يوميات وزير .. 7


خرج من مكتب دولة الرئيس مسروراً فقد اصبح لديه الحد الادنى من المعلومات عن وزارته, وتفويض بتعيين أمين عام جديد لوزارته,وبدت له افكارٌ عده منْ سيكون؟, من طرفه أم استرضاء للمدام من طرف المدام..وهو غارق في افكاره سأله السائق الى اين معاليك, استعذب لفظ معاليك فأجاب متسائلاً نعم.. كرر السائق السؤال الى اين ذاهب معاليك؟ انفرجت اساريره وقال الى الوزاره بالطبع,انطلق السائق بسيارته في شوارع عمان ومعاليه يضع نظارة شمسيه ماركه! رافع الرأس يتجول في عينيه الشوارع والمحال التجاريه وكأنه لأول مره يزور عمان,وما ان وصل الى مبنى الوزاره حتى استقبله الموظفين بالورود وعبارات الترحيب والقهوة العربيه علماً انهم قبل ايام ودعوا سلفه بالكلمات التي لا تخلو من عاطفه جيّاشه ,دخل مكتبه بصحبة الأمين العام الذي يُضمر له شراً, ومديرة مكتبه بعدما شكر الموظفين واعداً لهم بالجلوس الى كلٍ منهم للاستماع الى اراءهم ومطالبهم,لم يجلس على كرسي الوزير حتى لا يظن من بصحبته انه تواق لذلك بالرغم من نظرات الاعجاب والشوق للجلوس عليه, بل جلس على الكنبة المجاوره للمكتب طالباً من الامين ومديرة مكتبه التفضل بالجلوس,,دار حديث مطوّل حول ما يعرفه للتو عن الوزارة وبرامجها وخططها, وطلب من مديرة مكتبه وبحضور الأمين ان ترتب له لقاءات عده مع مدراء الدوائر وكلٌ على انفراد, وهنا شدد على مسمع الأمين على انفراد..أذناً لهم بالانصراف.
ما ان اغلقوا الباب حتى قفز مسرعاً الى كرسيه يتحسس معالمه ونوعية الجلد ان كان طبيعياً أم صناعي مال يمينا وشمالا ليسمع زقزقة ليطلب آخر, فتح الادراج تصفح ما هو موجود خلفه في المكتبة, عبث قليلا بمحتويات المكتب,بالاقلام بالحافظة الجلديه بالساعة بكل شيء..وفي الاثناء لربما لامست يده الجرس, حضرت مديرة مكتبه مسرعة طرقت الباب ايذاناً بالدخول, سألها عن السبب مستغرباً مجيئها بادرته بالقول معاليك طلبتني, ادرك ان هنالك امراً قد حدث , فلربما هنالك كاميرا او اي شيء آخر جعلها تأتي على وجه السرعه وفي الاثناء رن جرس التلفون وحتى لا يظهر بغير ما هو واجب طلب منها الجلوس ريثما يرد على التلفون, استند قليلا الى ظهر الكرسي واجاب نعم, تفضل فكانت السكرتيره تأذنه بتحويل مكالمه خاصه به, سألها من على الهاتف فأجابته صديق لمعاليك ,فقال لها اخبريه اني في اجتماع ليتصل لاحقاً واغلق سماعة الهاتف.
لقد شد انتباهه اناقة مديرة المكتب وكيفية تصفيف شعرها ولون طلاء الاظافر وفي الاثناء كانت تقفز امامه صورة أم الاولاد ليعقد مقارنه,الا انه استدرك وقال لها اليوم أجد نفسي في ضرورة البدء الجدّي في العمل ولا وقت لدينا لاستقبال المهنئين وتلفونات الاصحاب ارجو تعميم ذلك على طاقم موظفيك والديوان, اومأت برأسها وقالت اللي تأمر به معاليك مع اني أخالفك الرأي, استغرب اجابتها وكاد ان يثور في وجهها الا انه تماسك نفسه في اللحظات الاخيره,طالباً ابداء وجهة نظرها فقالت ان وزارة تطوير القطاع العام من الوزارات الخدميه ولكن ليس بالمفهوم المتداول بل هي حاضنه لمؤسسات القطاع العام ولتقوية اواصر العلاقه لتكون منتجه يجب التواصل مع مدراء مؤسسات القطاع العام والاستماع لهم اكثر مما ينبغي ومن كلامهم نستطيع ان نضع الخطط والحلول للمشكلات التي يعاني منها القطاع,إضافة الى ان ذلك يفتح المستقبل امامه ,كانت مداخلتها مقنعه واكثر جمالا مما تتمتع به هي من جمال, وافقها الرأي تاركاً لها ترتيب تلك اللقاءات بما يخدم مسيرة الوزاره ووضع استراتيجيات فاعله للمستقبل..يتبع 8



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات