تختلف درجة الحماقة من شخص الى اخر..والحماقة بحد ذاتها مرض ولكنه ليس كباقي الأمراض, فقد توصل الطب الحديث الى اكتشاف واختراع وتصنيع عقاقير تعالج معظم الأمراض وحتى المستعصية منها, الا أنه بقي عاجزا أمام علاج هذا الداء المستعصي..انه داء الحماقة, بل وباء الحماقة, فهو معدي وسريع الانتشار..انه تسونامي الحماقة والغباء.وفعلا, لكل داء دواء يستطب به**الا الحماقة أعيت من يداويها.
لماذا يصر بعض البشر أن يلتهموا كل الحماقة, ويبخلوا على منح غيرهم ولو قسطا بسيطا منها؟..لماذا يصر البعض الاخر على أن يلبسوا ثوب الجهل والغباء والعمالة؟..لماذا يصر البعض على تحقير كل ما هو عروبي اسلامي, وتمجيد كل ما هو غربي؟..لماذا يقوم البعض بالاصرار على أنهم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم؟..هل انقطع وريد الخجل عندهم؟. لماذا يصر بعض الجهلة على الاستمرار في جهلهم بل يصرون على مضاعفته رغم النصائح التي توجه اليهم ليستفيقوا من جهلهم هذا؟..لماذا يصر بعض الكتاب العرب والمسلمين والكتابة منهم براء على أن يكونوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم, بل أكثر صهيونية من مؤسس الحركة الصهيونية"ثيودورهرتزل" نفسه؟.
هل أصبحت جلودهم كجلود التماسيح, لا يمكن أن يؤثر فيها أي شيء؟..ألم يسمع هؤلاء بالمثل القائل"من علمني حرفا صرت له عبدا", بل انهم يحفظون عن ظهر قلب المثل الكويتي القائل"هذا سيوف وهذي خلاجينه". لقد ظننت بأن أحمد القرعان بعد أن تم نصحه من معظم المعقبين بالتوقف عن الكتابة لأن كتاباته مسموعة وبعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة, وتؤجج الصراع الطبقي والطائفي العربي بشكل عام, وتضرب اللحمة والوحدة الأردنية الفلسطينية, ناهيك عن كون مقالاته هذه مليئة بالأخطاء القواعدية والاملائية والتي يخجل أن يقع فيها تلميذ لم يكمل الدراسة الابتدائية..ورغم كل ذلك طل علينا في الأيام الأخيرة بمجموعة من المقالات تحمل عناوين مختلفة لا علاقة لها بمضمونها, والأمر من ذلك أنها في نهاية الأمر تتناول قضية الوطن البديل وهذا ما لا أفهمه على الاطلاق, فوالله لو تناول القرعان في أحد مقالاته قضية التسونامي الذي اجتاح اليابان في العام المنصرم لقام بالتطرق للفلسطينيين وقضية الوطن البديل وكأنهم السبب في ذلك التسونامي المدمر, ناهيك عن تناقضاته ووجهات نظره والتي تتغير بسرعة البرق والبورصة"التانزانية".
فقبل أيام قليلة خلت طل علينا بمقالة تحمل عنوان:"العرب بربيعهم يحتفلون والصهاينة تحت الاقصى يحفرون", وفيها يهاجم رياح التغيير العربية التي أطاحت ببعض القادة الذين عفنوا على كراسيهم, ويهزأ ممن قادوا هذه الرياح.لا أقول بأن هذه الثورات قد أخذت مسارها الصحيح, ونتائجها لم تتوضح لنا حتى الان, ولكننا نأمل أن تكون لمصلحة الشعوب العربية التي عانت من الجوع والفقر والمرض والقمع ونهب خيرات بلادها لصالح فئة صغيرة اعتبرت نفسها منزلة ويحق لها ما لا يحق لغيرها. ويتطرق لقضية تهويد القدس وكأنه حامي حماها, وهنا أقول له ولغيره بأن ما يقوم به الصهاينة من أعمال في مدينة القدس تؤدي الى تهويدها وفصلها نهائيا عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة, فان السلطة الفلسطينية والعالمين العربي والاسلامي يتحملون مسئولية الدفاع عن القدس ومقدساتها, وباقي أراضي فلسطين من بحرها الى نهرها.
وفي مقال له تم نشره مؤخرا يطالب القرعان الصهاينة والأمريكان بالتدخل الفوري لحماية الشعب السوري من قادته القامعين, ويلومهم على تأخرهم في هذا الأمر, ونقرأ له في مقالة أخرى حملت عنوان:"اتركوا سوريا وشأنها خوفا على الاردن وشعبه", انها قمة التناقض, بل انه مرض انفصام الشخصية, فلا يوجد عاقل على وجه الخليقة يقوم باعطاء رأيه في قضية واحدة وخلال يومين أو ثلاثة أيام بصورة متناقضة تماما, الا اذا كان يعاني من هذا المرض أو أنه لا يع ما يكتب أو يكتب لمجرد الكتابة.
وفي اخر صرعاته طل علينا هذا "المحلل السياسي الكبير" بمقالة حملت عنوان:"الربيع العربي صناعة صهيونية", بالنسة لقضية الربيع العربي فلي رأيي الشخصي فيها, لكن كون القاسم المشترك لكل المقالات المذكورة هو الفلسطينيون وقضية الوطن البديل وكأنهم وأينما يتواجدون يشدون الرحال صوب الأردن ليكون وطنا بديلا لهم, وقد قلت للقرعان مرارا ولغيره من أشباه الكتاب بأن الفلسطينيين سيعودون يوما الى وطنهم طال الزمان أم قصر, ولن يرضوا بغير فلسطين كل فلسطين وطنا بديلا لهم لأنهم ملح أرض فلسطين الطاهرة, ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادي.
والى القرعان أقول, هل ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن سببه الفلسطينيون, وما علاقة الوطن البديل في ذلك؟.
اليوم تمر علينا الذكرى الخامسة والأربعون لما يسميها البعض"نكسة حزيران", أو حرب الأيام الستة, وهنا لا بد من القول انها"حرب الساعات الست", فقد عاصرتها ورأيت جنود الاحتلال الصهيوني يجولون ويمرحون بعد ساعات من اندلاع الحرب..في هذه الحرب تمكن الصهاينة من الانتصار على ثلاثة جيوش عربية واحتلوا ما تبقى من فلسطين وأراضي عربية أخرى..لقد كانت مهزلة يندى لها الجبين, فقد كان العرب يحملون شعارا مضحكا"سنلقي باليهود في البحر", وبعد شهرين من اندلاعها, انعقدت قمة الخرطوم التي تحمل أسم"قمة اللاءات الثلاثة", لا اعتراف ولا صلح ولا تفاوض مع العدو الصهيوني, وأصبحت هذه اللاءات وبقدرة قادر"نعم وبالثلاثة", فقد اعترف العرب بالكيان الصهيوني وعقدوا الصلح وتفاوضوا معه وكذلك وقعوا اتفاقيات السلام, وبعض الأقطار العربية تبادلت السفراء معه بشكل علني والبعض الاخر بدأ بشكل سري سياسة التطبيع معه. وكعادته لا يترك القرعان الفلسطينيين وشأنهم, ومن هنا نقول بأن التخاذل العربي هو سبب هزائمنا وتراجعنا, فمن استلم البلاد بغير عنف..يهون عليه تسليم البلاد, وهذا ما حصل لشعبنا الفلسطيني وقضيته. وللقرعان ومن هم على شاكلته أقول, نحن لسنا بحاجة اليك ولأمثالك أن تقوموا بالدفاع عنا, فأشبال وأولاد وأطفال ونساء ورجال فلسطين شيبا وشبانا سيحررووها من العدو الصهيوني طال الزمان أم قصر, وهكذا علمنا التاريخ, فالاحتلال الى زوال مهما طال أمده. وللقرعان وأصحابه من الكتاب العرب المتصهينين أقول, أكتبوا ما شئتم وتذكروا بأن القافلة تسير رغم نباحكم, وأنتم وكتاباتكم ومن يقومون بدعمكم أقذر من براز جمل في صحراء قاحلة..والويل لأمة رهنت سياستها ومقدراتها وخيراتها وثرواتها لأمم أخرى, تزيد إثراء وتمعن فساداً وإفساداً..الويل لأمة فيها هؤلاء أشباه الرجال ممن يجعجعون وينبحون كالكلاب الضالة, كالذباب حول حفنة من البراز يطيرون, ولكنهم لا يرتفعون كثيراً. وعلى القرعان وزمرته المنتشرين في كافة البلاد العربية ينطبق ما قاله ديفيد وارمرزالمستشار والمسؤول عن قسم الشرق الأوسط في فريق ديك تشيني, عندما قال عن اسطبل المثقفين العرب: "من ضمن خطتنا في المنطقة لابد أن ننتبه للإعلام..الإعلاميون العرب كلهم أعداء وكلهم ضد السامية وكلهم يمكن أن يشكلوا معسكر الخصم, لكن لابد أن نجد إسطبلا من الإعلاميين العرب يشبه سفينة نوح, الأحصنة في هذا الإسطبل وظيفتهم أن يقولوا دائما إن سوريا وإيران هما المشكلة, أما الحمير فهم من يصدقوننا بأننا نريد الديمقراطية, أما حظيرة الخنازير الذين يقتاتون على فضلاتنا فمهمتهم كلما أعددنا مؤامرة أن يقولوا أين هي المؤامرة؟"..ألا ينطبق عليهم قول الشاعر:وجُفونهُ ما تستقرُّ كأنها ** مطروفةٌ أوفُتَّ فيها حصرمُ..وإذا أشار محدثاً فكأنه ** قردٌ يقهقه أو عجوزٌ تلطِم..وتراهُ أصغرَ ما تراهُ، ناطقاً **ويكون، أكذب ما يكونُ، ويُقِسم؟. حمى الله كافة الشعوب العربية ونصرهم على قادتهم الرجعيين, والنصر دائما وأبدا حليف الأحرار. سؤال للقرعان:لماذا لا تجرؤ على الكتابة عما يجري في وطنك من مظاهر الفساد والفقر والجوع والبطالة والعنف المجتمعي والجامعي, حيث أصبحت الجامعات وكرا للفساد وظيفتها تخريج أجيالا جاهلة فاسدة ومفسدة..سؤال أطرحه فهل بامكانك الاجابة؟.
**"هذا سيوف وهذي خلاجينه"..مثل كويتي قديم يضرب في الشخص الذي لا يتغير وضعه حتى وان تلون بكل الوان الطيف, فانه سيبقى كما هو".