محكمة امن الدولة .. احمر بالخط العريض


جراسا -

خاص - كتب اسلام صوالحة - اجتاحتني رغبة عارمة للكتابة عن المحاكم الخاصة غير الدستورية , وهنا أعني محكمة امن الدولة .

و لكن بمجرد طباعة الحرف الاول توقف ذاك الشعور فجأة , لا اعرف لماذا وكأن شيئا ما بداخلي هامسني الّا أكتب لأنه... عبث , او لأننا شعب بات الهاجس الامني و الخطوط الحمراء تلاحقه مثل ظله ... كيف لا!!, فنحن نولد و فكرة الخطوط الحمراء والرقابة والمخابرات تولد و تترعرع معنا...فأول خطين احمرين نتجاوزهما عند الولادة نعاقب عليه بالضرب على مؤخرتنا حتى نبكي, كما يولد جهاز مخابراتي الهي يسمى بالرقيبين يقفان بين اكتافنا يحسبان علينا انفاسنا بخيرها و شرها ,و نكبر و يكبر معنا جهاز مخابراتي اخر و لكن الاخير من صنع الانظمة يحسب انفاسنا و يحبسها ايضا واذا تجاوزنا خطوطه الحمراء و ما اكثرها لا يضربنا على مؤخرتنا بل يفعل بها امرا اخر اعجز عن ذكره - خوفا لا خجلا - .

عذرا لكل الخطوط الحمراء و لراسميها , سأتخطى هذه الخطوط القبيحة اليوم و سأكتب ' والله يستر ' عن محكمة امن الدولة ذاك الوجه القبيح لنظامنا السياسي , ذاك النقيض للديمقراطية و عدو الحرية والكرامة والعدالة , محكمة امن الدولة هي جهنم التي تشرع ابوابها لاستقبالنا كلما سمحنا سهوا لاقلامنا بتجاوز سطور خواطرنا... هي ويل للكاتبين الذين هم باوطانهم ساهون , هي تبت يدا كاتب وتب.. من بهموم وطنه تعب, و بخطوطه الحمراء الحمقاء لعب , هي ملازمة الجزرة التي تمن بها علينا الحكومات و نحن لم نذقها بعد .ولن نذقها ما لم نكسر عصاها و ننتزعها باسنانا انتزاعا .


في زمن الربيع العربي و زمن الثورة على الارادة المكبلة- كما اسماها الحسن بن طلال - , علينا ان نعترف ان المحاكم الخاصة باتت تقف عائقا و حاجزا في و جه الاصلاح الفعلي و الحقيقي الذي نلهث وراءه , و هي نقطة سوداء تلوث صورة الاردن كدولة مؤسسات و قانون , دولة يحترم فيها القانون و تحترم الحقوق المكفولة بدستورها لمواطنيه .. و الاهم لدولة- المفروض- ان الانسان لديها اغلى ما تملك . كيف لا و هي تتجاوز كل الاعراف الدستورية و القانونية في اجرائاتها العرفية والاانسانية...فتضخمت ظلما و جبروتا لتتجاوز تعدياتها المواطن حتى باتت تستقوي على الدولة نفسها وعلى مؤسساتها الدستورية , فهذه النتيجة حتمية لان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.

أقول , لن يستقيم اصلاح حقيقي و جاد في هذا البلد بوجود هذا الورم السرطاني الخبيث في حياتنا السياسية ,اذا كانت الحكومة جادة و صادقة بنواياها الاصلاحية , واذا اردنا تخطي تسونامي الحرية بسلام حان الوقت اذا لاتخاذ القرار السليم باستئصال هذا الورم والاسراع باغلاق محكمة امن الدولة والكف عن محاكمة المدنيين امام القضاء العسكري , والاهم من كل ذلك و الاجدى هو الاحترام الفعلي للدستور وللقانون , و العمل على صون كرامات المواطنين الذي بهم و بهم فقط نحمي امن الدولة ... فلا امن لوطن تنتهك به كرامات مواطنيه فالايدي المرتجفة لا تقوى على البناء و لكم في جيراننا عبرة يا اولى القرار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات