المحتسب خلف المتاريس ولصوص الوطن يتنقلون بين واشنطن وباريس


جراسا -

كتب : احمد خليل القرعان - أبدء مقالي لكي لا يساء فهمي من تلك الكلمات الرائعة التي استهل بها سيد البلاد حديثه يوم الأحد الموافق 9/11/2008 في دفاعه عن حرية الكلمة وحق التعبير بقوله : "توقيف الصحفيين في قضايا النشر لن يتكرر في الأردن,ممنوع توقيف الصحفيين في قضايا المطبوعات والنشر,وإنني لا أرى أي سبب لتوقيف صحفي لأنه كتب شيئا".

فإذا كان هذا كلام صاحب السلطات الثلاثة فماذا تبقى لغيره لكي يلعب في الساحة ؟ , نقول لكل المتشدقين بحب الملك والمدعين بالانتماء لعرشه الغيورين على شعوره , إذا كان حامي الدستور وصاحب السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية يتحدث عن الحرية وحق التعبير: فلماذا تعتدون على القانون وتتجاوزون على صلاحيات الملك وتعتقلون جمال المحتسب بتهمة ملفقة وانتم تعلمون بأنها عقوبة لا يعاقب عليها الدستور ولا يرضى جلالة الملك شخصيا بأن يكون ظهره مسرحا لتصفية علامات الحقد بين احد ؟؟؟.

لن أطيل سردي فزملائي الكتّاب أشبعوه شرحا وتفنيدا , ولكن لا بد من القول إذا تكلم سيد البلاد فلتُخرس جميع الألسنة المؤيدة والمعارضة لا وبل تذهب للجحيم غير مأسوف عليها , فلقد تعلمنا في الأردن عبر سنين حكم الهاشميين أن لا كلام بعد كلام الملك , وهو ما على الجهات المختصة التي اعتقلت جمال المحتسب الانتباه له والعمل الفوري على إطلاق سراحه بعد أن تم توقيفه زورا وبهتانا ليقبع خلف متاريس السجون وهو بريء , في الوقت الذي يسرح ويمرح به من انتهك حقوق البلاد والعباد وأصبح صانع قرار بين أروقة المؤسسات الوطنية , داعيا السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية العودة لكتاب الله العزيز والتمعن بكلماته المبينات البينات " والذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" صدق الله العظيم.
وقفة للتأمل : ما أجمل الشعر حين يجسد المعنى ,فيغني البيت الواحد منه عن تأليف مجلد , وقد اخترت اليوم بضع أبيات اعتقد جازما بأنها مفِصلة للأحداث المتسارعة في السياسة الأردنية :
حَلَيُت الدهرَ أشطره زماناً وأغناني العيانُ عن السؤالِ
فما أبصرت من خلٍ وفيًّ ولا ألفيت مشكور الخِلال
ذئاب في ثياب قد تبدتْ لرائيها بأشكال الرجال
ومن يكُ يدعي منهم صلاحا فزنديقٌ تغلغل في الضلال
ترى الجُهال تتبعه وترضى مشاركة بأهل أو بمال
فينهب ما لهم ويصيب منهم نساءهم بمقبوح الفِعال
ويأخذ حاله زورا فيرمي عمامته ويهرب في الرمال
ويجرون التيوس وراء رجس تقرمط في العقيدة والمقال".
الحرية اليوم لجمال وليس غدا, فليعلم من لفق له التهمة انه سيقف غداً بين يدي جبار منتقم عادل, ليس عنده كبير ولا صغير إلا من أتاه بقلب سليم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات