التاجر الهولندي


كان التاجر الهولندي يتفرس تلك الملامح الطيبة للتويجر العربي ويتسائل في نفسه هل ما زال هناك من يعظم الأخلاق في غمرة السُّعَار المادي العارم فتقطع لحظة التأمل نادلة بنصف لباس يكاد يستر بعض عورة حقيقية عندنا ومفترضة حسب عرف الغرب برغم اختلافهم في حد العورة .....فيصبح وفق اختلاف الرؤى كل جزء في جسدها مباحا حتى يفقد إثارته وأنوثته فمازال إيمانهم بورقة التوت يسوغه الشيطان على أنه ساتر لما يكفي ويرفض ان تسمى العورة عورة ؛

وتضع فوق الطاولة زجاجة وكأسين لا يراهما العربي لشدة انكساره من وهج استعار ذلك الجسد الذي ألهبه بسياط الحرمان عندما جمعت حدقاته ما حول جسدها من وهجٍ بلمحة واحدة أبقت هيكلها بعنفوانه وصراخه بادياً لا يزول عندما هيمن الظلام على جميع ذاكرته لمَّا تَربَّعت هي واستوت فوق عرش خواطره بما جمعه من بهاء طلعتها ونفور مفاتنها لما أقبلت تتهادى بما تحمله بين يديها ،لتنطبع صورتها بخيلائها ودلالها في حدقتيه بما لم تسمو إليه في الجمال أمانيه .

لم يُتْبِعها بنظرة ثانية واستسلم للإطراق , فلم يعقل مما جرى شيئا حتى غادرت الطاولة ..................برغم طغيان هالةٍ تحيط بها عند اقترابها منهُ تَشي بأنوثتها وتحرك بقربها منه زفرات تطلقها نفسه ففي كل حركة ناعمة منها يُعربد عطرٌ أخاذ كلما اقتربت يتفشى حتى حطت بقربه فيبقى على اطراقته لا ينظر اليها برغم بروزها وحدهافي حائط مخيلته.

فيسارع التاجر الهولندي الى ما وضعت النادلة ويتلقفه ثم ينعطف بسرعة قبل ان تكمل النادلة التفافها فيدفع اليها بالزجاجة والكأسين ويعتذر بانه سيغير عادته هذه المرَّة وَيُـسرُّ اليها أن لا تأتي الى طاولته بخمرٍ او لحم ِخِنزير لأن ضيفه عربي مسلم .

ويُظْهِرُ التاجر الهولندي كثيرا من التوقير لضيفه العربي ويتغديان ويعقدان الصفقة التي لم تقلل من شأن العربي في نفسه لصغر حجمها ............ويمضي التاجر الهولندي محملا بالحب والأمل بوجود صنف من الناس لم يلتق به في الغرب

ويمضي التاجر العربي الى بلاده محملا ببضاعة بالغ الهولندي بتبخيس ثمنها ليكرم العربي بها لما راى من ود خالص يظهر منه تَطَبُّعا لا تَكَلُّفاً

ولا يفتأ التاجر الهولندي من بَعْدُ يدخر أنفس بضائعه ليكافئ العربي الذي أحبه



ويأتي العربي مرة أخرى ويحمل في هذه المرة بضائعاً أكثر مما حمل في المرة التي سبقتها ويتبقى من ثمنها مبلغ كبيريعلم انه لا يملكه ,فيصرُّ الهولندي على الا يستوفيه الا بعد أن يبيع العربي البضاعة ويُقْسِمُ ألا يكون هناك صكٌ أو شيكٌ بضمان المبلغ ويُعَبَّرُ عن ذلك بثقته الشديدة بأخلاق العربي ويؤكد ذلك بسؤال....:أتعلم سِرَّ إعجابي وثقتي بك؟ فيهز العربي رأسه بالنفي ....فيستطرد لعفويتك ودماثة أخلاقك و(لأنك مسلم ) وأعلم أن الأمانة جزء من دينك وأخلاقك



ويعود العربي محمَّلاً ببضاعة تفوق رأس ماله بأكثر من ستة أضعاف ...وتنمو تجارته ويستثمر مال الهولندي في كل شيء .... أراضٍ.....سيارات.... مطاعمٌ عقاراتْ....وما زال يستثمر ويستثمر ويستثمر

وما زال الهولندي يرقب الطائرات في المطار ينتظر ذلك التويجر العربيَّ منذ عشر سنوات .



تعليقات القراء

مسكين
مسكين ذاك(ذلك)
"العربي"
و الاكثر
مسكنة:
ذاك
"الهولندي"
فهو لا يحسن الحكم
على
"الاشياء"
اقصد
"الاشخاص"

الفاضل و الكريم
رائد العمايرة
التوقيع:
هذلول
جراساس
المحرر المبجل
محمد بدر
......
!!!!!!!!!
13-06-2012 08:25 AM
متابع
غريب يااخ رائد اليوم
لا جايب سيرة عالم ولا حاط حطاطك عل المخابرات
شو اللي صار طوال هالغيبة ؟!!!!
13-06-2012 10:25 AM
زائر
هذه القصة محض أسطورة، ولا يجوز لمسلم أن يرددها لما فيها من إساءة للمسلمين
13-06-2012 12:36 PM
زائر 2الى زائر
بل قل لا يجوز لمسلم ان يفعل كما فعل التاجر العربي ولا اظنك اعتبرتها اسطورة الا لانك المعني فيها
14-06-2012 03:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات