جراسا -

كتب احمد خليل القرعان - كنت في الجامعة الأردنية مع الزميل العزيز المرحوم فارس عوض عندما كان يدندن لأغنيته الجديدة " مرعيه يالبنت مرعيه مرعيه ويلا بلا راعي" , وكنت أهز الكتفين لها , وأحرك القدمين طربا بها , ولكن لم يكن يدر في خَلدي انه سيأتي يوم اكتب فيه عن الفساد والفاسدين والانحطاط الأخلاقي في وطني مستخدما ذات الكلمات تاركاً المعنى كالعادة في بطن الشاعر.
فإذا كان العدل من أسماء الله الحسنى ولا يستقيم المُلك إلا به , فقد علمّنا رسول البشرية أن العدل يمثل أهم ركيزة في الحكم , فلا حكم في الإسلام بدون عدل, والله سبحانه وتعالى يُقيْم دولة الكفر إن كانت عادلة , ويحطم دولة الإسلام إن كانت ظالمة.

فعلى الشعب الأردني أن يعي تماما أن الموت ليس واحد كما يظن البعض , لان هناك من الأموات من يغيب عنا بجسده فقط وتبقى ذكراه وطرياه ماثلتان في كل مجلس وموقع , وهناك من الأموات من يلعنه الناس حتى قبل مواراته الثرى , فتختفي ذكراه بعد اختفاء جثته بساعات.
نخاطبك يا سيد البلاد وراعي هموم العباد ونحن نتذكر من عدل الهاشميين رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما أوعز لرجاله بزراعة قمم الجبال , فسألوه حينها مستغربين ومن سيحصد تلك القمم يا أمير المؤمنين , فرد عليهم : ويحكم , هل تريدون أن يقال جاع طير في عهد عمر؟.
فيا صاحب الحُكم ويا قائد الوطن أبناؤك الأردنيين يناشدونك كف الظلم عنهم, ويتوسمون بك الخير للعمل على إطلاق سراح جمال المحتسب لكي لا يقال ُظُلم أردني بعهد عبد الله.
نخاطبك يا سيد البلاد ونحن نعلم تماما أن التهمة التي لفقوها لجمال لا يلتفت إليها قائد الوطن ولا يكترث بها, لان الكبير لا يَصُغر مهما اشتد الظلم والجحود والنكران حوله.
وقفة للتأمل:" عقلي الصغير يطير
لان من أستشير واقصد الخبير
يقول لي :
إياك والإبهام في الكلام
واليقظة في المنام
وعليك بالصيام
فلا خير في الأحلام
جمال اليوم في البيت ينام
فطوبى للعدل في عهد اللئام ".