الوقت كالسيف


في أول ّ خطوة لرئيس الحكومة الجديدة - التي نتمنى أن توفق حكومته ، والتي ليس لنا اعتراض على شخوصها – والتي أيضا كنّا لا نتمناها من دولته ... تخلّيه عن حزب التيار الوطني ، وهو بالطبع رئيس لجنة الحكماء في الحزب ، وإن كانت هذه الخطوة غير محمودة من قبله ، فكما قيل سابقا "من أولّ غزواته كسر عصاته " ...تجاه الحزب طبعا ، مع أننا على يقين بأن الحكومة الحالية لا علاقة لها بالأحزاب ... إن صحّت هذه النظرة ، إلاّ أن دولته استثنى التيار الوطني من المشاورات حتى البرتوكولية منها وأعني هنا الحزب ، ولا أقصد كتلة التيار في البرلمان ... فهي كأي كتلة أخرى ، و بذلك يتخلّى أو يتجاوز مخزونا استراتيجيا من الخبرات المتراكمة ، التي كان من الممكن أن تكون ظهيرا مناسبا له ... خاصة في هذه الفترة الحرجة ، والتي يحتاج فيها دولته إلى ماكينة عمل تصل الليل بالنهار للوصول إلى الهدف المنشود الذي كلّف من أجله ، لاختصار الزمن عبر أقرب الطرق واقلّها كلفة ، غير أنه اختار طريقا يسلكه منفردا .. وله الحق في أن يختار كما يشاء ، ... لكن هذه الحكومة أمامها الكثير ، وحتى يحسن الظّن بها من قبل الشعب عليها أن تقوم بخطوات سريعة ، منها كما ردد دولته بأنه ملتزم بالدستور ، فعليه أولاً وتطبيقا لذلك أن يخرج من السجن الصحافي جمال المحتسب ، وأن يصحح وضعا مأساويا وقع عليه ، فإن فعل ذلك فهذه خطوة تحسب له لا عليه ، ولا أريد أن أستشهد بكفالة الدستور لحق جمال المحتسب ، فالأمور واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار ، ... ولا أريد أن أذكّر دولته بمواقف جلالة الملك من حرية الصحافة ، وحبس الصحافيين وسجناء الرأي بشكل عام ، فهذه الخطوة تعبّر عمليا عن حسن النوايا تجاه الإصلاح .
أما قانون الانتخابات ، فهو عنوان المرحلة الانتقالية ، فإن كانت الحكومة جادة ، فهي بحاجة إلى إعادة النظر في كثير من بنوده ، ورمي الكرة في ملعب مجلس النواب ، يدعو المجلس لإعادة صياغته من جديد ، وهذا حق المجلس إن أراد ، بحيث يشكلّ القانون رافعة للديمقراطية ، والحياة السياسية في الأردن ، وأن لا نبقى متموضعين نراوح في نفس المكان ، وما يبعث في النفوس الشك ... تصريح دولة الرئيس " أن الصوت الواحد لم يمت بعد "، وهذا يعدّ مؤشرا خطيرا لا ينمّ عن نوايا الإصلاح ، إلاّ إذا ... ونشدد على إذا ، ....إذا كان الهدف تقسيم المملكة إلى دوائر بعدد النواب ، فنحن مع الصوت الواحد في هذا التوجه ، على الأقل في ذلك يتساوى الصوت الأردني في كل الدوائر ، أما إذا كان غير ذلك ، فالرجوع إلى الخلف هو اختلاق أزمة ، ونحن في غنى عن الأزمات ، فالموجود لدينا يكفينا .
ولذلك نتمنى على دولة الرئيس المكلف حتى يحصل على ثقة النواب ، وتكتمل دستورية حكومته ، أن يكون في صفّ الإصلاح وأن لا يخرج عن المسار المحدد ، حتى يسجل لحكومته موقفا إيجابيا ، وأن يخرجنا من دوامة القوانين ... خاصة قانون الانتخابات ، وان يتجاوز كل العقبات للوصول إلى الهدف المنشود ، فالولوج في قضايا أخرى مضيعة للوقت ، فالوقت يمرّ سريعا .... وقديما قيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات