حراك الشارع وتسحيج أولاد الشوارع


على الرغم من مرور أكثر من عام على حراك الشارع الأردني السياسي ما زال سخط الشارع الأردني على حاله رغم كل المحاولات اليائسة التي يحاول بها أصحاب القرار التأثير من خلالها على إضعاف صوت المواطنين المشاركين في هذا التحرك الممتزج بالعمل الصادق وبين الباحثين واللاهثين عن حضور وأبهة في المجتمع على حساب مصلحة العوام من الشعب الأردني الذي يعيش أغلبية سكانه في حالة يرثى لها إن كان المقياس فعلياً يتعلق بخط الفقر الذي لا يتجاوزه سوى فئة قليلة لا تتجاوز العشرين بالمئة من عموم السكان .
و عبثاً تخرج علينا في كل حين تصريحات ووعود وقرارات هزيلة تخاطب الشارع الأردني بعقلية بليدة جبلت بطينة صلبة وأسمنتية متحجرة ما زالت ترى في هذا الشعب أيقونة صامتة لا رأي لها ولا موقف لا والأصح من ذلك أن يقال بأنها ترانا وكأننا سذج وأغبياء تساق عقولنا بكلام لا يعقل أن يقنع به الطفل الصغير الذي سيجد بان الحال هو نفسه بعد كل ما حدث من ضغوط مستمرة لمحاولة البعد عن تفكير أكل الدهر عليه وشرب ، من سطوة العقلية الأمنية وحكم النخبة على غالبية يقال بأنها صامتة من وجهة نظر السياسيين الجهابزة .
المحزن والمؤسف في كل صخب حراك الشارع الأردني هما أمرين من وجهة نظري ، الأول يتعلق بتلك الوجوه التي تحولت بقدرة قادر من رحم المطبلين والمنفذين للقرارات الحكومية العرجاء التي أوصلتنا الى حالنا الان الذي نعيشه ، لتصبح تلك الوجوه من قادة ومنظري الإنتقاد ضد الحكومة ، ولا أجد أبلغ أو أسخف من تلك التعديلات الدستورية التي قادها سادة المنفذين لسياسة القوانين العرجاء التي يقال بأنها عدلت ، فكيف لرئيس حكومة سابق أو وزير مخضرم أو عين مسن مصاب بالشيخوخة المبكرة أن يعدل بقلمه ولسانه ما كان يمضي به من قرارات نافذة وفق قوانين مفصلة على مقاس أصحاب المصالح ، لا والأدهى من ذلك يقف على المنصات العالية ليخطب بنا من خطبه العصماء ليوضح لنا نحن البلهاء سلبيات تلك المواد التي تم تعديلها ؟! .
والأمر الأخر من حال البؤس الذي يعيشه حراك الشارع الأردني هو تلك الأصوات التي تطنطن على وتر الوطنية والإنتماء للوطن وقائده ، بصورة قد تشعر فيها ببعض الأوقات بأن الوطنية باتت سلعة يتداولها البعض عند الحاجة لأمر معين ! فمن الطبيعي جدا ان يكون حب الوطن والإنتماء اليه مرهون بما نقدمه للوطن وما كانت الوطنية في يوم من الأيام مسيرة أو حفلة صاخبة أو خياماً مظللة بالسيوف ومحصنة بدلال القهوة .. أبداً على الإطلاق ، ومن قال بان الطرف الأخر قد يسير في الشارع فلا غرابة فالمكلوم في حاله يصرخ ويستنجد اما الذي لا ينقصه كسرة الخبز فلا شكوى له ، و لا أرى أكثر من شعوب الدول الإسكندنافية مضرباً للمثل في هذه الأمور فلم أسمع عنهم في هذا الوقت و في هذا الزمان عن تسجيل مسيرة للولاء والإنتماء خرجت بشارع من شوارع أوسلو ولم أجد نائباً في البرلمان السويدي يشتم الشارع السويدي ويخاطبه بلغة إقليمية عنصرية عفنة ، و لم أجد سياسياً من الدنمارك يخاطب الأخرين بلغة العراك والشتم والسحج الطفولي بصورة شوارعية ، ورغم كل ما قيل يسجل لهم إنتماءهم لوطنهم وخدمتهم له بكل جوارحهم ، ولا أعتقد باننا أقل منهم في العقل والتفكير ولكن ينقصنا الولاء الحقيقي فقط وبلائنا يا سادة يكمن في المسحجين نعم في المسحجين .... المسحجيييييين فقط ولا قول بعد هذه الكلمة ( التسحيج ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات