كتّاب التلميع وكتّاب التشميع وصحافة التسميع وحكومات التنفيع


تعود الناس في الأردن أن يحكموا على البشر من مناظرهم, ومن أصولهم, ومن درجاتهم العلمية ومن وضعهم الاجتماعي وثرائهم المادي, متناسين أن الحكم على البشر لا يكون إلا من خلال أفعالهم وماضيهم المهني.
فقد سبق لرئيس الوزراء فايز الطراونه تشكيل حكومة في عهد الملك الحسين طيب الله ثراه , فماذا كانت انجازاته على الأرض ؟: فمن يتتبع سيرة حكومته السابقة لا بد وان يخرج بنتيجة حتمية واحدة أن انجازها على الصعيد المهني كان صفرا, فلا ادري ما الذي يتوقعه الشعب الأردني من حكومة واقعة في سفح الوادي وحتى قبل مباشرة أعمالها.
فكل المؤشرات تشير إلى أن حكومة الطراونة جاءت مفلسة على الصعيدين العربي والمحلي, وتحمل أجندة محلية بامتياز قد تثقل الهموم , وتشعل وتيرة الشارع الأردني المشتعل أصلا, والقابل للانفجار إن لم نحسن الاختيار في القادم من القرارات .
مع الاحترام لحكومة فايز الطراونه, فقد مّللنا تلك الأسماء حتى بات الشعب الأردني يتساءل: هل اختزلتم شعبا تعداده 6 ملايين نسمة بخمسين شخصا ما يلبث احدهم أن يغادر حتى يعود ؟, وهل هذه الأسماء التي باتت حكرا على الشعب الأردني قد وردت في القرآن الكريم ؟ , وهل هذه الأسماء جاءت على لسان النبي الكريم مبشرا بها من بعده؟ .
دعونا من الالتفات إلى كتّاب التلميع وكتّاب التشميع وصحافة التسميع وحكومات التنفيع, فالوطن اليوم بحاجة إلى رجال يحملون صفات غير عادية كصفات "وصفي التل" الذي غادر الدنيا شهيدا شريفا عفيفا دون أن يكون في حسابه ملايين الدنانير, ولا أراض مساحتها ألاف الدونمات , ولا مزارع في الغور تعجز السيارات وهي تسير بها .
نعم الوطن اليوم يبكي وهو بحاجة إلى رجال يبكون عليه وعلى مصالحه, لا ان يقودوه الى المسلخ لذبحه لتحقيق مآرب وغايات دنيوية ومصالح شخصية, لأنه يمر بأخطر مرحلة منذ تأسيسه ,وتتمثل تلك الخطورة بإمكانية تصفية القضية الفلسطينية على أكتافه وبأيدي أبنائه.
الوطن اليوم بحاجة إلى رجال لا يخشون في الله لومة لائم , لكي تهابهم الرجال في المجالس, فلا يعقل أن يتم تعيين وزراء وأمناء للوزارات يرسمون سياسات ويخططون برامج, ويقرّون تعليمات , وهم لا يملكون الحد الأدنى من المؤهلات الفكرية والمهنية والوطنية.
أتمنى لحكومة الطراونه العمر المديد, لكنني مضطر للقول وليسامحني ابن احمد الكركي الشريف يرحمه الله, إن قلت أن حكومته مصابة بالشلل حتى قبل أن تباشر أعمالها , فالمتمعن الفطن يلحظ أنها جاءت في وقت ليس وقتها , وقد تمرر أجندة تزيد من معاناة الشعب المتألم أصلا, ونتمنى ان لا يتحقق .
وقفة للتأمل :" دأب بعض الكتّاب اطلاق مصطلح الاصوليين على المتطرفين عقابا لهم , وأنا أقول لمن يطلق على المتطرفين مصطلح أصوليين , أن ذلك لا يمثل عقابا لهم كما تتوهمون , بل تعظيما لشأنهم , لان كلمة أصولي تعني ذلك الشخص الذي يتمسك بأصوله سواء أكانت عقائدية أو سياسية أو اجتماعية".



تعليقات القراء

اللي انا شايفه
إضطراب وعدم قدرة على تحليل الأحداث التاريخية ، وعدم قدرة على إدراك الواقع وإستشراف المستقبل ، وعدم قدرة على إدراك مجريات الأمور ، ومحاولة صنع عدو وهمي لعدم القدرة على مواجهة العدو الحقيقي ، والإدعاء بوجود منجزات غير موجودة على أرض الواقع
13-05-2012 03:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات