لم يكن متوقعا زخم التعبير عن الإعجاب بمستوى التنظيم الملفت الذي طغى على زيارة جلالة الملك إلى مضارب قبيلة ألدعجة ،مما يستوجب رد الفضل لأهلة وتقديم الشكر لمستشارية شؤون العشائر والتشريفات الملكية ،وبيان دورهما في الإشراف على عمليات التخطيط والتنفيذ الفائقة الدقة ،والتي حولت الزيارة السامية إلى مهرجان عفوي كبير أعلنت فيه العشيرة عن انجازاتها في مرحلة الربيع الأردني ،وعلى رأسها الإجراءات الوقائية التي تكللت بالنجاح لتحصين أبنائها من الإصابة بلوثة التغيير الثوري ،ومحاولات الأعداء لتهييج الشارع والتحريض المتواصل لاستيراد نموذج بسوس الدول العربية الغارقة في الدماء.

تابعنا الجهود الدؤوبة والحثيثة لكل من المستشارية والتشريفات قبل وأثناء الزيارة ،وعرفنا من خلالها السر وراء نجاح الزيارات الملكية المتتابعة للعشائر ،وخاصة القدرة الفريدة على تسوية الخلافات الاعتيادية التي تنشأ بين أفراد العشيرة وتجاوبهم معها، والتي لا تتعدى حدود المنافسة الودية على شرف السلام على جلالته ،أو الظفر بالجلوس بجواره او الاشتراك بلجنة الاستقبال او إلقاء الكلمات في الاحتفال ...هذا من جهه .

من جهة أخري كشفت الزيارة عن حجم الاحترام والتقدير المتبادل بين العشائر وهاتين المؤسستين الملكيتين ،والثقة المطلقة أثناء العمليات التشاركية لإزالة العوائق ،ووضع الحلول التوافقية وتبادل المعلومات التنسيقية لتلافي السلبيات ،وكادت أن تتلاشى في هذه الزيارة مقولة أن رضي الناس غاية لا تدرك وانحدرت إلى حدودها الدنيا .

فرغم تدفق الألوف والأعداد غير المنحصرة من الحضور، فقد بدأت كافة فعاليات المهرجان وانتهت على خير بفعل جهود الإعداد والتحضير ،وسارت الأمور بسهولة وبلا منغصات وبما يليق بالحضرة الملكية ،وكان يوما حافلا تسابقت فيه الخيول ،ونحرت الإبل، ودقت ألمهابيش ،وألقيت الخطب ،وتعالت هتافات التأييد والولاء، وانطلقت الزغاريد وعمت القبيلة مظاهر البهجة والسرور ،وكانت علامات الفرح والارتياح بادية على محيا جلالته ،ولم تفارقه البسمة وهو يرقب تفاصيل توغل القبيلة في الحب والوفاء للعرش الهاشمي المفدى .

لم يرهق المتحدثون مسامع جلالته ،واختصرت المطالب على الممكن والميسور آخذين بعين الاعتبار الظروف المالية الصعبة التي يمر بها الوطن، ووجه جلالته الحاشية لإجابتها ،وبدأت الحكومة بتنفيذها فو انتهاء الزيارة .fayz.shbikat.@yahoo.com