كنا صغاراً نجلس القرفصاء في ساحة المدرسه على شكل دائره ويُعطى أحدنا محرمه(قماشيه) ويدور من خلفنا مردداً طاق طاق طاقيه شباكين بعلّيه رن رن يا جرس حوّد وانزل عن الفرس ويلقي بالطاقيه على رأس احد الموجودين ويجلس مكانه وهكذا حتى ينتهي وقت حصة المعلم الغائب.
على من الدور بعد سوريا؟ سؤال مطروح في دوائر صنع القرار العالمي, في الوقت ان السيده كلنتون أثنت على الربيع العربي ومخرجاته ووصفته بأنه أنموذج يجب أن يُحتذى عالمياً, لكن قبل ذلك هم يسعون الى تغيير النمط التقليدي في الحكم في بلاد البعيرين,ومن ثم ينتقلون الى بلاد الأصفرين فالابيضين فالاسودون وهكذا ليتحقق نشوء عالم جديد يحتكم الى الفوضى وتدمير مقدرات الشعوب بعدما اغرقونا في الخصخصه واللصلصه وفواتير صندوق الافقار الدولي, والديون بالمليارات...
من يحمل المحرمه اليوم قطر مثلاً وتدور حول الشرق الاوسط من الاطلسي حتى الخليج العربي, تدعم هنا لوجستياًوتسحب البساط هناك عسكرياًوهكذا, أمْ بشار الاسد الصغير الذي أجهز على آخر قلاع ما كان يدعى بالممانعه والصمود, فأعاد سوريا قرون الى الوراء بعدما قتل من قتل من الاطفال والشيوخ والنساء وأتى على بُنية الدوله المفترض ان تكون الند لاسرائيل,أمْ مبارك ربيب تل ابيب القابع في انتظار عزرائيل تارة والبكاء تارة أخرى على مُلك انتهى وابناءه خلف القضبان بعدما وضع اصبعه على الماوس عند هولد لحوالي الثلاثة عقود ومصر غائبه عن الاجماع العربي والقرار اليعربي خدمة لبني عازر من مستشاريه وشارون عليهم لعنة الله ورابين وتجويعاً لشعبٍ بأكمله في غزة هاشم .. من يحمل المحرمه ولماذا لا يلقي بها على رأس اسرائيل فلربما تُعمى, ولربما تدور في مكانها فتصاب بالدوار او بمنيير ديزيز؟؟
نحن كشعوب عربيه مسحوقه غائبه عن قاموسنا الديمقراطيه ونكاد نراها كممارسه على شاشات التلفاز في بلاد الغرب الذي نصفه بالكافر, نُمسي ساركوزي رئيساً ونصبح لنجد فرانسوا اولاند رئيساً, ننتظر النتائج في امريكا فيتبدل الابيض الجمهوري ليلاً ليصبح الاسود الديمقراطي رئيساً صباحاًوهكذا..اما نحن العرب فنعيش بركات القاده الملهمين من الحاصلين على 99,9 في الانتخابات,ومعاً الى الأبد..ومنهم من يتكىء ولا يبول وهكذا
الاصلاح لم يعد مطلباً فحسب بل هو ضروره وتحصيل حاصل, فالملايين في ساحة التحرير ألغت قرار نتنياهو بتعيين مبارك وجعلت من؟؟ محمد محمد مرسي رئيساً جديداً لربما , والبساطير سحقت رأس القذافي ولم يجد من يأويه وجاء من بعده رجالٌ لا تلين لهم همّه , وصالح الطالح ترك اليمن مرغماً بعدما احترقت سنحته,,والأسد في انتظار اللبوه ان تأخذ بثأره من الثعلب الماكر,يخفي وجهه القبيح بأيدي روسيه وأخرى صناعه صينيه,, وهكذا... دواليب الاصلاح كما نواعير حماه,تدور لتسقي الشعوب العطشى للحريه, من يحاول الابقاء على الوضع ليتمخض الفيل فلن يلد الا فأراً, عجلة التغيير اقوى من فرامل المحافظين من الحرس القديم,ووصفات البنك الدولي لن تقود الا الى المزيد من تأجيج الشارع, فارتفاع الاسعار والاستدانه من جديد جميعها وصفات تقود الى انزلاق الدوله الى أتون الفوضى والجوع وغياب لهيبة الدوله وتفشي الفساد, يجب البدء اليوم وليس غداً بمحاصرة الفاسدين واسترجاع اموال الشعوب المنهوبه لا استجداءهم, او فتح قنوات الاذاعات لجمع التبرعات لوطن أُثخن ,,ويجب ايضاً وضع تشريعات وقوانين ناظمه للحياه السياسيه بما يخدم استقرار الوطن واقتصاده وانسانه الذي هو محور العمليه الاصلاحيه بجميع اركانها السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والتربويه والصحيه,, مما اسلفت هي البنود التي يجب ان يبدأ بها الاصلاح والحكومات التي تحاول تسويف الامور والمماطله لن تصمد امام الغضب الشعبي الجارف.. نسعد بأردن حر ديمقراطي تتكافىء فيه الفرص, ودولة القانون.. ودمتم