الفكر السياسي في الإمبريالية الغربية


لا أستطيع مجرد التفكير في السيناريو العسكري لعملية الأسد المتأهب ،التي تشارك بها تسعة عشر دولة غربية منها تسعة دول عربية ويقدر عدد المشاركين فيها (12) ألف مشارك .

أعتقد بأن زخم المشاركين بهذه العملية ليس من أجل سوريا فقط بل هي من أجل إيران أيضاً بمعنى (ضرب عصفورين بحجر واحد) إذا ما تم التدخل عسكرياً من قبل إيران في الدفاع عن النظام السوري .

هل يحتاج هذا المجرم السفاح كل هذه القوة العسكرية لإسقاط نظامه المستبد ، أم توجد هنالك مصالح استراتيجية لدول الغرب هي مكشوفة لدى الأذكياء في العالم العربي إذا ما علمنا بأن سوريا هي أغنى دولة في العالم العربي .

لانريد في الحقيقة اتفاقيات سرية على شرذمة الأمة العربية وتقطيع الجارة الشقيقة سوريا ، فإن الإنسان العربي يعلم إشكالية الكذب السياسي كما تطرحها الأزمنة المعاصرة، وان نأخذ بعين الاعتبار الأفق التأويلي لزماننا الحالي.

ففي هذا الزمان لم تعد الموجودات هي الموجودات، ولا الحقائق هي الحقائق، بل صارت مجرد تأويلات تخدم إستراتيجيات معدة سلفا.

لم يعد الإنسان هو ذلك الحيوان الذي يعشق أن يرى الأشياء كما هي، أي ذلك الحيوان العاقل، بل صار ذلك الحيوان الذي يهوى أن يرى الأشياء كما يتوهمها ويؤولها ويقرأها قراءة ذاتية.

لقد أدى التفشي الهائل لظاهرة "الكذب السياسي" في الأزمنة المعاصرة إلى أن يتحول إلى "مفهوم نظري"، تنظر فيه أحدث المناهج الفلسفية كالمنهج الفينومينولوجي والتأويلي والوجودي والتفكيكي، وأن يتخذ أبعادا فلسفية متعددة.

لا يحق لدول الغرب الإستمرار في استنزاف الموارد المالية لشعوب الدول العربية ، والعمل على اغرائها بالتكنوقراطيا الأمريكية والترهيب ايضاً بها وكأن لسان الحال يقول(العصا لمن عصا) .
إن انتزاع الحضارة الإسلامية الصحيحة لم يأتي من خلال الحملات الصليبية المختلفة ، بل جائت نتاج التكنوقراطيا الغربية التي دخلت على العالم العربي بأشكاله المختلفة واستسلم العرب لهذه الأغراءات .

ولكن ما نشهده الآن على الساحة الإقليمية من تغيرات جذرية تدعوا إلى التفائل فقد إنقلب السحر على الساحر من خلال شبكات التواصل الإجتماعي الذي قام الغرب بصناعتها وتصديريها للأمة العربية وأصبح الفكر السياسي العربي أكثر نضوجاً مما سبق ، وصنع ثوراته المجيدة نحو النصر في عودة (العملاق الإسلامي ) على أرض الواقع .

إذاً هي سنة الله في خلقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء( وتفسير هذا الحديث بأن هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير وأن الغرباء هم أهل الإسقامة وأن الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس إذا تغير ت الأحوال والتبست الأمور .

ونحن في عالمنا الحاضر قد تلبست بنا الأمور هنالك من يريد الإصلاح المبطن وهنالك من يريد أيضاً الفساد المبطن ، وما مدى شرعية الإستعانة بدول الغرب ضد الأنظمة العملية ، وهل التمدد الشيعي أرحم أم النفوذ الغربي ؟



تعليقات القراء

ابو الثوار
ماروعك يا ابوسيف سلمت يمناك وطني وطول عمرة نظيف مخلص للوطن مقالك ملفت للجميع

17-05-2012 12:21 PM
لؤي /ابو سائد
صح لسانك ابو سيف
17-05-2012 07:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات