هَل هي أزمة حُكومة أم حُكم


ما تشهده الساحة الأردنية من سٌرعِة تغير الوزارات ، يدل على أن هذه الوزرات كانت عبارة عن حقل تجارب .....
ولم تظهر على الساحة المحلية أو الإقليمية ولا الدولية أي تأثير يذكر على الصعيدين السياسي والإقتصادي ، فلم تعمل أية حكومة خلال العقد الأخير إلا في ازدياد عجز المديونية وبيع مقَدَّرات الوطن بثمنٍ بَخس ، والمستفيدين فقط هم الأغنياء ؟!
ما زالت حقيقة أن الغني يزداد ثراءً والفقير يزداد بؤساً ،في ظل سياسات التهميش المتعمِّدة من الحكومات السابقة ، أعتقد بأن هذه الحكومات لا تستطيع المضي أو تحقيق متطلبات الشعب الأردني كون مؤسسات الفساد في هذا البلد كبيرة جداً وإلى أبعد الحدود ، ولا توجد عند هذه الحكومات القدرة السياسية في استئصال جذور الفساد بسبب معطيات كثيرة ولا أجد داعي لطرحها أو تفسيرها فالجميع يفهمها ويعرفها .

ففي ظل الظروف السياسية الإقليمية السائدة ، يشاهد المواطن الأردني البسيط مزيداً من العثرات والإحتقنات اليومية في كافة وسائل ومناحي الحياة العامة .
ولا يستطيع إلا التَحمل والتحميل مع أن كثرة التحميل تزيد الضغط الذي قد يولد الإنفجار في أية لحظة ، فالمشاهد لجميع الإنفجارات الإقليمية يدرك أنها جائت نتاج ظروف فطرية ، ولم يكن معد لها من قَبل ، كانت البداية من تونس للحدود السوريا وكأنها فتيل ما أن تنتهي ببقعة حتى تشتعل ببقعة أخرى .
من يعمل لنفسه فسيعيش صغيراً ويموت صغيراً ، ومن يعمل لشعبه ووطنه يعيش كبيراً ويموت كبيراً ، فكم من وزارة عملت لنفسها وكم من وزير أو صاحب نفوذ عمل لنفسه وتناسى هموم الوطن بل باع مقدِّراته بأبخس ثمن بعدما قدم الرشوات لتمرير خططه ومؤامرته ، من هنا كان لابد من تفعيل الدور الإجابي في تفعيل عملية الإصلاح الحقيقي في ظل المعانة والهيمنة من أصحاب النفوذ على المواطن الأردني .
مضت حكومة البخيت وتلتها حكومة الخصاونة وستتبعها حكومة الطروانة ولدى المشاهد الأردني كم كبير من الملاحظات على الحكومات السابقة والحالية وفقدان الأمل في أي حكومة ، فنحن في حقيقة الأمر لا يهمنا تغير الوجوه بقدر ما يهمنا تغير الجوهر الحقيقي ونعلم تماماً بأن الحكومة أية حكومة لا تستطيع العمل ، أو اتخاذ القرار السياسي بدون الرجوع إلى مرجعياتها وهنالك معادلات صعبة في قضيا الفساد لن تُحل إلا إذا فعلاً أراد صَّناع القرار السياسي الحل بفرد جميع ملفات الفساد على الطاولة، بصرف النظر عن الأسماء والشخصيات البارزة أو غير البارزة .
كما أعتقد بأن الشعب الأردني أصبح لديه خبرة لما يدور في المطبخ السياسي المحلي في ظل تأزم المواقف الإقليمة .
فلهذا وذاك نعتقد بأن الأزمة هنا وهناك ولن تتم التعديلات الحقيقية إلا في اتخاذ قررات سياسية عاجلة وجريئة في قلب منظومة الأيدلوجيات الفكرية لدى القرار السياسي الأردني ، من أجل الحفاظ على المواطن الأردني المهمش وذلك من خلال المحاسبة الفعلية ومل سيلمسه المواطن على ارض الواقع من اجراءات تنفذية فعلية .
في هذه الحالة سيتم حدة تخفيض درجة الغليان في الشارع الأردني ، وعدم التهافت على شراء الأسلحة من السوق السوداء والتي يعلم ايضاً الموطن الأردني البسيط يشتريها لماذا ومن أين ثمنها وستخدم في ماذا .
وكنت قد لفت انتباه الجهات ذات الإختصاص في هذا المجال يبقى الأردن عزيز علينا ونفديه بالروح ولكننا نحذر من الأجندات الخارجية في التدخل بشؤون الوطن الخاصة .


Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات