علاوة نُدْرَه ..


في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم كانت تُصرف علاوة نُدره للمعلمين لقلة من ينهون الثانويه العامه ويتابعون تعليمهم في معهد المعلمين او ينخرط في مجال التعليم,وكم كان للمعلم هيبه واحترام في حينه فقد كان اول من يُدعى الى اي مناسبة في القريه احتراماً واجلالاً للمعلم والتعليم, وفي سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم ايضاً كانت هنالك ايضاً علاوة نُدره مجزيه تُصرف للاطباء على اعتبار ان اعدادهم قليله وسني دراستهم طويله اضافة الى ان ابواب الخليج مُشرّعه لهم للعمل هناك وبرواتب مجزيه,,حتى أضحى الطلب على الاطباء قليلاً في تسعينيات القرن المنصرم وحدثت بطاله في صفوف الاطباء فانهارت القيم المجتمعيه واصبح راتب الطبيب قد لا يختلف ان لم يقل عن راتب مساعديه من الممرضين برغم الفارق الكبير في سني الدراسه والمعاناة..

ليس ما اسلفت موضوعنا, فما اقرّه مجلس الأمه بالأمس من تقاعد مدى الحياة لهو الكارثة بعينها, هم جاءوا لتعديل المايله كما يقال بالعاميه لا زيادتها ميلاً,, كيف يكون المُحكم وصاحب القضية واحد؟؟ هذا هو السؤال, لكن قد يكون ذلك من باب النُدره فليس في الوطن اكفياء كالنواب واعدادهم محصوره في اقل من مايتين من اصحاب السعادة, تحرص الدوله في الحفاظ على هيبتهم وبرستيجهم اضافة الى المئات من اصحاب المعالي, في دوله فقيره مُدانه للعالم ولشعبها(البنوك المحليه) بمليارات الدولارات..
كما انه ليس مقبولاً البته ابتزاز النواب للحكومه لتمرير قانون الانتخاب والذي يرفضه العامه والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني لقاء التقاعد الأبدي الذي سعى اليه اصحاب السعاده وبرأوا الفاسدين والحراميه ممن يعرفهم القاصي والداني.. انه لعجب العُجاب.

نحن كشعبٌ اردني مبتلون منذ نشوء الدوله الى يومنا فلم يكن هنالك من اصحاب الدولة والمعالي من اصول اردنيه الا القله القليله,ومنذ نعومة إظفار الدوله والشعب هو الممول الوحيد لخزينة الدوله الاردنيه من خلال الضرائب المتتاليه منها من له مُسمى ومنه ما يُدعى بضريبه اضافيه وهكذا.. ناهيك عن فقرنا وعوزنا واستجدائنا للاشقاء العرب لتمويل مشاريعنا وانشاء مشافينا ومدارسنا وتزفيت شوارعنا, يُصرف من خزيتنا اموالاً طائله لتقاعد اصحاب الدوله والمعالي والسعادة والعطوفه بمئات الملايين, ففي كل بضعة أشهر لدينا طاقم وزاري جديد وفي اقل من سنتين لدينا مجلس نيابي وآخر اعيان جديدين, ومع كل تغيير حكومي هنالك جدد من المحاسيب والاقارب يتم تعينهم في المناصب العليا وكمستشارين, وفي نهاية المطاف رواتب عاليه اثناء الخدمه وتقاعديه اكبر بعد انتهاء ولاية الحكومه وهكذا..

الى متى سنبقى نعمل لذاتنا لا للوطن, والى متى سنبقى ننبذ الانتماء للوطن ونزيد من رؤوس اموالنا التي نودعها في بنوك الغرب بارقام سرّيه,والى متى سنبقى نشد على ضرع البقرة الحلوب وقد جفّ ضرعها, الاردن لا ماء فيه ولا نفط,لا قمح نزرع ولا شعير نحصد,ترابه مباع الى قيام الساعه لبروناي؟ كفوسفات, وبوتاسه وفضاءه وانتاج غوره..وما يزيدني حنقاً اننا كالنعامة ندسّ رؤوسنا في الرمال في انتظار ان يأتينا الفرج..الأمانه حملها ثقيل وجميعنا لن نأخذ ملء أكفنا من تراب الدنيا,وسنقف امام ربٍ عدل, الى متى ننسى الله بعد خروجنا من المساجد؟؟ونبكي في رمضان ونقيم ليلة القدر..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات