التسريب للفائدة .. ام للتخريب؟!


يحيّرني بعض ما تناوله الكتاب بشأن استقالة رئيس الوزراء، وتحدّثهم بثقة وفي ادق التفاصيل حول تلك الأستقالة ودوافعها، مما خيّل إلي أنهم كانوا حاضرين أثناء هذه الأحاديث، بعضهم تحدث عن وشوشات دارت بالقصر!!! وبعضهم أشار لحديث دار بين الخصاونة ونفسه!!! وقسم آخر ذهب للحديث عن دور وزير الإعلام في التحكم بزمام الرئيس!!! وآخرون تحدّثوا عن فطور الأمير الحسن في بيت الرئيس!!! وغيرها الكثير، مما جعلني اطيل التفكير في الأمر، والخروج بتساؤلات كثيرة، دارت في رأسي، من أين حصلوا على هذه المعلومات، وكيف تزودوا بها؟ وهل كانت مصادرهم موثوقة؟؟؟ ومن هم المسربين لهذة المعلومات وما هي مصالحهم، وما عملهم داخل القصر والرئاسة؟؟؟ ولماذا لم تظهر هذة المحادثات سابقاً عِند حدوثها؟؟؟؟ ام أنها كانت ممنوعة من النشر!!! ام أنها سرّبت مقصودة في هذآ الوقت تحديداً وبالذات؟؟؟!!!.

من منا لم تخطر له هذه التساؤلات على بال ، وفكر في نفسه أين الخلل!!! هل بهذه السهولة تستطيع حاشية القصر أن تتلاعب في المعلومات؟ وتنشرها وقت ما تشاء! ام أنها تعمل بأيعاز من القصر؟ وبكلتا الحالتين يكون الامر أسوأ، ويصبح الوطن في مهب الريح، ولعلي أتساءل كيف أن وزيراً أو شخصاً ما صاحب نفوذ، يتحكم في رئاسة الوزراء وبهذه السهولة؟ ويقلب الموازين رأس على عقب كيف ما يشاء ووقت ما أراد، إذا أين كل ما سمعنا من صيحات الإصلاح، ومحاكمة الفاسدين، ام هي كلام في مهب الريح؟ أم كانت كلها لتهدئة الشارع الأردني فقط؟ ام أن الشعب ساحة عامة يتنازع فيها المسؤولين لمآربهم الخاصة وكل ذلك على أعناق وظهور الشعب الكادح؟ فيتناسون الوطن والشعب، ويشتغلون بتصفية حساباتهم، فيما بينهم.

امّا إذا كُنا نحن من نمتلك هذه الصفة في معرفة المؤامرات التي تحاك بين أزقة المكاتب، وخلف الجدران، لكبار الشخصيات في البلد!!! وكُنا على إطلاع على بعض الامور قبل حدوثها! إذا أين كنا في المؤامرات التي حيكت لسرقة مقدرات الوطن؟؟؟ لماذا لم نعلنها قبل وقوعها ونكشف اصحابها، إذا كنا قد علمنا بها؟ ام أن لهذه المرحلة ظروف خاصة، يجب فيها تسريب بعض المعلومات ليتداولها الشعب الأردني، ليحتار على من يضع اللوم، أو معرفة من هو المخطئ؟.

هذآ هو حالنا دائما " كلّمَا دَخَلت اُمّة لعَنَت اُختَهَا " ولذلك يجب ان تظهر الوزارة السابقة، وزارة ذات اخطاء كبيرة، حتى نستطيع تشكيل وإيجاد حكومة انقاذ وطني!!! واجبها تسريع ما تباطئت الوزارة السابقة في إنجازه، غير مكترثين بالشعب الذي ارهقته نيران الظلم والفساد والجوع فتبدأ من جديد بسن وتشريع القوانين، ورفع الأسعار، والتمديد لمجلس الذل والعار " النواب " وإعادتنا الى نقطة الصفر، في محاربة الفساد، ومكافحة الفقر والبطالة،" كأنك يابو زيد ما غزيت".
لم نعد نقوى على خلافاتكم ايها القادة، ولم يعد يعنينا دفاعكم عن الكراسي التي سجلتموها بأسمائكم، او اسماء اتباعكم، إن ما يعنينا هوا الوطن والمواطن، والمحافظة على مقدرات الوطن من النهب والاستنزاف، ان ما يعنينا هو الابتعاد عن الفقر الكافر، ان ما يعنينا الله ومن ثم الوطن، انتم لا تعنوننا، ما انتم إلا شرذمة قليلة، لا تنتمون للوطن بشيء، ما انتم إلا اضغاث أحلام، نتمنى أن نفيق منها قريبا.
يا الله كيف لنا ان نميّز بين الحق والباطل؟؟؟ وكيف لنا أن نعرف من هو على صواب، ومن هو على خطأ؟؟؟ كيف ... وكيف ... وكيف...؟؟؟؟؟

{يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ

eyas_abood@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات