بدأت ساعات العد العكسي, تارة يذهب الى الحمام وهو بحاجة الى كوب من الماء لترطيب ريقه, وتارة يذهب الى المطبخ علماً ان صرير امعاءه يسمعه من يجالسه, طلب من حرمه المصون الوقوف في مكان مرتفع نوعاً ما للتدرب على القاء اليمين كان العرق يتصبب من وجنتيه, لسانه متلعثم تارة يبدأ القسم بالولاء وتارة يبدأ بالوطن , وعلى غير عادته فهو من اصحاب الألسن الطليقه, لكن لربما يخونه لسانه هذه المرّه..
مضى الوقت وكأنه دقائق, كان قد ارتدى بذلة سوداء وقميص ابيض وحذاء اسود كما طُلب منه بروتوكولياً, اما ربطة العنق يحق له اختيارها على ان لا تكون الوانها فاقعه..رن جرس الباب كان شرطياً برتبة وكيل في انتظاره, هم بالجلوس الى جانب السائق في الكرسي الامامي الا ان السائق ادرك عدم دراية معاليه بالبروتوكول وضرورة الجلوس في الكرسي الخلفي, طلب منه بأدب جم هنا تفضل معاليك, ادرك انه وقع في اول خطأ..
انطلقت المركبه بسرعة عاديه لكن شعوره انها تسير بابطاء شديد, هو يستعجل الأمر قبل ان ينسى القسَم, علماً بأن زوجته نصحته بقراءته من الورقه المُعدّه للغاية وبجانب المصحف الشريف ولا داعي للتذاكي واظهار الفطنه امام رأس الدوله ,وصل المكان وفي رأسه دوامه, لم ينزل السائق لفتح باب المركبه حاول هو الا ان هنالك من يقوم بهذا التصرف في انتظار الوقوف التام للمركبه, ترجّل من مركبته والاشعاع المرتد من على مقدمة حذاءه يبهر الواقفين في انتظاره لشدة تلميعه ونظافته..
كان هنالك ثُلّه من المستقبلين رافقوه للمقصوره حيث الحضور في انتظار رأس الدوله وكان دولة الرئيس في الانتظار ايضاً, الجو العام هادىء ولا مجال للقيل والقال او اطلاق النكت والضحكات, كلٌ يجلس في المكان المُعد له, فوجىء بأن دولة الرئيس بعث له بقصاصة ورق مكتوب عليها اعتذار بخط يكاد ان لا يكون مقروءاً عن لا اقول اعفاءه فهذا قد يتسبب له بالجلطه ولكن عن تغيير الوزاره من وزارة البيئه الى وزارة تطوير القطاع العام,, هنا بدأ الوجوم على وجهه ليس رفضاً او قبولاً بل لكونه لم يعمل ولو ليوم واحد في القطاع العام, بمعنى ليس لديه خلفيه عن مهام وواجبات هذه الوزاره...يتبع3