مهرجان جرش كالديك المذبوح


نعم هذه حال الأمة الآن، فهي تُذبح من الوريد الى الوريد، ونحن بالأردن مهتمين جدا في مهرجان جرش الذي هو مخالف للدين والشريعة الاسلامية أولاً، ويُقال عنه أنه مهرجان الثقافة والفنون. والحقيقة أنه مهرجان الخطأ والخطيئة، وأنه مهرجان منافي للخلق العربي الأصيل، وهو عبارة عن التقاء المواعيد المحرمة واللأخلاقية، وهو بعيد كل البعد عن الثقافة، بل أنه أقرب ما يكون للصياعة، وحيث أنه الثقافة التاريخية، والأخلاقية هي هوية الشعوب، وتعتز بها، وليس جلب المغنيين من شتى ارجاء الأرض تعتبر هذه ثقافة. علما بأن هؤلاء الفنانين ليس لهم عمل في بلادهم، لأن شعوب المنطقة بكاملها يوجد عندهم من الأوجاع والهموم ما هو أكبر وأعمق من الجرائم النكراء كمهرجان جرش. والسؤال المُلح والكبير لماذا مهرجان جرش الآن؟ وهل الأوضاع ما حولنا وما هو عندنا على ما يرام؟ أم الدماء السورية الشقيقة تكاد تصل الى جرش من دماء الأخوة في درعا، وباقي المدن والقرى السورية الأخرى؟ وهل هؤلاء الضحايا هم قرابين لكي نحتفل بالخلاص منهم بإقامة مهرجان جرش؟ أم هل الوضع بفلسطين على ما يرام، وتم تحرير الأرض المغتصبة من قبل اليهود، وبذلك يستحق الاحتفال؟ أم ماذا عن المسجد الأقصى الذي يُهدم أمام أعيننا وعلى مرآى وسمع العالم بأسره، وبذلك وجب على الحكومة أقامة مهرجان جرش للمغنيين؟ أو على الأوضاع بالعراق الجرح النازف، واليمن الحزين، وليبيا التي تستنجد بعمر المختار؟ أم مصر الكنانة التي هي في الظلام لغاية الآن؟ وهل هذا كله لم يكن له تأثير لدى الحكومة والقائمين على المهرجان. رب قائل يقول نحن عندنا الأردن أولاً، وليس لنا علاقة بما يدور حولنا، وهذا بحد ذاته قصر نظر، وعدم وجدانية. لكن لنستعرض أحوال الأردن ونطرح التساؤلات التالية: هل وضع الأردن على ما يرام والمواطنين في بحبوحة؟ وهل أحوالهم المعيشية تكفي أول عشر أيام بالشهر نتيجة الغلاء الفاحش، والكهرباء، والماء، والضرائب؟ وهل تم الاصلاح السياسي، والاقتصادي، للوطن لكي تقيم المهرجان؟ وهل تم استرجاع ما تم نهبه من مقدرات الوطن لكي نحتفل؟ وهل تم استرجاع المليارات، والتي نهبت من قوت المواطن وأصبحت الآن في مأمن كسويسرا وغيرها؟ وهل أصحاب تلك المليارات المنهوبه هبّوا لسداد المديونية، وتم غلق عجز الموازنة، ونتيجة ذلك يحق لنا اقامة المهرجان والاحتفالات؟ وهل المواطن الاردني مؤمن معيشياً، وصحياً، وتعليمياً؟ أم يذهب الى المستشفيات، ولا يجد العلاج، ومنهمك من أجار البيت الذي يقطنه، ويتحمل المواطن العبء الثقيل لكي يدرس ابنائه؟ على ماذا نقيم المهرجان ونحتفل؟ هل هو استخفاف بعقول الشعب؟ أم هو فقدان البصر والبصيرة لدى الحكومة والقائمين على المهرجان؟ أليس من الأجدر اقامة فعاليات شعبيه لوقوف الشعب مع بعضه البعض؟ حيث يوجد مناطق بالاردن لا يزال مواطنيها ينامون بالعراء، ومنهم من ينام تحت شجرة، ومنهم من ينام بمغارة، أليس هؤلاء أحق، ولهم الحق بالعناية بهم، وبدل الآلاف المؤلفة التي تُصرف على المغنيين، وتعبئة جيبوبهم، واقامتهم بالفنادق الفخمة؟ أليس لو تُدفع هذه المبالغ الضخمة لتك الفئة من المواطنين وسداد حاجتهم الضرورية لكي يبقوا على قيد الحياة ليس إلا؟ أليس هؤلاء أحق من تلك الفئة الضالة التي تغني، وترقص، على أجساد، وحاجات الشرفاء من أبناء الوطن؟ أما من يأتون أو ما يُسمى رواد المهرجان فهم افراخ، وسلالات من نهبوا البلد وسروقها، وهؤلاء لا يعنيهم الوطن، ولا مصلحة الوطن، المهم أن يبقوا يتنعموا بما سرق آبائهم وأجدادهم من قوت الوطن. لذلك أصبح مهرجان جرش نعم كالديك المذبوح بالنسبة الى غالبية الشعب الاردني. لذلك أطلب ممن يخاف الله، ووطني، وله ضمير من المسؤولين بالغاء مهرجان جرش، على الأقل هذا العام.



تعليقات القراء

معتدل
يسلم ثمك ابو محمد

مش وقت مهرجانات وبذخ وترف وقرف وبياخة وانحلال لمصلحة من ومين القابض في النهاية المطرب ولا عالنص

شو بستفيدوا اهلنا في جرش منذ قام المهرجان حتى الان

الا الاوساخ ومخلفات الزوار الكرام وقطع المياة والكهرباء

رواد المهرجان بقاقوا بجرش وببيضوا في عمان
13-06-2012 02:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات