع العربي! (محمد ابو رمان - الغد)
تعليقات القراء
ام هي ديمقراطية اخوان مصر الذين هددوا باحراقها -على لسان الشاطر- ان لم يفز مرسيهم، بعد ان تعهدوا بعدم الترشح لرئاسة مصر
ام هي ديمقراطية الزواج غير الشرعي بين الاخوان والقاعدة وامريكا وبرنار هنري ليفي -كما حدث في ليبيا ويحدث الان في سوريا-
قام النائب الجمهوري عن ولاية فرجينيا فرانك وولف يوم الجمعة 29 يونيو بتقديم طلب احاطة لمجلس النواب لفتح تحقيق مع الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية والنظر في تقارير أمنية أمريكية حول دعمهم لجماعة الإخوان المسلمين، وما نسب إلى الإدارة بخصوص اعتمادات مالية بالملايين وظفت فى الانتخابات المصرية لصالح الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة.
وبضل فشل النظام الاقتصادي الراسمالي ذراع الديمقراطية الاقتصادي ,,والانهيار العالمي للاقتصاد ..طبعا الاقتصاد الاشتراكي انهينا منه منذ سنين .
وبضل عدم وجود بديل حقيقي كانظمة بشرية .
ما المانع ان يكون الحكم للانظمة الاسلامية ,ليس اسلام طالبان ولا اسلام ايران ,
ولكن النظام الاسلامي الحقيقي الوسطي والذي ,والذي يقوم على اخضاع كل نواحي الحياه للشريعه والحكم الرباني .
ما المانع لذلك؟؟؟؟؟؟؟؟
وبخصوص الاخوه المسحين الموجوديين بالبلاد العربية اوالاسلامية ,,لا اظن بان اي نظام بالعالم يراعي حقوقهم كالنظام الاسلامي .
الاسلام ليس بعبع ,,بل دين ونظام رباني اثبت قوته وقدرته على الديمومه على مر الزمان ,,,واتمنى من كل من ينتقد ان يكون نقده بناء ويوضح بالتخصيص والتوضيح نقدة وعدم اللجوء الى العموميات .وان يسمي المسميات كما هي
ايران نظام شيعي ,,وليس اسلامي
افغانستان كانت محاولة افشلها الغرب ولم تصل للدولة المسلمة
حكومة حماس وعلى الرغم من محاربتها من كل العالم تقريبا لكنها تعتبر مثال يقتدى فية ,لكيفية التعامل الاسلامي مع الازمات ..خصوصا الاقتصادية ......
ثوبنا اسلامي ,,فلا داعي للمكابره بلبس البكيني
الى الحائــــــــــــرين فقــــط من ((الاخــــوان المسلمين))
اذا كان الاخوان قد قدموا برنامجهم امام المواطن فما الذي يمنعكم من تقديم برنامج أفضل منه و ان تقدموا اشخاصا يتصفون بالنزاهة و العدالة كي تجعلوا الناس تختاركم ؟
:وهل لديك برنامج حتي تتغلب بة على الاخون ,وهل تستطيع ان تحشد اكبر عدد من المشاركين ...
هل هذه هي تعاليم الاسلام
القتل والتسلط والعنزهه
قاصفح عني يا زمان وخلصني من حياة العبود
الي بالجواب وانا في انتظار الجواب
يا لغز الحياة ويا سر الممات
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
اما الشعبة الاخوانية في منطقة ماركا قررت فصل وتجميد عدد من أعضائها بتهمة التدخل في انتخابات الهيئات القيادية لجماعة الإخوان المسلمين بعد تحقيق طال غالبية أعضاء الشعبة.