إنتصاراً للولاية العامة وليس دفاعاً عن الخصاونة


حاول رئيس الحكومة المستقيل عون الخصاونة ان يكرّس نهجاً إصلاحياً في عمله كرئيس حكومة لها صلاحيات دستورية محددة ، وحاول في فترته التي لا تتجاوز ستة شهور أن يعيد الأعتبار لموقع رئيس الحكومة بعد أن اضرت به تدخلات أجهزة أمنية ومراكز قوى وغيرها ، الرجل إجتهد في ذلك ولعله اصاب شيئاً مما أراد .

والغريب أن هناك سرعان ما فتح نيران أحقاده على الخصاونة فور إستقالته ، وكأن هناك معركة تصفية حساب بين شخصيات في الحكومة ومراكز قوى خارجها ودائماً كان يتم على حساب الوطن ، فلماذا كل هذا الهجوم ولماذا كل تلك الممارسات ونحن نتطلع ونطالب بعملية اصلاحية متكاملة .

عون الخصاونة شخصية وطنية كان وما زال منتمياً لثرى الأردن، كان صادقاً في محاربة الفساد لذلك حاول الفاسدون النيل منه لأنهم كانوا يعلمون اذا ما استمر عون فإن مصيرهم سيكون قريباً خلف القضبان . كما لا شك أنه خسر معركته مع الفاسدين وما زال الفاسدين في هذا الوطن قامات عالية وهاهم يتربعون منتشين منتصرين فهذا الزمن هو زمنهم .

وللأمانة فإننا لا بد ان نذكر بأن جلالة الملك سبق وفي أكثر من حديث لجلالته قد شكى من قوى الشد العكسي وهؤلاء هم جزء لايتجزأ من شبكة الفاسدين في وطننا الغالي .

لقد كان الانتقاد الرئيسي الموجه للخصاونة في رسالة جلالة الملك هو التباطؤ في عملية تشريع قوانين لها علاقة مباشرة بمشروع الأصلاح وقانون الإنتخاب على رأسها ، ولا نعرف اذا كان التباطؤ في ظل وجود رغبة حقيقية وإرادة لدى الخصاونة يستحق كل الهجوم الذي واجهه لحظة مغادرته للدوار الرابع .

نحن نأمل ان يدعم مشروع الأصلاح الذي يتطلع له الأردنيون وطالبوا فيه ووعد به جلالة الملك في أكثر من رسالة لرؤساء الحكومات السابقين ورئيس الحكومة الحالية إجراءات ملموسة وسريعة ، ونعتقد أن حكومة الخصاونة حاولت أن تاخذ بالمشروع الأصلاحي إلى مداه الأقصى لكنها اصطدمت بحقائق صعبة على ارض الواقع ، لكننا مع ذلك لم نفقد الأمل بتحقيق هذا المشروع قريباً.

رحل الخصاونة من الدوار الرابع ولا نعرف هل سيعود لعمله في لاهاي أم لا ، لكنه ترك وراءه " بصمة " تمثلت بمفهوم الولاية العامة ،هل التاريخ سينصف هذا الرجل ، هل سينظم إلى نادي رجالات الأردن الأحرار أمثال هزاع ووصفي وغيرهم الكثيرين ، أسئلة ستجيب عليها الأيام آجلاً أم عاجلاً .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات