السعودية داعية حرب و شعبها يتساءل : لماذا يكرهوننا !


كشف مصدر أمني بريطاني عن تورط المخابرات السعودية بمقتل القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية ، نافيا ، أن يكون النظام \" ككل \" تورط في الجريمة ، وإنما شخص واحد هو \" العميد محمد سليمان \" الذي يصفه المصدر بأنه : \" أكبر اختراق أمني تحققه إسرائيل في سوريا منذ قضية إيلي كوهين في الستينيات \" .
المصدر البريطاني الذي تقاعد حديثا من عمله في السفارة البريطانية بدمشق وعاد إلى بلاده تابع أن ضابطا برتبة عقيد في المخابرات الجوية السورية يدعى \" سهيل حسن \" هو من كشف تورط ضابط من المخابرات السعودية في التنفيذ الميداني للجريمة ، مستعينا بمواطنين فلسطينيين وان هذا الضابط السعودي هو من قام بإدارة تنفيذ عملية الاغتيال الأرض ، بما في ذلك إدخال السيارة المفخخة التي استخدمت لتغطية عملية الاغتيال بواسطة قناصة من بناء مقابل للمكان ، أو لاستخدامها في تفجير سيارة مغنية إذا فشلت عملية الاغتيال قنصا . حيث جرى وضع السيارة المفخخة بجانب سيارة مغنية.
كما أفادت معلومات العقيد حسن بان الضابط السعودي لجأ لسفارة بلاده بدمشق وأنه لم يختبئ داخلها، لم يكن أمام العقيد حسن سوى المجازفة بالموافقة وتنفيذ العملية دون الرجوع إلى السلطة السياسية ، رغم حساسية علاقات السعودية مع سوريا ، قبل وبعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري .
وهي مجازفة تعكس صراع الأجهزة الأمنية السورية وتنافسها الحاد فيما بينها .
ونتيجة لهذه العملية تصدر سهيل حسن الواجهة الأمنية السورية ليصبح من أكثر ضباطها موثوقية خلال الأزمة السورية الحالية .
يتابع المصدر إن السعوديين لم يستوعبوا العملية إذ أرسلت سفارتهم برقية للخارجية تفترض أن جماعة من \" حزب الدعوة العراقي \" قد خطفت الضابط لصالح \" حزب الله اللبناني \" كون السيارات المهاجمة حملت لوحات عراقية مزورة .
المصدر يختم أن القيادة السورية استنفذت معلومات الضابط السعودي خلال التحقيقات التي كشفت عن تورط العميد محمد سليمان بعلاقات تجسسية خطيرة .

عماد مغنية لم يكن هدفاً سعودياً فقط بل هو هدف أمريكي قبل أي اعتبار وعليه فان العملية السعودية لقيت دعماً فائقاً إلا أن الملفت هو دخول العملية في إطار سياسة الثأر السعودية وهي ورطة إستراتيجية من نوع الخطأ الصبياني المتكرر
ويبدو أن القسم المسيطر من آل سعود قد اتخذ قرار \" شمشوم \" بإحراق المنطقة كاملة على رأسهم ورأس جميع العرب بإطلاقه لشراكة جديدة مع القاعدة ميدانها سوريا وضحاياها سوريون دون تمييز بين أديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم ...
المملكة التي أسست تنظيم القاعدة وأطلقته من أفغانستان لتبرهن قدرتها على دعم المشروع الأمريكي في أفغانستان ومواجهة الاتحاد السوفيتي فيها بدماء شبان العرب الفقراء هي المملكة التي تستعيد اليوم ملكيتها للتنظيم بعد تنكر له وبعد تشريد أعضائه تحت مسمى \" الأفغان العرب \" .
الهدف هذه المرة ليس الاتحاد السوفيتي الزائل والمكان ليس أفغانستان التي تستعد للخلاص من الاحتلال . الهدف هذه المرة هو معسكر الممانعة والمكان هو سوريا رأس الممانعة .
فقد أصيب المعتلون العرب بمقتل بعد فقدهم تغطية مصر \" اللا مبارك \" السياسية بانسحابها من وظيفتها العربية وباستقالة مصر من دورها الإقليمي .
حيث ارتبط سقوط اللا مبارك بتصاعد الدور الاستراتيجي السوري بصورة مخيفة للمعتلين وللسعودية خصوصا .
وبعد 14 شهراً من ثورة سورية غير مجدية لجأت المملكة إلى القاعدة لإحراق سوريا . فالقناعة السعودية الراسخة والمعلنة تقول بان : خلاص النظام السوري يعني آلياً سقوط النظام السعودي الخليجي .

في الفترة السابقة حاولت السعودية استعادة نفوذها القاعدي وشرعنته بتوجيهيه نحو روسيا وحديقتها القوقازية الخلفية ما حظي بتشجيع أمريكي . أما اليوم فان واشنطن تدرك خطورة تمركز القاعدة في سوريا وانطلاقها منها لذلك فهي تعارض الدعم السعودي للقاعدة وتوجيهها نحو سوريا . لكن السعودية ترى أنها مسألة حياة أو موت وتندفع بدون وعي في عملية إحراق سوريا بأهلها السنة وغير السنة .
هذا التمويل والتسليح والدعم لتمركز القاعدة في سوريا بداية لسلسلة مجازر آدمية على غرار المجازر الأفغانية وليس فقط مجرد حرب أهلية.
وهذا التمركز من شأنه أن ينسف كل توازنات المنطقة كما من شأنه أن يلقى معارضة دولية شاملة على المملكة الاستعداد لمواجهتها دون أن تملك أية ضمانات بان القاعدة لن تنقلب لتستهدف الداخل السعودي وتنقض على نظام آل سعود .
الذين يلعبون بالنار بحيث يرسمون بأيديهم نهاية مأساوية لحكمهم ,وهم سوف يجبرون الشعب السعودي على طرح السؤال \" لماذا يكرهوننا ؟ ! \" .
فالشعب السعودي لا يدري بحجم التدخلات السعودية وخطورتها .
هو أيضا لا يدري أن القسم المسيطر من العائلة قد اتخذ قرار شمشوم بإحراق المنطقة كاملة على رأسهم، ورأس جميع العرب .
فالسعودية تتحول إلى داعية حرب .
متى كان لها ذلك ؟ . لماذا هذا الاستنفار اليومي لتسليح المعارضة السورية ؟ ...
ماذا تريد المملكة الطاعنة في السن ، من خوض معركة بكل ما أوتيت من نفط ومال وكراهية ؟…
حيث لا مانع لدى المملكة من تحويل سوريا إلى كوسوفو أخرى !…
بل هي تسعى لتكريس هذا التحويل ...
يندر من يعترف بدور ديمقراطي للسعودية ،
وليس في تاريخ المملكة حرية أو أي نوع من الحريات ،
ومع ذلك فالسعودية الخائفة على العرش ، خوفاً هستيرياً مستداما ، تتورط في حرب ضد سوريا ، بحجة واهية ، الدفاع عن الثورة ، وتأييداً للديموقراطية ، ووقف آلة القتل ، الذي تبرع به النظام السوري ، ليظهر على حقيقته الاستبدادية .
وهو خوف ما يبرر الاندفاع السعودي لتسليح المعارضة السورية ، وتحديداً قوى المعارضة المتعسكرة ، وهي تدرك ، وفق خبراتها العسكرية والأمنية ، أن موازين القوى ، غير قادرة على وضع الخاتمة السعيدة أو التعيسة لهذه المعارك الدامية .
فيما مصادر مقربة جداً من مرجعيات خليجية تتخوف من تهور السعودية ، لأن اندفاعتها إذا فشلت ، قد تفقد الخليج استقراره الذي نعم به طوال عقود .
ومع التنبؤ بإمكانية انتقال العدوى إلى دول الخليج ، وخاصة السعودية ، تسعى المملكة الطاعنة في خوفها إلى جعل سوريا كوسوفو عربية .
فإذا ما أقدمت على تسليح \" الجيش الحر \" بأسلحة قتالية نوعية ، صاروخية ومضادة للدروع وسواها من الأسلحة القادرة على إلحاق الأذى البالغ بالقوات النظامية السورية ، فإنها تكون قد نجحت في دفع النظام إلى ارتكاب المزيد من القتل وتسعير الرأي العام الدولي ضد مجازر ، حقيقية أو مفبركة ، يرتكبها النظام أو تلصق به …
وانه من طبيعة المعارك بالأسلحة النوعية المتدفقة على المعارضة ، أن يرتفع عدد القتلى والشهداء بالعشرات ، وهذا ما لا طاقة للعالم على تحمله ، ولا رهان على عدم تأثر روسيا والصين بإحراجاته الكبيرة
( ولن ننسى ... )
إطلالة السفير السعودي الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية \" بندر بن سلطان \" ، بمخطط من مخططاته الجهنمية على العرب والمسلمين .
فقد وعد بندر الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بأن إسقاط النظام السوري في سوريا لا يكلف سوى
ملياري دولار وأربعة أشهر وتأمين وصول رئيس سوري إلى سدة الحكم يكون قلبه وعقله لأمريكا .
إن الهدف من كل هذا التغيير يصب في الوصول إلى مشروع الشرق الأوسطي الجديد الذي بشرت به كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إبان الحرب على لبنان في تموز 2006 وقد وضع مخطط تنفيذي لهذا الوعد بالاتفاق مع السفير الأمريكي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان ويعتبر بندر بن سلطان أن بشار الأسد له شعبية حقيقية داخل وخارج سوريا ، ويجب عدم الاستهانة بها ..
لذلك لا بد من توجيه هذه القوة المؤيدة إلى قوة موجهة ضده .
تلك الخطة اعتمدت إستراتيجيا على استغلال رغبة الناس المشروعة في الحرية والكرامة والتخلص من الفساد وتحويل رغبات الناس إلى الثورة على النظام عبر إقناع الناس أن طريق الإصلاح
من داخل النظام مغلق وان الحل هو \" ثورة شاملة \" .
الخطة البندرية اعتمدت على بنود مرحلية مدروسة أهمها :
1- الشبكات الداخلية والخارجية .
2- تسخير الإعلام العربي ( العبري) المتأمرك .
3- تحويل المعارضة إلى مسلحة .
4- الحصار الاقتصادي والدبلوماسي .
5- تفتيت ثالوث \" النظام والشعب والجيش \" .
من خلال استغلال بعض الثغرات في النظام مثل \" الفساد المالي والإداري \"
وشعار\" الديمقراطية المقنعة \" بعنوان \" كبت الحريات السياسية .\"
وهذا ما يلمسه الشعب السوري البطل من إرهابهم على أرضه العزيزة والعزيزة والطاهرة الساعة .

مصادر استخبارية تحدثت عن تواجد طاقم استخباري أمريكي في الرياض لعقد راية الصلح بين ابناء عائلة ال سعود الذين يتصارعون فيما بينهم على كراسي الحكم ، التي استحوذ عليها مقرن ونايف وسلمان وأبناؤهم ، في وقت تستعد فيه العائلة المذكورة إلى اتخاذ خطوات وترتيبات تنحية الملك عبد الله الذي لم يعد قادرا على إدارة دفة الحكم ، ولا يدري ماذا يدور حوله .
وأشارت مصادر أن الطاقم الأمريكي يقوم بإعداد هيكلية جديدة لنظام الحكم خوفا من انهيار النظام السعودي ، وكشفت المصادر عن وجود عدد من الأمراء رهن الإقامة الجبرية ، وآخرون يحظر عليهم مغادرة المملكة
الادعاءات السعودية بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع قد سقطت .
فالمملكة تخوض حرباً اقتصادية ضد النظام المصري الجديد عبر إمعانها بإذلال المصريين العاملين لديها . كما دخلت المملكة على خط إسقاط الحكومة اللبنانية عبر تكليف جنبلاط بالانقلاب عليها .
أما في سوريا فقد تخلت السعودية عن طموحات الوساطة وسلسلة اتفاقات الطائف بما يليق بالأخ الأكبر لتستبدلها بسياسة تمويل وتسليح فريق من المعارضة السورية على حساب الفريق الآخر من المعارضة السلمية بالإضافة لإعلان الحرب السعودية ضد سوريا الدولة .
ما يسقط ادعاءات الحياد السعودي في كافة الملفات العربية الداخلية .
بالانتقال إلى الأزمة السورية ، يبدو واضحاً اليوم بأن العلاقة بين القاعدة ووزارة الداخلية السعودية حميمية أكثر من أي وقت مضى .
فقد كشفت أدبيات القاعدة في بلاد الشام ، وكتائب عبد الله عزام ، عن أن التنسيق لم يعد مقتصراً على الخطاب فحسب ، بل إن التسليح والتمويل يجري بصورة منتظمة ، وإن احتشاد المقاتلين في الشمال اللبناني يجري بتمويل سعودي محض ، وهناك من عناصر القاعدة من يقوم بإيصال الأموال إلى الداخل السوري للمقاتلين القاعديين وأفراد الجيش السوري الحر .
أليس من اللافت أن العناصر القاعدية المسلّحة متواجدة بكثافة عالية في الدول التي تصنف على أنها غير ودية مع النظام السعودي مثل العراق وسوريا ولبنان ، وقد يطور النظام من دور العناصر القاعدية السعودية لجهة الدخول في مواجهات مسلّحة ضد الجماعات الأخرى على خلفية طائفية ومذهبية ، تحت ذرائع واهية .

تؤشر على تورط السعودية في مواجهات خطيرة مباشرة و غير مباشرة ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات