السلط: من يكسِّر من؟!


جراسا -

الاجتماع العاصف لمواطنين من السلط في مجمع النقابات المهنية في المحافظة (أول من أمس) يعكس حجم التوتر والاحتقان الذي يسود في أوساط الشباب هناك، ليس فقط أبناء التيار السلفي، بل حتى شريحة واسعة منهم، ممن خاضوا مواجهات مع الدرك خلال الأعوام الماضية.

الاجتماع جاء احتجاجاً شديداً على ما نسبه أهالٍ من المدينة لانتهاكات وقعت بحق أبنائهم الذين اعتقلوا على خلفية أحداث الشغب الأخيرة، والتي كانت تطالب بإطلاق سراح المحكوم محمد جميل عربيات (دين باغتيال فولي قبل مدة طويلة). ذوو المعتقلين -وبعضهم ما يزالون أحداثاً- يتحدثون عن اتهامات بأفعال وقعت بحق أبنائهم من جهاز الدرك!


مشاهد الفيديو والصور للفتى-الحدَث ليث قلالوة، وحديث والده المؤلم عما وقع بحق الابن، هزّت الرأي العام بالأمس، فيما جاء بيان الأمن العام –كالعادة- هزيلاً متهاوياً، لا يكاد من صاغه يقتنع به. أمّا ما نُسِب من حديث عن اعتداءات "جنسية" على لسان بعض الآباء، فإنّه مؤشر على أنّنا نسير في طريق خطرة جداً، كمن يدخل إلى بيت الأفاعي ويتباهى بالرقص فيه!

المقلق أنّ هذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبقتها شهادات مماثلة عن انتهاكات بحق معتقلي الدوار الرابع، وقبل ذلك شهادات أكثر خطورة وإيلاماً عن معتقلي تيار السلفية الجهادية، على خلفية أحداث الزرقاء (منتصف نيسان 2011).

بالضرورة، لا أحد يقبل بالاعتداء على الممتلكات العامة، ولا على رجال الأمن، ولا حرق الإطارات في الشوارع، ولا إغلاق الطرق، ولا إهانة الدولة، فهذا ما لا يمكن تبريره أو تجميله! لكن الجواب عن ذلك لا يأتي عبر الإفراط في استخدام القوة والتعذيب، وتجاوز القانون، والاستهتار بكرامة الإنسان وشرفه، فهذه –إن وقعت- بمثابة جريمة أخطر بكثير من جريمة الشغب، لأنّها تكسير للأسس الأخلاقية في العلاقة بين الدولة والمواطن!

ما حدث يولّد تراكمات مقلقة. والخروج من هذا المناخ المسموم يكمن فقط في تدخل مباشر من رئيس الوزراء ليشكل لجنة تحقيق مستقلة من المركز الوطني لحقوق الإنسان والنقابات وبعض القضاة. وإذا لم يفعل ذلك، فهو يؤكّد –ضمنياً- إدعاءات الأهالي، ما يرسّخ صورة جديدة وعلاقة مختلفة بين الدولة والمجتمع.

حالة السلط لا يمكن النظر إليها بصورة منفصلة عن السياق العام في البلاد؛ ففي اليوم نفسه حدث اعتداء جديد على مقر جماعة الإخوان المسلمين في حي النزهة، وكتابة عبارات مسيئة للجماعة، مع التأكيد على الولاء للنظام. وكالمعتاد، فمن المتوقع أن يتم تسجيل الحادث ضد مجهول!

في الأثناء، تتكرر أعمال البلطجة والاعتداء على المظاهرات السلمية، ويستمر العنف الجامعي ويدخل مرحلة خطرة. والجديد أنّ جزءاً كبيراً من العنف يتحول اليوم من مشاجرة عشائرية أو احتجاج على انقطاع الماء أو على الواجهات العشائرية، إلى عنف ضد الدولة نفسها!

جوهر الأزمة أنّ المواطنين لا يرون مسطرة واحدة تطبق على الجميع عنوانها "دولة القانون"، فهنالك تعاطف رسمي مع عنف واعتداء على ناشطين من الأمن أو "متطوعين"، وسكوت عن عنف آخر، وضرب بيد من حديد احتجاجات أخرى، وكأننا نُحكم بعشرين قانونا، ونتعامل مع قارة متنوعة الأديان والأعراق والإثنيات، لا مع دولة صغيرة لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد والارتباك!

الروايات عن الانتهاكات والإفراط في استخدام القوة، ما صحّ منها، لا يكسر شوكة الشغب أو التمرد أو يبعث برسالة بأنّ للدولة أنياباً، بل هو قبل كل شيء تكسير لصورة الدولة ونزع لجذور احترامها وتقزيم لقيمها، وتفخيخ لعلاقتها مع الشارع بأسره! (محمد ابو رمان - الغد)



تعليقات القراء

محمد مناور العبادي - صحفي
اخشى ان يكون هناك تيار رسمي يعمل ضد النظام لانه لايوجد تفسير لما يحدث فاي نظام عاقل لايمكن ان يقوم بما نسمع عنه الا اذا كانت هناك اهداف خفيه ,. لقد ادى استهتار بعض رجال الامن بمصر بحياة المتظاهرين الى الثوره وكذلك في ليبيا فهل هناك من يتامر على النظام من داخل النظام دون ان يدري .اتمنى ان لايكون ذلك
04-07-2012 01:06 AM
حسن المومني
نقالك ايها الكاتب مسموم وعفن ....
وشهادتك بالاحداث مجروحة...
04-07-2012 01:51 AM
ابن حديد القويسمه
كلام سليم ومنطقى ويوم بعد يوم الخاسر الاكبر راح يكون الحكومه
04-07-2012 06:02 AM
أحمد
روحت .... دولة لا توفر لشعبعا الماء ..هههه
04-07-2012 07:05 AM
الزيود
كلام غير مقنع وهيبت الدوله فوق كل اعتبار
04-07-2012 07:08 AM
جنوبيه
الاستهتار بكرامة الإنسان وشرفه،

عندها نكون بداية النهايه لأن الاردني مهما عانى من ضنك العيش الا انه لا يساوم بكرامته او شرفه
04-07-2012 07:28 AM
افلاطون
ان عباره غوار الطوشة " اذا اردت ان تعرف ما في البرازيل فيجب عليك ان تعرف ما بايطاليا هي خير تعبير عما يجرى الان.
04-07-2012 07:56 AM
مجرد راي
الاب في المنزل يحاول جاهدا تربية الابن ,,يبداء معه بالحسنى ويتدرج برفع اسلوب التعامل شيئا فشيئا,,نظرا لعدم تجاوب الابن مع توجيهات الاب,,,,

وليس دفعا عن احد ولا عن الدوله او اجهزتها,,,

هذا ماحصل في احداث السلط,,,,,,,,,

على الاباء بن يدركوا بان هناك اهل في السلط لهم حق في الحياه بهدوء ,,ولايعنيهم امر اي موضوع اخر,,,

في كل مرة يخرج فئة صغيره تفتعل المشاكل من اجل المطالبه باخراج المدعوا عربيات من السجن ,,,,

سؤال :- لماذا يطالبون باخراجه وهو قد اتى بفعل يستحق عليه السجن,,,

(علما بانني اكره السياسيون الامريكان كرها لامثيل له) ولكن لايجوز لاي ان كان الاتيان بفعل يضر بالمصلحه العامه,,,
04-07-2012 08:17 AM
الملكيه الدستوريه
هي الحل ديون الاردن تراكمت اضعاف الاضعاف من 13 عام .ورئيس وزراء مصر يقول نحتاج الى 5 مليارات لتسير امور الدوله ونحن دخل لدينا عشرات المليارات ذهبت ادراج الرياح .واطلق عصابته الى مغاره على بابا وعندما تم نهب كل شيء عاد ليرفع البنزين والكهرباء ومعهما يرتفع كل شيء .13 عام من الفشل اعطيناك عشرات الفرص ولم نرى منك الى الدمار يا فايز الطراونه .الى متى نصبر عليك ؟
04-07-2012 08:40 AM
اتق الله
احذروا ايها الشعب هناك من يشوه سمعة الامن كما حصل بمصر و سوريا من اجل خلق شحن وحقد يؤدي الى الاقتتال الداخلي
04-07-2012 08:56 AM
ابن السلط
وين كان ليث القلالوه لحظة اعتقاله وليش اعتقلوه؟؟؟؟؟
اسئله تطرح نفسها فمن المستحيل ان يعتقل حدث ويضرب بهذه الطريقه دون اسباب تستدعي ذلك.
04-07-2012 09:29 AM
ابو الفد اكسبرس
والله كل حالة الإحتقان المتراكمة اللي حاليا تلف بالشعب والبلد هي من تحت راس الحكومة ومجلس النواب ...

يصرون على "استهبال" الشعب والتعامل معهم على أنهم "جهال" والحقيقة مغايرة تماما الشعب واعي ويعلم كل شيء

كفاكم استهبالا بالشعب كل الشغلة اصلاحات مباشرة دون لف ودوران على سبيل المثال قانون الانتخاب

والشغلة الثانية احالة الفاسدين الى القضاء ومعاقبتهم بالسجن أو دفع غرامات بالاضافة الى استرجاع المال المنهوب وليس التكتم عليهم ومواراة فسادهم بالتراب يا مجلس الدواب !!
04-07-2012 09:39 AM
مش حراك
مقال رائع تتضح فيه الغيره على الشعب وعلى الوطن
انت تدق ناقوس الخطر وتطلق جرس الانذار فاما ينتبه النائمون من اصحاب الدوله والمعالي والفساد ودعم البلطجه واللصوصيه او يوشك ان يحل علينا تسونامي الخريف العربي لاننا لا نفتح الطريق للربيع العربي بوعي واستثمار
هناك تيار يضلل نظام الملك با الشعب لا يستحق الحياه الديمقراطيه من الذين خافوا على مصالحهم وفسادهم وسرقاتهم فبداوا باثارة المشاكل بارسال البلطجيه الى المسيرات والجامعات والاسواق وعدنا الى اسلوب قطع المياه والكهرباء وسرقه المضخات واقلال الشعب ليتذمر ويشكوا وفي النهايه تنتصر الحكومه بقانون الصوت الواحد وهو صوت القمع والاحكام العرفيه انه صوت الحكومه وحكومه الضل وهو خطا مقصود
04-07-2012 09:44 AM
قضية الغش في الامتحانات
طيب الدرك والشرطة تدخلو علشان فرض القانون وهنا اريد ايجابات
١- مشاكل جامعة البلقاء واطلاق الا عيرة الناريه من قبل المتشاجرين
٢- احراق سيارات الدرك ورجمهم بالحجارة
٣- الهوشات العشائرية ومايحدث عنها من اصابات وحرق وتكسير
٤- دخول قاعات الامتحانات في المدارس وأدخال اجوبة الامتحانات والاشنباك مع رجال الامن والاعتداء علي مراقبين الامتحانات
هل هذه حقوق للمواطن يعتدي عليها وهل المواطن من حقه الافعال السابقة وتكرارها
وبعد ذلك يخرج علينا بعض ؟ ليتهم الامن والحكومة شو بدكو اتطبقو القانون بالمقلوب وزي ما بدها مصالحكو اتقو الله بالوطن وعاش ابو الحسين
04-07-2012 10:22 AM
طايع غنيمات
يوجد فئه في بلدنا تصداد في الماء العكر مدفوعة من حاقدين لاتريد لهذا البلد خيرا يا اهلنا الشرفاء في الاردن هذة المرحله حرجه تحتاج الى حنكه ودرايه افضل من التفنن في الاساءه الى البلد والنظام
04-07-2012 10:24 AM
ابراهيم ارشيد النوايسة
نقلت قناة الجزيرة بالأمس منظراً توقعت للوهلة الأولى بأن القناة اخطأت وأن الحدث وقع في سوريا وليس في الأردن خصوصاً بعد مشاهدة اطفاء اعقاب السجائر في جسده من قبل قوات الدرك، اعتقد بأن جميع الخيارات اصبحت مفتوحة
04-07-2012 11:00 AM
محمدبني صخر
بيني وبينكوا السالفه مي مطوله
04-07-2012 11:37 AM
محمد بني صخر
مي مطوله ياغانمين
04-07-2012 11:48 AM
المهندس احمد عربيات
الحكومة تعني العدالة والاستقرار والأمن فان لم تكن هذه الامور متوفرة في مكان ما فمن الصعب الحديث عن وجود حكومة هناك , ونصرة الحق وسيادة القانون والاحساس الوظيفي وفهم المسؤولية في الامور الصعبة والثقيلة والمهارة في الأمور الدقيقة والمرهفة هي مهمة السياسي والاداري الناجح -- الحكومة مطحنة ونتاجها اما أن يكون النظام والأمن والاستقرار لنصل الى الطمأنينة واما ان يكون جعجعة لتطحن الهواء ولا نسمع الا صوتا
04-07-2012 01:06 PM
أحمد ابراهيم
يحاول البعض الاساءة الى الاجهزة الامنية والوقوف الى جانب الزعران والمخربين الذين يريدون احراق البلد والتطاول على القانون شي غريب
04-07-2012 01:31 PM
حرمن السلط
حقيقة
الدرك المرة السابقة قاموا بالقبض على اشخاص في صالونات الحلاقة لم يكملو حلاقتهم وضربهم واعتقلوهم واتهموهم وما زالوا يعانون من محكمة امن الدول
الحقيقة الدرك لا يقبضون الا على فئة قلية من المعتدين والباقين لا علاقة لهم وهم يسئون لهم واسالو الحياصات والحياراتووالعبابيد وغيرهم في المنشية والجدعة كيف قبض على ابنائهم دو ذنب كم يعاون من ظلم الدرك الذي وقع على ابنائهم في محكمة امن الدولة وتسبب الالم لابائهم وامهاتهم( اصبحوا الان ينظر للدرك من الكثيرين في السلط انهم اعداء وليس ابناء بسبب فئة بسيطه منهم جاهلة وظالمه والله اني اخاف على بلدي من مثل هؤلاء الجهلة ان يثيروا الفتنة باسم حفظ الامن ) لازم الحكومة تنتبه الى ما يحدث
04-07-2012 02:02 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات