الدغمي ومؤتمره الصحـــــــــــفي


دعا رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي الى مؤتمر صحفي ليدافع عن مجلس النواب 16 والذي اصبح هدفا للكثير من الكتاب والنقاد وحتى الساسة الذين يتهمونه بالتقصير وانحصار دوره بالمطالب الشخصيةوالمنافع والمكاسب ونسيان الشعب وهمومه وقضاياه ويرى رئيس المجلس ان هذا محض افتراء وان مجلسة كان صاحب انجازات كما ونوعا وان من يود ان يقيم المجلسيجب ان يكون خبيرا وعارفا ومطلعا وهذا حق مشروع
ومن البديهي ان مااقوله انا دائما يحتاج لمؤشر يبعدني عن الخطوط الحمراء وبحذرني كلما اقتربت منها سيما بعد الاحداث الاخيرة بينما مايقوله الرئيس ورجاله المحصنون بالدستور مبرر ومسموح له بالعبور ولانني احترم شخص الرئيس وزملائه ولانني ناقد من اجل الصالح العام سمحت لنفسي ان اخوض هذا الموضوع حبا بالوطن واهله
لقد خصَّ دستور البلاد وماجد عليه من تعديلات مجلس الامه بشقيه وأعضاءه بالكثير من الأهمية ، ومنحه ومنحهم صلاحيات واسعة لتولي السلطة التشريعية على الوجه المبين في الدستور ، وممارسة الرقابة على السلطة التنفيذية ومساءلتها عن أعمالها وأخطائها ، وحجب الثقة عنها أو عن أحد وزرائها إذا ما أخلَّت بأداء واجبها تجاه مواطنيها ، وإذا ما أخلَّ بعمله ، بشكل يسيء للدولة ومواطنيها .
وقد عدَّ الدستور الجديد عضو مجلس ا لنواب ممثلاً للشعب كل الشعب من العقبة لعقربا بالريف والبادية بالغور والجبل بالمدينه والبلدةوالقرية ، وليس أبناء منطقته أو محافظته أو دائرته الانتخابية فقط ، ولم يجزْ تحديد وكالته هذه بقيد أو شرط ، ولكنه اشترط عليه ممارستها بهدي من شرفه وضميره وهنا مربط الفرس !!.‏
أقصد ممارسة عضو مجلس النواب مهامه وواجبه الوطني والأخلاقي تجاه ناخبيه والشعب عموماً ، بهدي من شرفه وضميره ،
فعندما يكون الشرف والضمير أس َّ عمل عضو مجلس النواب ، فعندها لن تشوب عمل المجلس ككل أية شائبة ولن تستطيع الحكومة - أو أي وزير فيها او مسؤول مهما عظم موعه او صغر - أن تنأى بنفسها عن قضايا المواطنين الرئيسية ، وأن تكون إجراءاتها وخصوصاً الاقتصادية منها مصدراً لشقاء الناس !!.‏
فخلال الدورات الماضية من عمر مجلسنا الشعبي العتيد كان هناك انجازات كمية ونوعية وكانت محاولات للاستجواب سرعان ما تنتهي ببوسة لحية او تحقيق مطلب و،لم يسمع المواطنون بطلب أعضاء المجلس باستجواب الحكومة على الرغم من توافر الظروف الموضوعية والأسباب المنطقية لاستجوابها كل يوم ، أو بحجب الثقة عن وزير ، وما أكثر من كان يستحق حجب الثقة عنه !!.‏ فكان الوعيدوالتهديد او كما يقولون مدافع تبن حتى ان ملفات الفساد التي هي نقطه ضوء بنهاية النفق اغلقت فكان ان فقد الكثير منا ثقته بالمسؤولين وبممثليهم تحت القبة وفوق القبة
وكان ثمَّة بون شاسع بين أعضاء مجلس النواب ومواطنيهم او قواعدهم الانتخابية حتى خلال الدورات الماضية ، ، ولم تكن مصالح الناس منطلقهم .بل كانت المصالح والمنافع والمكاسب ليتحول النائب لموظف يتقاضى راتبا ومياومات وتقاعد وتامين صحيوضمان اجتماعي ومكافات وليالي وله حصص في كعكات المولد من وظائف وفيز حج وعمرة وتعيينات ‏
قولا ً واحداً ، المواطنون الذين يعرفون مامهمه او وظيفه النائب وماهومطلوب منه حقا لا يريدون من مرشحيهم لمجلس النواب ، سوى الالتزام بما اختصهم به الدستور ، والقيام بواجبهم تجاه وطنهم والشعب الذي يمثلونه بهدي من شرفهم وضميرهم ، ونعتقد أن الأمر ليس عسيراً على كل ذي شرف وضمير ،
نعم انا لاانكر اتهام الرئيس للكثير منا اننا نهرف ونتحدث بما نعرف او لانعرف وننتقد ونتهم كل منا في زمن الديمقراطية التي ارتضيناها نهجا وممارسة انتقد او ينتقد مجلس النواب وأعضاءه ، وكلٌّ منَّا ينظّرُ لمجلس النواب ، وكلٌّ منَّا يلصق التهم بأعضاء أو يبرئ منها أعضاء آخرين ، وكلٌّ منَّا يفصّلُ مجلساً وأعضاءَ على كيفه وهواه لانه يعتقد انه من اوصل ممثليه لتحت القبةوانه له الحق ان يحاسبهم ولكن كل على طريقته ، وينسى دوره الهام والبارز في طلاح أو صلاح المجلس الذي انتخب أعضاءه بملء إرادته ، وبرغبته ، وحماسته !!.
فما أشطرنا بالنقد ، وكيل الاتهامات ، وسبغ المدائح وما أفشلنا باتخاذ القرار الصائب ، ومنح الصوت – صوتنا– لأي مرشح ( يمون ) علينا ببوسة شوارب أو بمنسف رز وفريكة ، وحتى لو كان مستواه العلمي والمجتمعي والأخلاقي دوناً ، وحتى لو كنا نعلم مسبقاً أن صاحبنا / الغالي / متعهد بناء يغش مشاريعه التي ( ينذرها) للناس الطيبين ، أو من محدثي النعمة التي أغدقتها عليه تجارة الدخان المهرب ، أو ثغرات القانون!!.‏
وجميعنا ننسى – وحتى لا نستخدم لغة التعميم كالحمقى – نقول أغلبيتنا تنسى دورها في تكريس تلك الحالات المَرضيَّة في مجلس الشعب – أو غيره من المجالس– باختيار مرشحين وفقاً للمصالح الضيقة والأهواء والإغراءات ، لا وفقاً للمعايير الوطنية ، التي يجب أن تكون أساس كل اختياراتنا وخياراتنا ، وخصوصاً في هذه المرحلة من تاريخ بلدنا المعاصر.‏
فأعضاء أي مجلس ليسوا من كوكب آخر ، هم يعيشون بين ظهرانينا ، ونعرفهم ، ونعرف سيرتهم الذاتية وتاريخهم المجتمعي ، وأي مجلس منتخب هو بالتأكيد على شكل ناخبيه ، وأعضاؤه صورة عنهم ، وهم من يوصلهم إلى أهم مؤسسة دستورية تشريعية في البلاد .‏
وبالتالي ، من المؤسف والمخجل ، أن ننتخب مرشحين لا نحبهم ولا نرغب بهم ، أو بـ / التخجيل / وبعد فترة ننهال عليهم بسهام النقد والانتقاد !!.‏
قولا ً واحداً ، صوتنا يعني مستقبل بلدنا ، فلماذا لايكون هذا الصوت عزيزاً وغالياً ، ولايُمنح إلاَّ لمن نعرف تمام المعرفة أنه يستحقه .. وأنه جدير به ، فعندها لن نخشى على صوتنا من الضياع ، وعلى مرشحنا من التغير أو التلون أو التنكر لطموحاتنا وآمالنا ، فالأصيل يبقى أصيلاً مهما علت به الرُّتب ُ ، ولا يغريه البُّهرج الكذابُ
pressziad@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات