الثالوث الغادر للمخدرات العنف والإدمان وضياع المستقبل


اصبحنا نعيش ضمن المجهول رغم محاولات حكومية ودولية وهيئات مكافحة المخدرات والجمعيات التي تعنى في مكافحة آفة المخدرات التي قتلت المجتمعات العربية واحاطت السماء بالغيوم السوداء وتظل في سماء الوطن العربي و خاصة في بلدنا العزيز الاردن لدينا بركان جارف لا يعرف الكبير او الصغير ولا يعرف حتى ابن من انت وحتى انت من تكون اذا سيطر عليك اكتشاف عالم غريب مليئ بالجرائم حين ترتكب جريمة بحق نفسك و بحق الاخرين ومع من هم يعيشون معك، حياة البؤس و جمع المال حتى تشتري المخدرات ومشتقاتها، من قريب شاهدنا ارتفاع الجريمة ليس بملحوظ بل فجوة ادت الى مشكلات لا يحمد عقباها جراء العنف بشكل عام واكاد اجزم ان كان العنف الاجتماعي من مكوناته: العنف الاسري، الجامعي، في المدارس في الشوارع غير ان المشكلات التي تشكلت هي وليد كل انواع المخدرات ومشكلاتها، وقد صدر تقرير أن متعاطيين المخدرات يدفعون أكثر من ( 60% ) من دخلهم للحصول عليها، وتزداد في كثير من الأحوال حتى تصل إلى ( 90% ) عند حالة الإدمان .
وذكرت الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات أنه في منطقة الشرق الأوسط مازالت الزراعة والإنتاج غير المشروعين للحشيش والقنب بالإضافة إلى خشخاش الأفيون والهيروين يمثلان مشكلة ضخمة، وحذر التقرير من أنه دون اتخاذ إجراءات مضادة فعالة قريبا فإن الاتجار في المخدرات وإدمانها سوف يزداد بصورة كبيرة في أفريقيا ومناطق شاسعة في آسيا، وتعد بورما أكبر مصدر غير مشروع للأفيون والهيروين في العالم كما أن الصين أصبحت ذات أهمية كبرى كطريق لعبور المخدرات ولا تزال بانكوك مركز الاتجار العالمي في الهيروين.
وبين وزير الداخلية في تقرير سابق نشر في جريدة الدستور ان جهود مكافحة منذ بداية العام الحالي ادت الى ضبط 2699 قضية مخدرات منها 540 قضية اتجار و2159 قضية حيازة وتعاطي للمواد المخدرة كما بلغ عدد الاشخاص المضبوطين في قضايا المخدرات منذ بداية هذا العام حتى الآن 4631 شخصا منهم 944 شخصا بقضايا اتجار بالمواد المخدرة و 3687 شخصا بقضايا حيازة وتعاطي، وقال: اما المجموع الحالي لنزلاء مراكز الاصلاح والتاهيل من محكومين وموقوفين من الاردنيين حتى تاريخه 848 شخصا .
تُعَدّ مشكلة المخدرات من أبرز المشاكل، التي تواجه الكثير من دول العالم العربي، إذ لم تقتصر على عدد محدود من الدول العربية، ولا على الحشيش والأفيون. ولقد أدركت بعثة الأمم المتحدة، ظاهرة المخدرات إذ اشتمل تقريرها على النقاط التالية:
1. في المنطقة الشرق الاوسط اتجار مؤكد في الحشيش، واستهلاك مؤكد له، بل إن المخدرات تهرب من هذه المنطقة إلى بقية دول العالم.
2. يُعَدّ لبنان المصدر الرئيسي للحشيش في المنطقة، والذي يهرب منه، عبْر سورية والأردن، إلى جمهورية مصر العربية.
3. تساعد الظروف المعيشية للقبائل الرحل، الموجودة على طول الطرق الرئيسية، في معظم الدول العربية ـ على تسهيل عمليات التهريب والاتجار غير المشروع في أنواع المخدرات.

يصل حجم الإتجار العالمي بالمخدرات إلى مبلغ تجاوز 100 مليار دولار سنوياً ..وهي بذلك تحتل المرتبة الثالثة في العالم بعد تجارة السلاح والدواء وتفوق تجارة النفط ..بلغ عدد متعاطي المخدرات خلال سنة 2004 م حوالي ( 185 ) مليون متعاطي وهذا العدد يمثل ( 3% ) من عدد سكان العالم وبزيادة قدرها ( 5 ) مليون متعاطي عن سنة 2003 م ..
• يقدرعدد المتعاطين لمخدر الحشيش بحوالي ( 150 ) مليون متعاطي ..
• يقدرعدد المتعاطين للأفيون ( 15 ) مليون متعاطي منهم ( 9 ) مليون يتعاطون مخدر الهيروين ..
• يقدرعدد متعاطي المنشطات بحوالي ( 50 ) مليون متعاطي ..
• يقدر عدد متعاطي أقراص ( الإكستازي ) او ما يعرف بحبوب النشوة بحوالي (8 ) مليون متعاطي ..
• يقدرعدد المتعاطين الذين يستخدمون طريقة الحقن في الوريد بحوالي ( 13) مليون متعاطي في (140) دولة منهم نصف مليون مدمن من المنطقة العربية .
• يقدر بأن ( 10 % ) من المصابين بمرض ( الإيدز ) هم ممن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن في الوريد ..
مخاطر الادمان:
حالة نفسية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع المادة المخدرة، مما يؤدي إلى الرغبة الملحة في تعاطي هذه المادة باستمرار وغالباً ما يؤدي الإدمان إلى زيادة الجرعة التي يتناولها المتعاطي نظراً لعدم اكتفاء الجسم بالكمية المعتادة ، ويؤدي الإدمان إلى تعطيل فعالية الجهاز العصبي بحيث لا يعود المدمن قادراً على اتخاذ القرارات السليمة والتصرف باتزان ، وتسلب قدراته ، مما يحول دون مشاركته في المجتمع .






الأسباب التي تؤدي الى تفشي ظاهرة الادمان ومنها:
غياب أحد الوالدين لأسباب عائلية، الحروب والمآسي، الازمات الاقتصادية المتكررة، غياب السلطة وفقدان الرادع الأخلاقي والإجتماعي ، الجهل والمحيط السيء ، الملل ،الفراغ ، الإبتعاد عن القيم الروحية والتربوية.

النتائج السلبية للإدمان
بـ" تعريض المدمن نفسه للأمراض وإرباك أسرة المتعاطي وتخلف المدمن عن القيام بواجباته وانحرافه، والإبتعاد عن المفاهيم الراقية من مفاهيم دينية وأخلاقية وعادات وتقاليد درج عليها أفراد المجتمع، وتفشي ظاهرة الإنتحار والجرائم الخطرة (قتل، سلب، سرقة، إعتداء جسدي، إعتداء جنسي،)، هبوط المستوى الاقتصادي لدخل والثقافي والعلمي وخاصة بين فئة المدمنين، تفشي ظاهرة البطالة ( بسبب عدم الرغبة في العمل لانعدام القدرة الفكرية والجسدية)، خفض الناتج القومي وبالتالي معدل دخل الفرد، تفشي ظاهرة الأمراض المعدية والفتاكة( السيدا)، زيادة التكلفة الطبية وخاصة ما يصرف على علاج المدمنين ورعايتهم وإعادة تأهيلهم، زيادة أسباب الوفاة ومعدلها بين الفئات الشابة.

مكافحة المخدرات:
تفعيل عمل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، تفعيل التعاون والتنسيق المستمر بين الأجهزة المعنية (دائرة المخدرات في وزارة الصحة، مكتب مكافحة المخدرات، التفتيش الصيدلي، نقابتي الصيادلة والأطباء، الجمارك)، التأكيد على الإكثار من برامج ونشاطات لتوعية الناشئة من مخاطر المخدرات، وخاصة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، إقامة الندوات وحلقات النقاش الدورية(بهدف تبادل المعلومات والخبرات بين مختلف الإدارات المعنية بالحد من انتشار المخدرات، إنشاء مركز نموذجي لمعالجة المدمنين على المخدرات، واعتماد السجل الصحي الإلزامي لكل مواطن .

مجال الوقاية و الأساليب في معالجة اخطار المخدرات
زيادة التنسيق بين ادارة مكافحة المخدرات وعدد من الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة لتنظيم برامج للتعريف باخطار المخدرات والوقاية منها فهنالك يجب ان يكون مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية و المجلس الاعلى للشباب ووسائل الاعلام المحلية ومؤسسات المجتمع المدني ووكالة الغوث الدولية في الاردن، ان يتم تاهيل المرشدين التربويين في مجال التوعية من اخطار المخدرات من خلال عقد ورشات عمل واصدار دليل موحد لتثقيف الطلبة من اخطار هذه الافة كما تم ادخال مواد تعليمية تتعلق بالمخدرات ضمن المناهج المدرسية تتناسب مع كافة المستويات التعليمية إضافة إلى إعداد كلمات خاصة بالإذاعة المدرسية تتحدث في مضمونها عن أخطار المخدرات وتضمين دورات اصدقاء الشرطة محاضرات خاصة بالمخدرات.

وان يتم تاهيل الواعظين والمرشدين وتدريبهم ليكونوا قادرين على التوعية من اخطار المخدرات وتحضير مجموعة من الخطب النموذجية كدليل لخطباء المساجد .
القاء المحاضرات حول اخطار افة المخدرات في كافة التجمعات والمراكز الشبابية التابعة للمجلس الاعلى للشباب وتدريب المشرفين عليها وتاهليهم في مجال التوعية واعداد افلام ونشرات للتوعية من اخطار هذه الافة والمساهمة في الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تتبناها الدولة من خلال اصدار نشرات تحذيرية وتوعية للشباب .

مثل التوعية الاجتماعية والتشدد بمراقبة الأماكن المشبوهة، وهناك الأساليب القمعية مثل ملاحقة المتعاطين وإحالتهم إلى المراجع القضائية المختصة. بعض الطرق لعلاج المدمنين ومتطلبات العلاج الناجح ، وجود عناصر كافية لتغطية كامل النطاق، ان يتم وضع مخصصات مالية للمخبرين لتشجيعهم بالتعاون مع الاجهزة الامنية ، وان تكون المعالجة مجانية، ويجب وجود تعاون من الاهالي للإبلاغ عن اية جرم من جرائم المخدرات حيث يعمدون على اخفاء المعلومات ، عدم تشدد القضاء في الاحكام خصوصاً بجرائم ” التجارة والترويج " وغيرها .

كنت قد اشرت بأكثر من مقالة بالتعاون من جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ورجال الاعمال لاستحداث جمعية متخصصة لمكافحة المخدرات نحو مجتمع خالي من المخدرات

بقلـــم الكـــــــاتب والبـــــــاحث
مهنــــد علـــــــي السعـــــــودي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات