شعب مدوزن ..


مدوزن اصطلاح كان يُقال في اي شيء يوضع على السكه, كأن يُقال ستيرنغ السياره مدوزن يعني حتى لو تركت السياره تسير دون الامساك بالستيرنغ سوف تسير على استقامه دون انحراف لا يمين ولا شمال, هكذا نحن الشعب الاردني من منظور الحكومه نحن شعب مدوزن..
اول ما يرن جرس الباب والجابي يحمل فاتورة الكهرباء, نلقف الفاتوره وبسرعة الضوء نكون في امام اكشاك المحاسبين لندفعها حتى لو تم اقتراض قيمتها, خوفاً من انقطاعها وبالتالي لن نستطيع ان نشرب الماء بارداً من الثلاجه التي لا تحوي غير الماء,, واذا ما داهمك جابي المياه وانت عائد من صلاة الظهر بفاتورة المياه الربعيه, ستعود الى البيت مسرعاً لتوبخ الزوجه والابناء على اهدار الماء ونحن دوله شحيحه مائياً,, ليس ذلك انتماءً للوطن بل حنقاً من قيمة الفاتوره, لربما تؤخر دفعها اسبوعاً او اثنين على اعتبار انها ربعيه لكن تدفعها مرغماً ومن ثم تعترض على القيمه حيث لم تزوركم المياه الحكوميه خلال الشهر الماضي سوى سويعات..
واذا ما رن موبايلك ليعلمك بوصول رساله نصيه سرعان ما تفتحها لتجد انها اعلام من اورانج يخبرك بقيمة فاتورة هاتفك الثابت مطالباً بدفعها حتى لا يُفصل,, ستبدأ بضرب اخماس باسداس مستعرضاً كل الابناء والبنات والزوجه فكلٌ منهم يمتلك خطين موبايل لا خطاً, فلماذا هذه الفاتوره العاليه, وحين التدقيق في محتوياتها عندما تصلك مطبوعه, تجد انها مكالمات صادره من الخط الارضي الى خطوط شركتي اورانج وزين,وعند الاستفسار من ام العيال تجيبك فاغره فاهها انك لم تحضر لها بطاقه الشهر المنصرم فما كان منها سوى استخدام الخط الثابت للطلب من الابناء الحضور للاستحمام..
اذا ما احسست بوجود صرصكه في بريك السياره ستؤجل ذلك للشهر القادم بعدما تنظر من خلال فتحات جنط العجل لتجد انها لا زالت اي البريكات لا بأس بها تكفي لاسبوعين,قد يتسبب تأخيرك بالارتطام بسياره تقف امامك لتدفع عشرة اضعاف ثمن البريكات,,واذا ما شعرت بألم في صدرك ستعزيه للسعله الشديده التي تشكو منها منذ شهور,لتغيير دخانك لكن سيتم نقلك ليلاً الى الطوارىء بسبب ذبحه صدريه ومن ثم اجراء قسطره وزراعة شبكات تحتاج الاف الدنانير,,
في الصباح واثناء ذهابك للعمل يفاجئك جارك بطلب عشرين دينار اقتراض حتى استلام الراتب, تعطيه خمسين دينار على اعتبار انك كريم بالرغم من ام العيال اقترضت المبلغ من شقيقتها لدفع رسوم روضة السنفور عزو, لتنتظر شهور وشهور والجار يشيح بوجهه عنك وفي النهايه تتلاسن معه لتصبح قطيعه,, وعند المساء تتصل بك الزوجه لتحضر ربطة خبز للعيال تجيبها ما معي غير هالدينار ثمن باكيت دخان,, ألسنا شعب مدوزن, لم يبقى من الحكومات الا ان تضع النير فوق رقابنا ازواجاً وفرادى والسكه بين ارجلنا لتحرث صحرائنا من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها لتزرع الملح وتحصد النوّار لتسديد عجز موازناتها وقروضنا للي يسوى واللي ما بيسوى.. دوزن دوزن... ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات