إسرائيل وراء شريط طوقان !!


اسوأ ظاهرة يعيشها الأردن في المجال الإعلامي ، وجود بعض الأقلام المأجورة والعبثية المتخصصة في مخالفة اتجاهات الناس نحو قضية عامه يتداولواها أو يجمعون عليها ، لأسباب تتعلق إما بعلاقات شخصية أو جهوية أو لاعتبارات إقليمية وفكرية منحازة على طريقة انصر أخاك ظالما او مظلوما !
بعض المنافقين وقفوا الى جانب ردح خالد طوقان بحق الشعب الأردني من باب الدفاع عن فكرة المشروع النووي كما يدّعون ، ويقولون أنهم يدافعون عن البرنامج وليس عن الرجل ، بالرغم من أن الرجل لم يرد ولم يعلق أبدا حول ما قيل بخصوص ردحه ، وهذا دليل على ارتكابه للجريمة الأخلاقية التي يحاسب عليها القانون بالحبس والتغريم ! وإلا ما الذي يدفع الرجل للصمت طوال هذه المدة ! ولماذا أنبرأ نائب هيئة الطاقة لتكذيب الخبر واعتباره ملفقا بسرعة البرق حتى قبل أن يسمع الشريط نفسه ! لنسمع بعد ذلك خبرا يقول أن الطوقان كان يرد على صحفي استفزه ! ولماذا لم يتنازل " سيادة الرئيس "طوقان عن كبريائه المصنوع من طينة فساد شكلتها " سيكولوجية السلطة والحكم في الأردن " عبر عشرات سنين خدمته ولم يتواضع قليلا لتأكيد او نفي القصة بكاملها ،فالنائب ممدوح العبادي مثلا أتُهم بالتهجم على الإعلاميين ونشرتها عدة مواقع ، لكنه سارع لتوضيح ملابسات المسألة وتم طيها في لحظات قبل أن يفعل البعض فعلته ويصطاد في ماء الموضوع كيفما شاء .
الوضع يختلف في مجال الكبار والمقربين .. ففي حالة ارتكابهم للجرائم كما فعل الطوقان وقبله باسم عوض الله والكردي وغيرهم ، فأنهم يجدون أقلاما مأجورة بكل حرف يُكتب للدفاع عنهم وعن برامجهم وفسادهم ، وكانوا يرددون عبارات العيش الرغد والحياة الكريمه التي وعدونا بها لتبرير بيع تلك المؤسسات الوطنية ، وتقول تلك الأقلام هذه الأيام أن دفاعها ليس لأنه طوقان لشخصه، بل لأنه يقود برنامجا وطنيا ، أي أنهم يدافعون عن البرنامج ، وكأن البرنامج سيموت بعد طوقان لو أقيل أو استقال أو حتى لو تجرأ وعاقب نفسه بالعزلة التامة !! ولا أدري ما علاقة الشتم والردح بالبرنامج الوطني النووي ، فيما البعض الأخر من إعلاميينا لمخالفة اتجاهات الناس وإجماعهم على قضية
محدده ، لمجرد أن يقال انه مختلف او مميز ، ونذكر عشرات الأقلام التي غذّاها باسم عوض الله لسنوات دفاعا عن مشروع التحولات الاقتصادية الذي قاده بدعم رسمي وإعلامي ، وكانت نتيجته هي الحالة الصعبه او كما يصفها البعض ب " التعسه " التي يعيشها الأردن ، والآن لا يجروء أي منهم على ذكر اسم الرجل او مدحه او حتى الالتقاء به سرا او علنا ! وهي أقلام وظّفت لأسباب و لاعتبارات جهوية أو إقليمية .
اسوأ وأغرب وما يدعو للسخرية ما قيل في الدفاع عن طوقان ذكره أحد الكتاب في إحدى مقالاته أن إسرائيل هي وراء الشريط الذي يدين طوقان !! لمجرد أنها ترفض المشروع النووي الأردني ، وتريد إبعاد الرجل " الثوري " عن المشروع النووي الأردني ، وكأنه مشروع تصنيع قنابل نووية او مشروع تخصيب يورانيوم يهدد أمن إسرائيل ، فكان لا بد من إسقاطه كي يسقط المشروع !! وكأن الأردن تخلو من أي عقلية " نووية " قادرة على إكمال بناء المشروع، وباعتقادي لو أن إسرائيل رفضته لما رأى النور أصلا ، ولما كان طوقان نفسه رئيسا للهيئة !! فلا يجهلن أحد علينا بتلك الخزعبلات التي تتنافى مع أبسط معايير ذكاء المواطن وخاصة فيما قيل وأشيع من أن المشروع النووي الأردني هو أصلا مشروع إسرائيلي يقام على أرض أردنية !
صحيح أن رد فعل الشارع الأردني لم يكن بحجم الردح الطوقاني ، ولم تحرك الناس ولا حتى المطالبين بمحاكمة الفساد من حراكنا الشعبي باتخاذ قرار بحق الرجل ، لاعتبارات أن تلك المسألة ليست ذات اهتمام كبير لدى القوى التي تقود الشارع الذي تدفعه للحركة !!! وكنت أتمنى لو أن طوقان قد وجه كلامه فقط لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، فهل ستصمت حيال ذلك ؟ لا اعتقد بذلك ، لأنها لو كانت الشتائم موجهة لتلك الحركة لقامت الدنيا وما قعدت ، و لجيش الاخوان كل حراك تغذى من قبلهم وكل حزب تتعامل معه وأنزلتهم الشارع ردا على ذلك ، ولأحرقت صور طوقان ونددوا بالمشروع برمته ، أما إن تعلق الأمر بسب وشتم الشعب الأردني ، فتلك ليست ذات أولوية للحركة أو غيرها من تلك الأحزاب المستوردة المرتبطة بالخارج للدفاع عنهم وليست من شيمهم أصلا ، لأنها ستقول حينها ويرددها المغفلون من ورائهم ، أن تلك معركة جانبية ، لا تنزلق إليها الحركة ولا الأحزاب كما هي حال بقية ما يواجهه الناس من تحديات ، ولا أدري أي معركة أولى من معركة كرامة الشعب التي يعتدٍ عليها مثل طوقان وأشكاله من أعوان النظام وتحالفه !
موقف الناس أقرب ما يوصف بعدم الاكتراث ،وذلك لأسباب تتعلق بإدمانه على تلك الوقائع ، إذ يخرج علينا كل عدة شهور شخصية غريبة طارئة ، غالبا ما تكون فاسدة متورطة ، تاريخها أسود وحاقدة على كل ما هو أردني تتناول مجتمعنا بالقدح والذم ولا يحرك أحد ساكن حيالها على مستوى حكومات أو نظام ، الذي يكتفي بالشاهد على تلك الجريمة وكأنها تغذي في داخله شعورا بالرضا ،ولا يوجد أصلا ثقة بمجلس نواب تردد انه وقع عشرات التواقيع لحجب الثقة عن حكومات ووزراء ولم يفلحوا في حجب الثقة عن مدير دائرة في الدرجة الثانية ! وأن حراكه الأخير حيال طوقان وما قاله بحق الناس سيتم الالتفاف عليه باتصالات هاتفيه أو يجدون طريقة مناسبة ترضي الغاضبين لسحب تلك المذكرة قبل عرضه .
علينا أن نلاحق كل من يتجرأ على الشعب ، وعلى ثرواته ومكاسبه ، وعلينا ان نواصل المطالبة بملاحقة كل من جعل من هذا الشعب انموذجا في المعاناة والمعيشة التعسه ، فمن يشتم الناس ويهزأ بها لا كرامة لديه ، ولن تكون هناك كرامة لمن يصمت عنه أو يمرر تلك الفعلة القبيحة مرور الكرام ، فالقضية متعلقة بكرامة شعب يشتم في وضح النهار ، وحالة باتت ظاهرة يستمتع بها البعض دون رادع قانوني أو أخلاقي ، ودون منتصر للناس أو فازع لكرامتهم !



تعليقات القراء

عواد السلمان
... حسبي الله
20-05-2012 12:52 AM
هبيله
فعلا قليل عليكو !
20-05-2012 03:21 AM
ابو عمر
مقال جميل واضيف ان دول متطورة مثل اليابان والمانيا تصرف الملايين لتتخلص من مفاعلاتها ونحن لدينا طاقه إلاهيه افضل حتى من النفط والغاز ولا ينضبون هى الشمس والرياح ولا نبذل جهدآ لاستخدامهم, لأن شركات النفط العملاقه التى يسيطر عليها الصهاينه لا يسمحون لنا باستغلالهم
20-05-2012 07:48 AM
سامي الزبن
اسرائيل وراء بيع الثروات ووراء النهب والسرقه ووراء شريط طوقان ووراء الحراك . منيح لقينا في هالبلد علاقه نعلق عليها الاخطاء . يعني ريحنا الطليان شوي
20-05-2012 08:20 AM
معن المحيسن
والله يا استاذ علي هذه الروايه ذكرتني بكاتب اخر كان يقول ان اسرائيل وراء اعتقال شاليط من قبل حماس لتبقى على شعره معاوية مع حماس . تخيل هذا الطرح وهذا الكلام ، فمن الطبيعي ان يقول كاتب هذا الكلام دفاعا عن طوقان .. !
20-05-2012 08:43 AM
عدنان الصمادي
طوقان سب الشعب لانه وجد ان من سب الشعب من قبله لم يمسهم اي ضرر ... صرنا رغيف شعير ماكول ومذموم وكل يوم قصه جديده
20-05-2012 09:41 AM
نايف الشوبكي
... مش عارف اي اصلاح هذا الذي استغله البعض في حبس الحريات وشتم عباد الله - لكن رب العامين اعظم من يرد للشعب حقه
20-05-2012 09:59 AM
فادي الحراسيس
كل الاحترام للكاتب المحنك ...........
والله العظيم المواطن مو عارف من وين يتلقاها....
ما بقى غير ابو طويلة يشتم الشعب الحر ..........
حسبي الله ونعم الوكيل
20-05-2012 10:39 AM
عاصم رياض
عجبني مصطلح .......... وشكله لا يخلو من فساد كمان
20-05-2012 01:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات