شطحات القلم وهذيان الكلام .. في الاستقلال


كان احتفال ... ذكرى ... عيد ....هذيان ... نوع من الجنون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سموه كما تريدون ...كان احتفالي بعيد الاستقلال ... أما أنا فقد سميته وهو في الأعلى ... حيث احتفلت بالاستقلال ... وحدي.... وعند قبر أبي ... حيث الهيبة والمهابة والرهبة والرجولة والبطولة والتاريخ العسكري المجهول ......
سلمت على الجميع وقرأت فاتحة الكتاب وشي من الدعاء وجلست عند صاحب القبر احتفل على طريقتي الخاصة وكما أريد وبدون ضجيج أو صخب أعلامي ................... ...
فجن جنون القلم وزمجرت الحروف وأرعدت الكلمات وانفلتت من أعنتها قهرا" فحالها حال خيول العرب المربوطة والمكبوتة من قرون ... حاولت أن اشد عنانها لأضبط حركاتها وهمساتها ولمساتها ولم استطع ..شددت العنان أكثر ولم اقدر ... فطارت وتطايرت في فضاء هذا الكون ... وسرحت على سجيتها و هذيانها وجنونها, فسمعت صهيلها, وطقطقت حوافرها, فشطح القلم, وجن جنونه مثلي, وأصبح يهذي وهو يرى ابتسامة صاحب القبر وتبسم كل الرجال معه, وزاد هذيانه و هذياني ونحن نسمع أصوات زغاريد الأمهات والجدات و حداء الرجال على ظهور دباباتهم, فعرفت أنني في معركة الكرامة, فهذا صوت (الحسين) مجلجلا", وذاك هو ( حابس) عليه غبار المعركة, وهذا وصفي حاضرا" بكل هيبة الأردنيين, وهؤلاء ثلة من جنود الجيش العربي, عرفت منهم أبناء بلدتي (الدفيانة ) وأبناء البادية الشمالية وبعض من أبناء الأردن, فهذا( بخيت سراح) في جبل القلعة , وهذا (علي فلاح) وذاك( قريان الخالدي) ومعه( محمد ابو شديف) وريت( صيتان مجحم) و(عطالله غاصب) و(ثاني قاسم) و(خالد هجهوج) ورايت( محمد حنيان) و(ثلجي العظامات) و(عيسى نهار) و(عواد طريف) و(يونس شويعر) و(زيد ابن شاكر) و(حميدي الفايز) و(هلال مزيد) و(حمد العيسى) حتى والدك يا نايف النويدس رايته,و(عبد الكريم جدعان ) والد فواز العزام, ووالد غازي الرشدان, شاهدتهم ورأيت رجولتهم وهيبتهم..... بعضهم متخضب بدمه في ساحات الوغى , وبعضهم مات على فراشه بصمت ولم يسمع به احد, وبعضهم ينتظر نصيبه وما بدلوا تبديلا ... ولم تسعفني الذاكرة لذكر المزيد فانا في حالة هذيان وشطحان و(فلاتان) امني بكل ما تعني الكلمة من معنى لأنني عند صاحب القبر .................. وفي حضرة الاستقلال .....؟؟؟؟؟؟؟؟

كانوا يعتمرون الشماغ المهدب ببزاتهم العسكرية و بوجوههم السمر وزنودهم التي بنت كل مؤسسات الوطن العلمية والطبية والخدمية ... أعطوا كل شي للوطن ولم يأخذوا منه إلا شي واحد فقط , فقد اخذوا الرجولة والبطولة والكرامة, فأدركت صغري أمام هولا الإحياء, فغدت الكلمات ترتفع إلى عنان السماء, ثم تهبط إلى أسفل الأرض, ثم ترتفع ثم تنخفض, لتعود تحلق بي إلى عنان السماء ... فغدوت بين الحقيقة والخيال , ومن يشاهدني في تلك الحالة يقول ( لا حول ولا قوة الا بالله ) جن الرجل أو مس الرجل او كما يقال بالعامية (انهبل) الرجل ...............؟؟؟؟؟

ولم يعلموا إنني في حضرة الاستقلال, وفي هيبة الاستقلال, وعند صاحب القبر, احتفل على طريقتي ... حيث الرجولة حاضرة, والبطولة حاضرة, والجيش العربي بكل طواقمه حاضرا", والشهداء حاضرين, من عام الثمانية والأربعون ومرورا" بالستينات وصعودا"إلى السبعينات والثمانينات . حاولت انهض من مكاني فقد هدني احتفالي, فلم تقوى قدماي على النهوض ,لتستبسل الكلمات وتسترجل وتتوهج على ثرى هذا الوطن, ولتأخذني يمنه مرة" ومرة" يسرى , لتريني طريق معان وركب الدبابات يسير علية, والطواقي يرفعها الجنود يردون التحية بأحسن منها ... والى الأغوار وعبروا" من مثلث المصرين حتى أسوار القدس ومآذنها وقبة الصخرة الحزينة والتي تسال عنهم ........؟؟؟؟

وتعود بي الكلامات , وهي تقول لي أنت في حضرة الاستقلال, وعند صاحب القبر, فثبت وكن على قدر الحدث .... فاصمت ليعود الشريط كما بداء يهذي, ويترك للفكر السرحان والهذيان ليشطح القلم من جديد , فتذكرت ( اللند روفر) ودور العائلات, وعودت العسكر بعد أشهر من الغياب في جبهات القتال والتدريب, وأم تقف بباب الحوش تراقب (اللند روفر) تنتظر ابنها, وزوجة تنتظر فارسها الغائب لعله يكون على متنها ولكن هيهات ... لتعود مكسورة الخاطر تحتضن أطفالها وتغلق بابها على أمل عودته, وهي تنظر الى صورته على الجدار ببدلته العسكرية ,ودمعة على خدها تسيل تختزل كل الكلام والهذيان الذي أنا فيه.........؟؟؟

هدني الاستقلال ... وهدني احتفالي المجنون ... وهدني هذيان فكري المثقل بكل شي في زمن اختلاط الحبال بالنبال وانفلت الكلام على الكلام...... ومع كل ذلك فلا صهيل الخيل ألان يدب بي الحماسة, فوجودها سابقا" كان للفرسان, وقد مات الفرسان , أما ألان فهي للمرح والتوهان وحتى ينبسط الصبيان ويروق مزاج سيدة المكان , في زمن سطوت الفساد على البلاد , واستبداد الأوغاد في قوت العباد, وعدم احترام دماء الإباء والأجداد ....... ؟؟؟

الاستقلال عيد .... أما أنا فقد احتفلت بطريقتي الخاصة, حيث كان احتفالي غيض من فيض في زمن نسيان الذاكرة الوطنية او محوها ... وليعذرني كل ابن شهيد في هذا الوطن لم اذكر اسمه , فقد أصبحت (المومري) عندي فل بعد خلو الصفوف الأولى من الرجال .....؟؟؟؟؟؟؟؟ وألان يا صاحب القبر الحبيب سنسحب فهل تسمح أن أوأدي لك التحية العسكرية التي تحبها
وبعدها سأعود خطوة إلى الوراء والى الخلف دور من حيث أتيت لشطحات القلم وهذيان الفكر

وكل عام ووطني بخير .......؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات