بعد 41 عاماً -الشهيد وصفي إذ يطاردهم من قبره!


في عصر جمعة مباركة أدرت على قناة الفتنة "الجزيرة"،وإذ بتلك القناة المأجورة تبث برنامج عن الشهيد وصفي التل وذلك بعد مرور 41 عاماً على إغتياله..أرادت الجزيرة أن تكشف قتلة الشهيد وبالإضافة إلى الجهة الحقيقية التي وقفت وراء إغتياله،وتناول البرنامج لقاءات ساخنة مع كوادر ورفاق الشهيد منهم السياسي العريق عدنان عودة بالإضافة إلى مرافق الشهيد الأمني فايز اللوزي وآخرين.
لعبة الجزيرة أصبحت معروفة ببث برامج في أوقات حسّاسة وضمن تصفيات سياسية ،كلها تتعلق بالملف السوري،فمثلاً الشهيد أستشهد في 28 نوفمبر 1971 فهل صحت الجزيرة من نومها لتعلن القاتل الحقيقي وتحقق في كيفية إستشهاده.بتاريخ18/5/2012؟.وهل تحولت تلك القناة إلى فريق من المحققين؟..ولمصلحة من إذاعة هكذا برنامج في توقيت صعب على أمتنا؟
منذ بداية السبعينات وإلى اليوم ونحن لا نصدق لما جرى في حرب أيلول الأسود من إراقة للدماء بين الشعبين الأردني والفلسطيني الأخوين،ولكن أحمد الله أنني لم أشهدها فإنني والله لا أحتمل أن أقرأ عن إراقة دماء الأخوة ولا يغمض لي جفن عندئذ..فكيف إذاً هي الحرب عندما نراها على واقع الحال؟
إبتدأ البرنامج عن هذا البطل المغوار وسرد حياته النضالية وكسب خبرته العسكرية من الجيش البريطاني ،ويعرف عن الشهيد أنه كان قومياً عربياً أصيلاً.وتم الكشف كذلك أن الشهيد محبوب من الشعب الأردني من الشمال إلى الجنوب،وأن قتله كان خسارة للأردن والأردنيين،فمثلاً الشهيد رحمه الله كان صاحب رأي وعقيدة..
ويكشف البرنامج عن قتلته وهم خمسة أشخاص كانوا جاؤا من سوريا إلى لبنان بجوازات مزورة،فيتم إلقاء القبض على الأربعة ويفر الخامس إلى جهة مجهولة ..ويتهم المخابرات المصرية في عملية إغتياله،فتم تصوير إثنين من القتلة في مطار القاهرة الدولي،ويقوم ظابط أمن المطار بتفتيش حقيبتيهما فإذا هي سلاح الجريمة وهي عبارة عن مسدسات لهؤلاء القتلة،فيأتي مدير أمن المطار ويأمر بإعتقالهما ومن ثم يفرجان عنهما بعد ساعات ،وبع ذلك بكل برادة يسلم الأسلحة لهما.وهذا دليل يريد كشف تواطؤ من المخابرات المصرية في عملية إغتيال الشهيد.والحجة أن الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات كان يكره الشهيد لأبعد حدود،وقد طلب من الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله أكثر من مرة بأن لايأتي إلى مصر ولكن الشهيد أصر على الحضور.
نحن نعلم أنه بكل دول العالم عندما يزور رؤساء الدول الشقيقة والصديقة بعضهم البعض،هناك قواعد أمنية وحرس خصوصي لتأمين ضيوف تلك الدولة على حساب الدولة المضيفة..فلماذا الشهيد لم يحرسوه كما أظهر ذلك البرنامج المريب؟ حيث رأينا القاتل يصرخ قائلاً "أبو إياد ما مات" بالإشارة أن القتلة يتبعون منظمة الفتنة "أيلول الأسود" وتم إطلاق14 رصاصة من قبل هؤلاء القتلة على الشهيد..إلاّ أنّ الطب الشرعي المصري أكد أن الرصاصات التي أستخدمت في هذا الهجوم الآثم لم تقتل الشهيد،بيد أن الرصاصة الأولى التي أتت من مصدر مجهول هي التي أصابته في مقتل ..بيد أن القاتل مازال مجهولاً ..
وحاولت قناة الجزيرة الإساءة إلى الشهيد أبوعمار عندما أتت بشخصيات حاقدة على الشهيد أبوعمار لتتحدث عن الشهيد وصفي التل،فمثلاً المؤرخ الناصري عدنان ياسين هو شقيق قائد فتحاوي أخذ خطاً ناصرياً في حركة فتح وتمت تصفيته فأتهم أبوعمار بتصفيته.وذلك عندما طلب من أبوعمار فتح لجنة تحقيق تخص شقيقه صبحي ولكن أبوعمار رفض آنذاك فأختارشقيقه عدنان القاهرة كمكان للإقامة،وكذلك أتت بأحد البهاليل ويدعى نبيل عمرو والذي نجا من محاولة لإغتياله وعولج في الأردن وأتهم أبوعمار بإصدار الأوامر لقتله عن طريق أحد ضباط المخابرات العسكرية التابعة له والذي فطس في تفجيرات الفنادق في عمان في 9نوفمبر 2005 والقصة معروفة.
وروجت القناة نظرية المؤامرة عندما حاولت الضغط على مدير المخابرات السابق نذير رشيد الذي نفى وقال من سابع المستحيلات أن نفعلها..وذلك عندما وجه مذيع له سؤال هل أنّ المخابرات الأردنية هي التي وقفت وراء قتله؟ والحجة التافهة التي أوردها البرنامج مدعمة بأحد ضيوفه بأن الشهيد وصفي التل عندما كان يذهب إلى جماهيره كانوا يصفقون له وهم واقفين لمدة ربع ساعة،أي أن الشهيد هو الحاكم الفعلي للأردن عندئذ،والمرحوم الملك الحسين هو كان يغار منه لدرجة أن شعبية الشهيد كانت في إزدياد ولهذا خاف الملك أن يكون الشهيد وصفي أن تزداد شعبيته فقرر قتله.والله يا جزيرتي هذه الرواية تنفع سواليف نسوان ولكن الملك رحمه الله وأنتم تعلمون ذلك.كان حكيماً سياسياً فذاً..ولوأطال الله في عمره ومر على حكمه للأردن خمسين عاماً لكان إمبراطوراً شامخاً. ولكن إرادة الله فوق كل شيء.وعلى هذا الأساس حنكة الملك وعقليته السياسية لا تصل لمستوى تلك التفاهة..وكأنه صدر فرمان قضائي من محكمة الجزيرة بأنه بعد مرور 13 عاماً على وفاة الملك الحسين بن طلال تعلن القناة أن الملك الراحل هو قاتل الشهيد وصفي؟فأي فتنة بعد ذلك؟
ومن ثم أسأل القناة هل الشهيد هزاع المجالي قتله الملك الراحل لأن شعبية هزاع كبيرة؟ وهل الملك الراحل يا جزيرتي إستغنى عن أفضل وزير خارجية أنجبته الأردن وهو الشهيد الدكتور زهاء الدّين الحمود خال رئيس وزرائنا الحبيب المستقيل عون الخصاونة والذي أستشهد مع حبيبنا هزاع ؟ وهل الملك الراحل الذي أرعب العالم بحنكته بعد مرور 13 عاماً أصبح قاتلاً؟ وهل أنتي يا جزيرتي قلبك على الشهيد وصفي التل بعد مرور 41 عاماً على إستشهاده؟
إن مواقف الشهيد وصفي التل القومية والعروبية التي يشهد لها الصغير والكبير تؤكد أن أعدائه مازالوا يرتعبون منه،فأنا شخصياً جالست الكثير من المناضلين الذي كانوا في عدة فصائل وأكدوا لي أن الشهيد وصفي التل قتل لأجل فلسطين وكان يملك فكراً ليبدأ معركة التحرير.والشهيد وصفي لم يقتل من أجل حرب أيلول فأعتقد أن وطنيته تشهد له بذلك..فهو فلسطيني أكثر من فلسطين وعقله هو والشهيد أبو جهاد والذين أزعجا مضاجع العدو الصهيوني هما المكملان لطريق التحرير وليس المزبلة زعيمنا بهلول.
إن طريقة إتهام قناة الجزيرة للملك الراحل بإغتيال الشهيد وصفي،تشبهني بطريقة إتهام قائد أحد فصائل مسيلمة "أحمد جبريل" وذلك عندما إتهم المخابرات الأردنية بإغتيال نجله الشهيد جهاد في أيار 2002،ولكن لأن أسياده هم من لقنوه طريقة الإتهام ،كشف الله زيف خداعه ودجله وذلك عندما ألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض على خلية تابعة للموساد الصهيوني كان يقودها ويا لهول المفاجأة أحد أعضاء تنظيم أحمد جبريل المقربين من الشهيد ،فعندئذ إنخرس وهدّد برد مزلزل على جريمة الإغتيال ،ومضت إلى هذا اليوم عشرة سنوات فأحرق أحمد جبريل تل الربيع ..وكان رداً مزلزلاً..وهذه أكبر سياسة تتفنن بها فصائل مسيلمة.فهل تتعلم الجزيرة من هذا الدّرس؟وأريد القول هنا أن توقيت نشر هذه الجريمة السياسية يرتبط بالملف السوري أولاً ،ومن ثمّ دعاية إنتخابية للأخوان المسلمين وخاصةً أنّ الإنتخابات الرئاسية المصرية باتت على الأبواب؟
ولو كانت الجزيرة تريد الحقيقة فلتكشف عن أرشيف المخابرات البريطانية السري والذي سيكشف عن كل جرائم الإغتيال السياسي في العالم وعن القتلة الحقيقيين لشخصيات مازلنا نبكي عليها.وكذلك في نهاية الأمر سنكتشف أن أساس دمار العالم هي بريطانيا..فكيف ستنفذون ذلك الأمر وأنتم أسياد لهم؟ فبريطانيا هي المستفيدة من قتل الشهيد وصفي التل لأنّ هذا الرجل كان مرعباً للمصالح البريطانية التي كانت تنتصر لبعض الأيديولوجيات التي كان يحاربها الشهيد وصفي بشدة؟ وطريقة إغتياله شبيهة بإغتيال الملك المؤسس الراحل عبد الله الأول بن الحسين فإنّ الأداة التي أستعملت هي فلسطينية ولكن العقل المدبر بريطانيا وكان الشهيد الراحل على أبواب المسجد الأقصى المبارك،والشهيد وصفي التل كذلك قتلوه وهو في ذروة الدفاع عن فلسطين ،وكانت الأداة فلسطينية كذلك ولكن المدبرهي بريطانيا أيضاً ،فعندئذ نقول أن هناك ترابط بين جريمتي الإغتيال حتّى ولو كان بينهما 20 عاماً.
فرأس الفتنة بريطانيا هي من فعلت ذلك! فمن ينكر ذلك؟ ولا ننسى أن إرشيف الهالك معمر القذافي سيكشف القاتل الحقيقي للشهيد وصفي التل لأن من قتله هي بريطانيا لأن القذافي بحوزته أسرار خطيرة ستحرق الأرض واليابس. ولهذا قتلوه؟وقد كشف البرنامج الآثم ذلك عندما إعترض القذافي على محاكمة القتلة الأربعة ،وهدّد بالإنسحاب من جامعة الدول العربية إذا لم يفرج عن القتلة الأربعة ..وفعلاً النظام الناصري أطاع القذافي وأفرج عنهم بضغط بريطاني.
وأعتقد أنّ هذه الرسالة وصلت لكم يا جزيرتي؟ ومن أجل الحفاظ على كرامة الشعبين الأردني والفلسطيني نقولً يا جزيرتي ولع نار الغيرة ..فغداً ستركعين كما ركع غيرك.أطفأ الله نار الفتنة..وبالرغم من كثرة الأوجاع والظروف الإقتصادية للشعبين الأخوين فلايجرؤ أي أحد بعد اليوم أن يشعل أيلول أسود آخر..رحم الله الشهيد وصفي فلنقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات