من أنتم .. !!!


الربيع العربي , الذي أطاح برؤوس كبيرة في الدول العربية الشقيقة , لا يختلف الاضطراب والتذمر الذي كان في بداياته , عن الذي يجري في أي دولة عربية أخرى , وإن كان ظاهره السكون , فكان ما قصم ظهر الكراسي , فطغيانها لا يحمل إلا لغة واحدة , تجيدها وتخاطب بها الجموع البشرية المتحركة , المطالبة بالحرية والكرامة , لغة استعلائية , ونظرة دونية , فيها ما يكفي من الاحتقار , وسلوك يعبر عن الاستهتار بقدرة الفعل الشعبي على التغيير ... وحدها , من أنتم..؟!!!

نقتبس من تصريح وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة المعايطة" أرجو أن تكون المراهنة على نوعين .. الأول المراهنة على حرص الحكومة والدولة على إيجاد حلول للمشكلات والثاني المراهنة إيجاباً على حرص الأردنيين على بلدهم واستقرارهم وعلى انتمائهم" نهاية الاقتباس.

تصريح وزير الإعلام , "المعايطة" , لا يختلف في مضمونه , عما جاء من غيره من المسؤولين, من إساءات للإنسان الأردني , بلغة احتقار ودونية , معبراً , عن الاستعلاء الذي يتبناه نادي الحكم الرافض للتغيير , ملخصها من أنتم؟!! , فخطاب الوزير , يحمل في طياته رسالتان أو مراهنتان , فيهما من الاستعلاء على المواطن واستخفاف بعقله , ما يعبر عن العقلية العـُرفية التي تغلغلت في نفوسهم وعقولهم , فتوارثوها كما توارثوا المناصب جيلاً بعد جيل وعنوانها من أنتم..؟!!

إن الحكومة , التي تمثل نادي الحكم الجديد المـُتسيد للعقد الآخير , تفرض على الأردنيين , بأنها وحدها القادرة على إيجاد الحلول , بل وتحتكر القرار لنفسها في هذه المرحلة كما في المراحل السابقة , وبالتالي , لا يجوز لأي طرف التدخل أو الحديث عن المشكلات , و التطرق إلى نقد أداء الحكومات , فهي التي تعلم حقيقة الأمور , منكرين على الآخرين أفراداً أو جماعات , بأن يمتلكوا القدرة على إيجاد الحلول أو أحقيتهم في التحدث عن المشكلات التي يعاني المواطن منها وأسبابها الحقيقية , وهذا يأخذنا إلى ما تطلبه الحكومة من الأردنيين , بأن يسعوا جاهدين في تقديم الطاعة لها والموافقة على كل إجراءاتها , وما تطرحه من حل لمشكلات الوطن من أجل المحافظة على انتمائهم , الذي يجب أن يحرصوا عليه وإن جاعوا أو همشوا , فالانتماء , أصبح يقاس بمدى موافقة المواطن للحكومة على أعمالها فيأخذ منها صكوك الغفران , أما الاستقرار الذي يقصده الوزير (الأمن والأمان) , على الشعب الأردني أن يدفع ثمنه مزيداً من الإفقار والخنوع لسلطة بائعي الأوطان , وأن أي اعتراض أو احتجاج على نهج الحكومة الممارس , سيؤدي إلى حالة عدم الاستقرار , وهذا اعتراف ضمني من الوزير , بأن أي حالة تعكس الاستقرار , سيكون سببها تعنت الحكومة , فلا تمتلك إلا أن تتعامل بالقوة والعنف ضد حالات الاحتجاج المتصاعد , مما يؤدي لحالة من انتشار للفوضى بين الناس , لم يراهن على مداها وشكلها , وهي الورقة الآخيرة التي تلوح بها الحكومة في مواجهة الشارع.

المعايطة يقول , على الشعب الأردني الرضا بما قـُدم من إصلاحات سياسية -لا تـُعد إلا صورية- أما المشكلات الاقتصادية فالحكومة هي القادرة فقط على حلها من خلال رفع الأسعار والضرائب , على حساب جيب المواطن المـُفقر أصلاً , وعلى قاعدة رضي من رضي وأبى من أبى و ويلٌ لمن لا يرضى.

عند قراءة لغة المخاطبة التي استخدمها المسؤولون في حكوماتنا ومواقع القرار خلال العقد الماضي , عقد الفساد وبيع مقدرات الوطن , هي لغة من لا يملك وجهة نظر أو برنامج أو رؤية قادرة على إقناع الإنسان بأن هناك مخرج لما نعاني , نعم هي لغة الاستخفاف بالعقول والاستعلاء والاستحقار للكرامة , هي لغة واحدة فقط مفادها.. من أنتم..!! ولكنهم يتناسون بأن هذه الجملة قد أطاحت بأبي الهول والطغاة... من أنتم..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات