التدخل السعودي في البحرين يهدد الأمن الإنساني في المنطقة


قبل أن نشرع في الحديث على كافة الأنظمة العربية أن تدرك جيداًُ أنها أصبحت بحكم الماضي ، وأن استمرار أي نظام يتوقف على مدى استجابة هذا النظام للإنسانية والأمن الإنساني فقط لا غير ، والسؤال : إذا كان الأمر على هذا النحو فما مصير من يرتكب الجرائم ويسيء للإنسانية والأمن الإنساني العام في المنطقة ؟

أحاول تفسير التدخل السعودي والخليجي في البحرين ولكن دون جدوى ، المشكلة أن هذا التدخل لا يسارع في رحيل النظام البحريني فقط وإنما يسارع في رحيل تلك الأنظمة أيضاً ، وأقول هنا من موقع المسؤولية الإنسانية والأمنية على المستوى العالمي : على كل من يجيز هذا التدخل أن يفهم أن هذا التدخل يعطينا الحق في حماية الأمن الإنساني في المنطقة وبالطرق التي نجدها مناسبة ، وكما هو معروف لدى الجميع أن لدينا أعضاء و أصدقاء ، ونستطيع وبكل يسر وسهولة وعلى مرأى من الجميع أن ندعم الشعب البحريني ليس في الخطابات والمقالات وإنما بالحسم العسكري وبأيدي إنسانية نظيفة ، نحن قادرون على ذلك ولا نستطيع بعد اليوم أن نخفي مثل هذا الأمر ، غير أن المنتظر أن تخجل هذه الدول من هذا الغزو الذي يشبه تماماً غزو صدام للكويت ، أنتم تقرون ذلك وبدعم أمريكي ، ونحن نقر دخول إيران وبدعم إنساني ، ولتشتعل المنطقة نووياً ، ناس تتظاهر بطريقة سلمية وتحمل الورود بأيديها وتقابل بالرصاص من قبل المرتزقة البحرينية ، ونحن نكتم غيض جوارحنا وهي تتمزق لرؤية كل ما يرتكب ضد المواطنين العزل المسالمين والذين يدافعون عن الحرية ويريدون تحقيق حقوق اجتماعية وسياسية واقتصادية ، الله اكبر المطالبة بالإنسانية أصبحت جريمة لا تغتفر في نظر هؤلاء الطغاة المستبدين عملاء الصهيوأمريكية ، يا إخوان أنتم تعقدون الأمور إقليمياً ودولياً وليتفكر النظام في السعودية في وضعه الداخلي وماذا سيحدث في اليمن ؟

هنالك أكثر من جبهة ومثل هذا التدخل غير محسوب العواقب ، وليعلم الجميع أن النظام في البحرين لو لم يكن فاقد للشرعية لما استخدم نفس طريقة ألقذافي ، ولكن من يدفع الثمن المركب غداً ؟ هذا النظام راحل لا محالة ، وأنتم من سيدفع الثمن ، ولا أعرف الإمارات زجت بنفسها في قضية غاية في التعقيد أي غباء إستراتيجي هذا ؟ في الحقيقة أنا في حيرة من أمري ، الخليج فارسي ، والشعب يهتف بالإنسانية والأمن الإنساني ، وكامل المعطيات الإقليمية والدولية أصبحت في يدنا ومع ذلك يتم الاعتداء علينا وبكل برودة أعصاب ! يا إخوان أرجوكم لا تشعلوا المنطقة ، صدقوني هذه السلوكيات تحرق مراحل نحن لا نريد حرقها ، وتدفع إلى حمامات دم نحن بالغنى عنها ، حرام عليكم لنتقي الله ، وإلى السعودية بشكل خاص أقول : هنالك ملفات يمكن معالجتها ولها أثر كبير على عودة الهدوء في الداخل السعودي ، ولدينا استعداد لتدخل مع كافة الأعضاء والأصدقاء المؤثرين في التركيبة المجتمعية السعودية ، وأقسم لكم أن النوايا كانت تتجه لذلك إلا أن هذا التدخل عاد بنا إلى المربع الأول ، للأسف لم نكن ننظر للأخوة في السعودية إلا بمنظار الأخ الكبير الذي يساعد أخيه بالنصيحة ، لهذا تمنينا الهدوء في السعودية ، ولكن : ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، من بالله عليكم ينكر على هذا الشعب المظلوم مطالبه المشروعة والتي تحتاج إلى تفهم من قبل الحكومة وليس القمع ، صدقوني ما يحرككم الدفاع عن القواعد العسكرية الغربية العاجزة اليوم عن حماية نفسها وليس أي شيء أخر ، كل شيء واضح وضوح النهار ، ولكننا لا نريد أن نصب على النار نفط ، تدخلكم كإرثي عليكم وعلى المنطقة وعلى القواعد العسكرية الغربية ، فقط انسحبوا ، لأن التدخل السعودي في البحرين يهدد الأمن الإنساني في المنطقة وليس في الخليج الفارسي فحسب ! وفي تقديري وتقدير هيئتنا الجليلة وكافة المحافل والمجامع الإنسانية على المستوى العالمي : أن هذه الدول تشترك مع النظام البحريني الفاقد للشرعية في إبادة الشعب البحريني المسالم ، وستكون هنالك مسائلة قانونية في حق كل دولة تدخلت في هذا الشأن الداخلي ، وهذه التدخلات التي تأتي بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي تكشف الوجه الحقيقي لأمريكا التي قتلت الملايين في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان ، أمريكا ضد الإنسانية وقد ثبت لنا أنها عدوة الإنسان ومع احترامنا لكل الأحرار الإنساني الأمريكان إلا أن سلوكيات أمريكا جعلتنا نعيد النظر بمكان المجلس الأعلى للهيئة الجليلة على المستوى العالمي والذي لن يكون بعد اليوم فوق الأراضي الأمريكية ، ومهما حاولت أمريكا أن تخفي خوفها مما يحدث في المنطقة فإن قلقها يفضحها من حيث لا تشعر ، ونحن نعلم علم اليقين أن التحرك السعودي والخليجي تم بدعم أمريكي ، ولكن ما نود قوله : على الأمريكان التنبه إلى أن مصالحهم بأيدينا ، ونحن من سيقرر بهذا الشأن اعتبارا من الآن فصاعداً ، لهذا لا بد من إعادة النظر في السياسة الخارجية ، والإيمان المطلق بأن عهد هذه الزعامات لم يمت فحسب وإنما وأد وإلى الأبد ، وأنتم من سيدفع الثمن في الغد القريب ، وبالطبع فواتيركم لا تحتاج أي إضافات جديدة ، صدقونا نحاول أن نجد لكم مخارج ، والمطلوب أن تساعدوا أنفسكم ، ساعدوا أنفسكم من خلال الكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وبطرق غير مباشرة ، ننصحكم ليس من أجلكم وإنما من أجل إخواننا الإنسانيين الذين لا يطيقون مثلنا كافة سلوكياتكم غير الإنسانية ، ولتعلم إدارة أوباما أن سفك الدماء في المنطقة ستكون على مسؤولية أمريكا ، لأن كل ما تقوم فيه أمريكا وإسرائيل من خلف الستار مكشوف بالنسبة لنا ، ولا بد من التوقف عن العبثية من أجل إحباط الثورات في المنطقة ، والحق لو كنت مسئول في الإدارة الأمريكية لطالبت فوراً بالبحث عن بيئة إستراتيجية جديدة شاملة تنطلق من خلال التعامل مع الزعماء الجدد في المنطقة ضمن أسس تخدم الشعوب ولا تتسبب في قمعهم وقتلهم ، أنتم تتشدقون بالديمقراطية وأيدكم ملطخة بالدماء ، وتتشدقون بحقوق الإنسان وأنتم أعداء الإنسانية ومصدر قلق الإنسان ومبعث شقائه وموته ، إسرائيل يا سادة تعتبر أن التحول الديمقراطي العربي يشكل تحدياً وجودياً لها ، ومع ذلك فإن كل جهودكم نحو بلورة الواقع العربي حتى يتلاءم مع مصالحكم الصهيوأمريكية ستبور بالفشل ، لماذا لا تقتنعون بأن حقائق الواقع تغيرات ؟! لماذا لا تريدون أن تخدموا أنفسكم في تلافي الأضرار الإستراتيجية لكافة مصالحكم في المنطقة ؟ سبحان الذي جعلكم أغبى من النعام ، ومع ذلك نعود ونكرر بأن التدخل السعودي في البحرين يهدد الأمن الإنساني في المنطقة وليس في الخليج الفارسي فحسب ! خادم الإنسانية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات