ذبيحة حكومية


عندما كان يَقدِم احد ابناء القرية على شراء ذبيحه بغض النظر عن المقصد من ذلك سواء كان أضحيه أو عقيقه أو نذر أو قراءة مولد أو ...الخ فقد كان ينتشر الخبر في القرية بأكملها وفي بعض الاحيان كان يصل الى القرى المجاورة ولا سيما الأقارب في الأقاليم والمحافظات الأخرى. ويتم تداول عبارات مثل " ابو نبيل راح يجيب ذبيحه" ، " إدريت يزلمه هاظا ابو نبيل بدو يضحي" ، " ما عرفت خيوه يا ابو علي هاظا ابو نبيل بدو يذبح" ، " بيقولو ابو نبيل ماخذ سيارة غازي طلب ورايح على عبدالعزيز يجيب من عنده كبش" ، " ألوو ابو فايز هاظا ابو نبيل بده يجبد ذبيحه بس عشان يكون عندكو علم"، وغيرها الكثير من هذه العبارات التي تحمل في مكنونها معنى الأمل بالحصول على "صرة" لحمه من ذبيحة ابو نبيل. كما وتحمل في طياتها أمل اللقاء بالذبيحة والجمعة الطيبة على ارض الواقع والتبرك بالصوف أو الشعر بحسب نوع الذبيحة بصوره مباشره واقعيه بعيده كل البعد عن الخيال. وبهذا يبقى الجميع على أمل واحد ولكن بدرجات متفاوته (أمل قوي و أمل متوسط وأمل ضعيف). فأما ذوو الأمل القوي والذين يطلق عليهم (العيله) فهم أقارب أبو نبيل من الدرجة الأولى الذين لهم صلة بدفتر عائلته كالأبناء والبنات والإخوة والأخوات وأولادهم، وأما ذوو الأمل المتوسط والذين يطلق على نصيبهم بـ(حصة الصديق) فهم أقارب أبو نبيل من الدرجة الثانية كالأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبنائهم كما ويدخل ضمن هذه القائمة الأصدقاء والأحبه. أما بالنسبة لذوي الأمل الضعيف ويطلق على نصيبهم (حصة الضعيف أو الفقير) وهؤلاء ربما لا تربطهم بأبي نبيل أية صلة قرابه. وبعد جلب الذبيحة وذبحها وسلخها وتقطيعها وتقسيمها وبوجود جمهور لا بأس به من أبناء القرية الذين حضروا لمشاهدة هذا الحدث الهام. يتم التقسيم إلى ثلاثة اقسام متساوية وهي العيله والصديق والفقير فيبدأ التوزيع بهمه ونشاط في الأولى أما في الثانية فيكون توزيع مخربط نوعاً ما " فلان بعيد" " فلان مش بالدار" " دار فلان طالعين" ويكون نصف هذه الحصه وصل للصديق والنصف الآخر مصيره الى الثلاجه والتي سيتم توزيعها بعد اختفاء الجماهير إلى العائلة الكريمة . والثالثة والأخيرة وهي نصيب الفقير فعند التوزيع يتم الاجتهاد بعبارات " يزلمه ابنك مهند مهو فقير" ، " يزلمه ابنك سليمان مهو ماكل هوا من الطفر" ...الخ ليصار في النهاية اضافتها الى الأولى توزيعها على أفراد العائلة الكريمة. وبهذا يكون صاحب الأمل الضعيف قد نفد أمله بمشاهدة ما يتمنى ولا يطاله شيء من بركة الشعر حتى.
الحكومة لديها من ذبائح أبو نبيل الكثير الكثير ووصلهم ذبائح دوليه موجهةً الى الفقراء ولكن لم تجد الحكومة من هم أفقر منها. لذلك نتمنى أن لا يتم الاعلان عن مثل هذه الذبائح حتى لا يعيش الشعب في أمل قاتل. فأنتم يا حكومتنا لديكم القدرة على الذبح والسلخ والتقطيع ولديكم خبره واسعه في التوزيع لذلك لا داعي لدعوة الجماهير وفتح الأبواب المؤلمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات