سوقيات


في سوق السلط حضور ليس ككل الايام .........وبائعات (الخبيزة )يملأن الرصيف منهن عجائز بل كلهن كذلك ........الله اعلم كم استغرق جمع الخبيزة جهدا ووقتا وهل يتبقى الكثير من أجل اجرة الحافلة للعودة صوب الاغوار قبل الغروب
يذرع الشارع متسول عجوز يمسح ما بقي من كرامته بـكُمٍّهِ بعد فراغه من الرجاء ليعطيه المارة شيئا من الفكة
يتبرم شخص من لَجَّةِ السؤُّال ويقسم انه ان بقيت الأحوال على حالها فسوف يطوف كذلك المتسول
المرأة البدينة تمعن في المساومة وصاحب البسطة يحتد بشدة ويلوح بيديه بذات الشدة :لا اريد البيع سائر هذا اليوم ان كان كل زبائني مثلك ...وتصرُّ على موقفها وتوغل في الإصرار : لن أدفع أكثر من دينار
كثيرون هم يسيرون - جماعات - وكل يتكلم وحده يوشوش (هاتفه النقال )ولا يزعجه صوت صفير السيارات خصوصا تلكم الفتيات اليافعات ...فيطل السائق الغر بشعر اشعث وجميع المارة يعلمون انه لا يملك ثمنها ربما لصغر سنه فيكتشفون من غيرالدخول في" جدلية المنطق " أن اباه غنيٌّ وانه قد ركز بشدة لا نظير لها على تعليمه فن السياقة أكثر مما كانت تركز أمه على تعليمه حق الطريق (لأن قواعد الاخلاق عندها أن يعلو في كل مكان فوق جميع الناس ) ...وهي التي أقنعته بشراء سيارة له اسوة بأبناء الاغنياء في الحي والجامعة....وتفخر بين جميع "نساء حي سكن ألف" بأنه يحلف على صديقاته بالطلاق إن أراد منهن شيئا فتمنعن !!!!!!!!!!!

ووحدها الفتاة – في الحجاب الحداثي والبنطال الحازق جدا- كانت تنظر صوبه بإعجاب.......... وكم كانت تتعثر وهي تقطع الشارع والناس يصرخون في وجهه.

والرجل العريض المنكبين والمضمخ باللون القمحي الداكن يحمل ورقة يكشف اقترابه بأنها فاتورة للكهرباء ...فلماذا يسب ويلعن ذلك اليوم الذي ذهب فيه القنديل الصغير وجائته المصابيح المُشعَّة ....تخرَّجَ كل اخواني على ضوء القناديل وكانوا جميعا يأكلون من نفس مقلى البندورة المملوء ببضع حبات والمطهي بأضعافهن من الماء ليكثر المرق هكذا كانت خدعة أمي....ولكم رجوا أمي أن تضع فوق القلاية كوزا من الماء فقط بدلاً من كوزين .....
اليس غريبا يا وطني ان يتحسر الفقير على ايام كانت أشد فقرا ليتهرب من تكاليف الحضارة
ويعلو الصخب والضجيج قبل الغوص في شارع البلدية السفلي فكل باعة الخضار يصيحون بالمارة ولا فرق في الاسعار بل لست تسمع فرقا لاختلاط الاصوات وشدتها لأن من مؤهلات العامل قبل تعيينه قياس شدة الانفجار بصوته ......."والبندورة المصدرة "صارت كالتفاح "الامريكي المستورد"
ويُعَقِّبُ فاروق والحسرة تتغشاه بأن ما يبيعه من البندورة ليس معشار مبيعاته السابقة .............إذن فماذا سيأكل الناس المفطورون على الإلتزام بحب البندورة ..الحل بسيط فليشتروا كوزاً وليكثروا من صبِّ الماء عليها ليكثر المرق . ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات