أيها الأردنيون .. أطلبوا ما يستطاع


بنية الاستماع لا غير , حضرت واحد من المهرجانات الخطابية التي دعى اليها واحد من التيارات المنادية بالاصلاح والذي يحمل اسم تيار .... للاصلاح . وفي هذا المهرجان تحدث النائب السابق .. وتحدث الشيخ الوجيه والاستاذ المحامي , وأخذت أستوقف العبارات واحدة تلو الأخرى أحللها ما استطعت , لعلِّي أجد فيه ما يجعلني أنتقل من دور المستمع للشيء إلى دور المقتنع به , وربما المشارك فيه , ولكن شيئا من هذا لم يحدث فخرجت من المكان وما زادني حضوري إ لا رغبة بأن لا يحدث شيء مما يجوب في خاطري .
فلنبدأ من القول الذي لا يختلف عليه عاقلان , فلا هو باجتهاد حكيم ولا فلسفة انسان , إنه قول الرحمن الذي قال فيه :"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " لأقر مرغما باتفاقي مع كل من يقول بوجود الفساد في الدولة الأردنية كما هو موجود في كافة الدول العربية منها وغير العربية , وأن هذا الفساد ليس بظاهرة حديثة الولادة ولكنها قديمة بقدم نزول الآية الكريمة الواردة أعلاه .
ثم أتسائل سريعا عن سبب هذه الصحوة العربية الموحدة, والتي – ولأول مرة – جمعت العرب على رأي واحد طالما لم يجتمعوا عليه , ففي ظل هذه الفرقة والاختلاف ا جتمعنا أخيرا على رغبتنا بمحاربة الفساد !!! وأحتار في الإجابة كثيرا خصوصا عندما تعمقت في بعض الدراسات التي أوردها العرب أنفسهم عن الحركات الغربية التي صار شغلها الشاغل تفريق العرب والقضاء عليهم من الداخل , بل وأرادوا العرب ذاتهم منفذا لكل ما يسعون إليه , الصهيونية ببروتوكولاتها المكتوبة , والماسونية بفكرها المسموم , ومصطلحات كلما بدأت أفهم شيئا عن معناها صرت أجد الطريق إلى تعليل الأمر أيسر و أسهل , شرق أوسط جديد , الوطن البديل , خارطة الدم (Blood Map) التي كان العام 2005 هو العام الذي وقعت عيناي فيه على شيء من تفاصيلها , أي أنني أتحدث عن شيء قد مضى عليه ما يقارب السبع سنوات .
وبالرجوع إلى تاريخ الثورات العالمية ألمس وجودا بارزا, وحضورا لنفس الحركات التي ذكرتها آنفا, ففي عام 1646 أي قبل ما يزيد (365) عاما حدثت الثورة المعروفة باسم ثورة كرومويل (Cromwell ) البريطانية والتي لا يهمني من أمرها هنا إلا أن أوضح للقارئ الكريم بأن بداية هذه الثورة كانت من قائد انجليزي ثائر يسمى (أولفر كرومويل) إتصل به أحد زعماء اليهود في هولندا بعد أن رأى اليهودي أن الجو العام في بريطانيا مهيئا لإحداث الفوضى وصار بين الرجلين مجموعة من الاتصالات التي يهمني كثيرا أن أضع بين أيديكم أهمها وأوضحها , وهذه الرسائل كما وجدتها مترجمة للعربية في كتاب ( الموساد – الجانب الخفي)
الأولى هي رسالة كرومويل التي تقول : وسوف أدافع عن قبول اليهود في انجلترا مقابل المعونة المالية , ولكن ذلك مستحيل طالما الملك شارك لا يزال حيا , لا يمكن اعدام شارل دون محاكمة , ولا نمتلك في الوقت الحاضر أساسا وجيها للمحاكمة يكفي لاستصدار حكم باعدامه , ولذلك فنحن ننصح باغتياله , ولكننا لن نتدخل في الترتيبات لتدبير قاتله , غير أننا سنساعده في حالة هربه .
أما عن الرسالة الثانية , والتي تمثل الرد اليهودي على كرومويل فإنها تقول : سوف نقدم المعونة حالما تتم إزالة شارل ( ملك بريطانيا ) ويقبل اليهود في انجلترا , والاغتيال خطر جدا , ينبغي إعطاء شارل فرصة للهرب , وعندئذ يكون القبض عليه ثانية سببا وجيها للمحاكمة والاعدام , وسوف تكون المعونة وافرة ..

اكتفى بالاقتباس وأعود بمقارنة بين شارل هذا وكافة القادة العرب المخلوعين بفعل الثورات العربية المنصرمة , ثم ما بين سياسة الحركات الغربية قبل (365) عاما , وبينها اليوم , وأترك الحكم للعاقل ليحكم بنفسه ,,

أيها الأردنيون , أطلبوا ما يستطاع , تطالبون بخلافة اسلامية في حين لا تتوفر في مجتمعنا القيم الاسلامية سوى على الهوية الشخصية إلا من رحم ربي , تطالبون بحكومة منتخبة ولم تفلحوا في انتخاب مجلس نواب قوي قادر على التصدي لأية مخالفات قامت بها الحكومات المتعاقبة , أليس مجلس النواب الذي ننتخبه نحن أنفسنا هو المجلس الذي يعطي الثقة لهذه الحكومات التي لا تعجبكم .؟؟!!
يقول جل وعلى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " , فكان تغيير ما في الأنفس شرطا أساسيا من شروط التغيير , وإن كان التغيير سيحدث في واقع لم تتغير الأنفس فيه , فإن التغيير حتما سيكون إلى الأسوأ , فهل ترانا غيرنا ما في أنفسنا قبل أن نطالب بالتغيير .
دعونا نأخذ قسطا من الراحة ثم نطلق العنان لأفكارنا ونفكر فيما جرى عند غيرنا ونستيقظ في وقت قد ينفع فيه الاستيقاظ
أيها الأردنيون ,, لكي تطاعوا ,, أطلبوا ما يستطاع ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات