طرق جديدة في التسول


يبتدع المتسولون طرقا فريدة من نوعها ومختلفة كل الاختلاف عن الأساليب التقليدية القديمة من أجل جذب انتباه المواطنين وتصديق حاجتهم الفعلية للعون والمساعدة.

وفي ظاهرة جديدة وغريبة على مجتمعاتنا وبيئتنا يصادفك شاب يرتدي حلة أنيقة من الثياب ويحمل في يده ساعة تشعرك بأنه "ابن عز" انقطعت السبل في وجهه، مما اضطره لإراقة ماء وجهه طلبا للسؤال والتكفف بين الطرقات.

استوقفني أثناء تعبئة الوقود في إحدى محطات البنزين هذا الشاب الذي يقدّر عمره ما بين العشرينات إلى الثلاثينات يحمل علبة السجائر في يده وتقدّم نحوي ملقيا تحيةً بكل إدب جم " السلام عليكم أيها الطيب".

وبعد أن رددت التحية بمثلها عملا بالهدي النبوي الشريف( أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصلّوا والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام)، قال الشاب: وهو يشير إلى سيارة حديثة من نوع (.....) " أنا صاحب تلك السيارة وأنقطعت بي بعد خلّوها من البنزين وأنا قادم من مدينة كذا (......)، لو تكرمت وأعطيتني ثلاثة دنانير لكي أرجع إلى أهلي.

سألته: هذه المدينة التي تقول انك قدمت منها، تحتاج إلى عشرة دنانير على الأقل لكي تعود إليها، والأمر الغريب لماذا انقطعت السيارة بك عند محطة البنزين تحديدا، ولماذا لم تنقطع بك في مكان آخر.

صدمته هذه الإجابة واستدار متمتما بكلمات لم أفهمها، وتوجه إلى صاحب سيارة أخرى كان يقف وراءي لعله يجد ضالته عنده.
عفوا؛
قبل أن تتعجلوا في حكمكم، انتظروا حتى أكمل القصة.
استثارني هذا المشهد وحثني الفضول على مراقبته فتحركت قليلا لكي لا ينتبه إلي وأطفأت محرك السيارة ووقفت عن كثب أشاهد ماذا يفعل.
كم كانت دهشتي كبيرة عندما فوجئت بأن السيارة الخالية من البنزين بقدرة عجيبة قلّ حدوثها في زمن خلا من المعجزات، وإذا بها تتحرك مبتعدة عن المحطة غير عابئ صاحبها إن كانت ستقطعه أم لا، في مكان بعيد قد لا توجد فيه محطة أخرى.
نناشد الجهات المعنية معالجة هذه الظاهرة الغريبة على عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة من المتسولين من فئة الشباب الذين استسهلوا الإلحاف في مسألتهم دون مانع من مرض أو نحوه سوى سهولة التكسب ومد أيديهم على قارعة الطريق،
وقد صدق الرسول الكريم(لئن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خيراً له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات