لننسى ونسكت قبل ان يُخصخصونا


نحمد الله الذي لا يُحمد على مكروه سواه ونشكرحكوماتنا اللائي لا يُشكر على ما ابتلانا سواها ونفخر بفاسدينا اللذين لولاهم لما كنّا بهذا الحال .
وبعد
فمن لا يشكر الفاسدين لا ترحمه الحكومة ومن لا ترحمه الحكومة لن يرى الخير في حياته ومن لم يرى خير الحكومة عاش كالحزين وحيدا يلعن الجوع والفقر وتنظر في وجهه ترى بؤس الموزمبيق وأبعد .
لذلك يجب ان نعترف نحن الذين كتبنا كثيرا عن اخلاق الفساد ومبادرات الفاسدين وجو الرفاهية الذي يتمتعون به وراحة البال التي يتحلّون بها بينما نحن نعيش في نكد وتفكير وغم وهم وكأننا نحمل السلّم بالعرض وقد ضاقت الدنيا بذلك السلّم ولم نذق طعم الراحة وبالعكس كانت النتيجة اننا نعطّل التنمية ونغتال الشخصيّات ونحتضن اولئك الذين يطمحون بمناصب حكوميّة ولم تُتاح لهم الفرصة للوصول بينما غيرهم كان عصاميّا ووصل بكل سهولة وتمطّى على كرسي وحقيبة بينما الاخرون يلعنون الحكومة .
وهاهي المسيرة تسير والحياة مستمرّة بل بالعكس الكل في الداخل والخارج يُشيد بالأمن والآمان الذي تتحلّى به البلد وهاهي الاسعار تثبت ثم تشبط والموازنة تعلو مديونيتها ثم لا تلبث ان تقفز كالمجنون والطاقة وما ادراك ما الطاقة حتّى بتنا نخشى من الإقتراب من كبسة الضو خوفا على العجز في شركة الكهرباء الوطنيّة حتّى خلنا انّ موظفي الشركة سيلفّون على البيوت بيتا بيتا لأخذ ما يتيسّر لسداد العجز اللعين بعد ان أخذ عجزة القلوب والضمائر خيرات البلد في جيوبهم كما ان شباب البلد باتوا يخشون الخلفة خوفا من زيادة نصيب العائلة من الدين العام الذي عليهم ان تسديده لصندوق النقد الدولي والبنوك المحلية والخارجية بينما هو لا يستطيع سداد دين البقال والخضرجي والكندرجي وفاتورة المياه .
وبحمد الله اجتزنا الربيع بإصلاحات مهما كانت متواضعة فهي خطوات على طريق طويل نحو الافضل لبناء الاردن المؤسسي الخالي من الفساد والفاسدين فاقدي الضمائر والبصائر .
بلدنا فقير إلاّ من أطفاله الأبرياء اللذين لم يتلوّثوا بداء البنوك والقروض ولم يكتووا بنار قراصنة الفساد ولم يبكيهم الظلم وعدم المساواة ولم يفعلوا العيب أو الحرام من أجل كرسي ومغنم ولم ينساقوا خلف مغريات الحياة ورونقها .
أطفال لم تعرف النميمة والدسائس وأطفال اجمل لحظاتهم عندما يجلسون على النونيّة وليس على كرسي وزارة وأطفال تتقبّل كل القبلات بسعادة لا تعرف النفاق أطفال لا تخشى ان تشتمك وتردّد شتائمك وانت مبسوط وهم لا يُفرّقون بين وزير أو غفير .
أطفال لا تعي صراع الحضارات أو إختلاف ألاديان أو التعصّب والتحزّب
أطفال لم يشهدوا أو يفهموا فوائد الخصخصة على حياتهم ومستقبلهم وقد يتعلّموا ان يسكتوا في الكبر خوفا من ان يتخصخصوا هم انفسهم .
هؤلاء هم رصيدنا النقيّْ النظيف البريئ الذي لا يُشكّل المال عنده مطمع أطفال لا تخشى الموت لأنّها لا تميّزه عن الحياة أطفال تبكي عندما تجوع حقّا أو تريد الحليب أو الماء الذي يتوجّب علينا الكبار من توفيره لهم وقد يعتقد اولئك الاطفال عندما نتأخّر عليهم أن الوحوش هي التي تشرب حليبهم لأنها لا تعي أن بعض بني البشر حيوانات كاسره على شكل إنسان لا تحرّم ولا تخجل بل تلهث خلف قرش يتدحرج وكرسي ليس له صاحب .
أحمد محمود سعيد
31/5/2012




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات