بعد تمديد توقيف المحتسب ,في حضرة المسئولين الأردنيين رحمة الله على اسحق رابين


لا ادري إلى الآن, لماذا كلما قرأت تاريخ مسئول أردني باستثناء وصفي التل وهزاع المجالي وعبدالحميد شرف وحابس المجالي تبادر لي على الفور أن أترحم على رئيس وزراء إسرائيل الأسبق اسحق رابين ليس حبا به ولكن احتراما وتقديرا للدور السياسي والوطني الذي لعبه لصالح إسرائيل وشعبها على مدى 50 عاما قضاها بين المناصب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على يد احد ابناء شعبه , ليس لأنه خائن , وليس لأنه سارق , وليس لأنه مارق , وليس لأنه جاسوس , وليس لأنه بائع لمقدرات وطنه , بل لأنه تنازل عن بعض الأمتار للأردن في معاهدة السلام الموقعة؟.
ولكي أكمل فكرتي دعوني أروي للأردنيين حكاية مستقاة من حيوانات الغابة, لعلهم يدركون مغزاها ويستخرجون منها العبر والمواعظ التي تخدم مصالحهم في زمن التكالب عليهم, وفي زمن باتت الخيانة به أمانة, والعمالة قمة الوطنية.
وتقول الحكاية: أن غرابا وعندليبا اختصما أيهما صوته أجمل وأعذب, فقررا الاحتكام عند أول عابر في الغابة, واشترطا أن ينقر الفائز عين الخاسر.. !!!
وانتظرا على حافة الطريق فإذا بخنزير يتمختر بتثاقل ، فطرحا على أسماعه قضيتهما، فطلب منهما أن يُسمعاه صوتهما , فارتقى العندليب شجرة وغرد وغنى فأبدع ورقصت الغابة على أنغامه، وعندما انتهى ارتقى الغراب جيفة ونعق فارتجت الغابة وارتعدت فرائص حيواناتها لقبح ما سمعت.
فأعلن الخنزير فوز صوت الغراب فقفز مباشرة ونقر عين العندليب فخرجت على منقاره، فبكى العندليب وغادر، فلحق به مستهزئا: أتبكي يا عندليب لان صوتي أجمل من صوتك ؟, أم لأنني فقأت عينك؟ , فأجاب العندليب لا وألف لا، ولكنني ابكي لأنني قبلت أن يحكم الخنزير بيني وبينك.!!
هذه هي الحكاية في وطني، المبدع الحقيقي فيه كالعندليب مغيب محجوب من غربان لا تملك من الكفاءات إلا الهدم والدمار, وتسيد الساحة لصوص عملاء مخربين سرقوا الارض وباع مقدرات الوطن بحجة التحسين والتطوير , لذلك بدأ الوطن يسير بتثاقل الى الخلف عكس غالبية البلدان التي كنا نسبقها بمراحل وأشواط طويلة.
فكم من أردني وطني عرفناه مخلصا وفيا أمينا صادقا لا ينافق في الوطن قدم حياته فداء له ولشعبه إلى درجة التخليد, فصار نسيا منسيا لان المسئول فلان لا يريده , أو لان اللجنة الفلانية ارتأت انه لا يناسب عصره وزمانه فحرمت الأمة من أمانته وإخلاصه ووطنيته في ظروف عصيبة يمر بها الوطن فاستبدلتهم بثعابين سامة وعقارب لآمة , بدلا من البحث في سفر الأردنيين عن رجال بمواصفات الحديد كهزاع ووصفي وعبد الحميد ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
وقفة للتأمل:" مرّ على الأردنيين رؤساء حكومات كثيرون ولكنني استخلصت من دراستي لهم أن شرفاء الوطن لا يعمّرون طويلا فهزاع المجالي ولد عام 1919 واستشهد عام 1960 عن عمر يناهز (41) عاما فتم تدميره بمكتبه في ظل تفسيرات عليها علامة استفهام , ووصفي التل ولد عام 1920 واستشهد عام 1971 عن عمر يناهز ( 50 عاما وبضعة شهور ) ولا ندري كيف قتل في القاهرة وفي ظل ظروف وتفسيرات تدعو للريبة والشك, وعبد الحميد شرف ولد عام 1939 واستشهد عام 1980عن عمر يناهز ( 41 ) عاما بعد عودته من مؤتمر بغداد بعدة أشهر بعد أن رفض السماح للفدائيين باستخدام الأرض الأردنية لمهاجمة اليهود حفاظا عليها وعلى الجيش".
ثمة رابط عجيب بين أعمار شهداء الوطن الثلاثة هزاع ووصفي وعبدالحميد وبين طريقة اغتيالهم أو قتلهم أو التآمر عليهم , يدعوا الشريف إلى التوقف مليا عند هذا الرابط العجيب .



تعليقات القراء

غير مستغرب
للحذاء لسان لكنه لا يتكلم

للطاولة أرجل لكنها لا تسير

للقلم ريشة لكنه لا يطير

للساعة عقارب لكنها لا تلسع



للكثيرين عقول

لكنهم لا يفكرون

ولا يدرون ما يقولون



فقد رفع عنهم القلم لأنهم جاهلون

ونعذرهم بما يقولون ويتفوهون
13-05-2012 09:46 AM
فلسطيني
العنوان غير مناسب لو تغيره بكون احسن
مقتبس من كلام الكاتب" تبادر لي على الفور أن أترحم على رئيس وزراء إسرائيل الأسبق اسحق رابين ليس حبا به ولكن احتراما وتقديرا للدور السياسي والوطني الذي لعبه لصالح إسرائيل وشعبها على مدى 50 عاما قضاها بين المناصب "انتهى الاقتباس
تترحم على شخص استعمل ابشع انواع التعذيب للفلسطينيين في الانتفضاه الاولى حيث امر الجيش الاسرائيلي باستخدام الحجاره لتقطيع ايدي المناضلين الفلسطينيين
13-05-2012 10:35 AM
مازن
مقال جدا قوي .. وكذلك تعليق 1 , تعليق 2 ...
28-05-2012 12:31 AM
العبادي الحر
هؤلاء رؤساء حكومات وطنيين ضحو بحياتهم لاجل الوطن بعدها جاء بعد ذلك رؤساء حكومات دخلاء ضحو بالوطن لاجل مصالحهم الضيقه
11-06-2012 06:23 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات