عظم الله أجركم .. أهالي محافظة الزرقاء


عشت بدايات بناء مستشفى الزرقاء الحكومي مذ بدء الحفريات والتأسيس ، وعاصرت كل مراحله مع قلة إمكانياتها وبساطة أجهزته وعدم تطور خبرات كوادره ، في ستينيات القرن الماضي وقدراته البسيطة فنيا ً وتقنيا ً وعلميا ًوطبيا ً وتمريضيا ً وخدميا ً.

وحتى تعامل المراجعين البسطاء مع الأطباء المحترمين في نظرهم ، لم يتم أي اعتداء على أحد منهم بعكس اليوم الذي أصبح الطبيب (ملطة) للزعران ، ومعتدى عليه من قبل سيئ المراجعين وبلطجيتهم ، وجهلتهم عصبي الأمزجة وعديمي التربية ومعدومي الأخلاق وفاقدي القيم الإنسانية .

فكل ذالك عاصرناه فلم أرى يوما ً حزينا ً أكثر من يوم الأمس على مستشفى الزرقاء الحكومي ، وكوادره وشاغليه من مهن مسانده وخادمة ، فجمعة ...كانت حزينة على نهاية مستشفى (الحاووز) الزرقاء الحكومي ، مستشفى يلفظ أنفاسه الأخيرة وكأن العجز أشرف على نهايته .

والنهاية بدت على إزالته من عالم الاستشفاء والطبابة والتمريض بعد وقوع الكارثة الغريبه ، التي أصابت بعض ممرضات المستشفى والتي دفنت إحداهن بعد صلاة الجمعة الحزينه على المستشفى ، الذي فقدت فيه الحياة مع موت إحدى ممرضاته النشيطات والمجدات في عملها .

ومحبه له ولمرضاها كما تحب بيتها وأولادها الاثنين التي رحلت عنهما الى غير رجعة ، بعد أن أصابها وزميلاتها في العمل وباء لم يعرف بعد ما هو مصدره ، وما هو منبته هل هو تأثير المفاعل النووي الإسرائيلي القريب منا في الأردن ، والمخزنة والمدفونة نفاياته في صحرائنا الجنوبية الشرقية ، كما يقال ونسمع كدعايات لا نعرف مدى صدقها وصحتها.

حزين مستشفى الزرقاء بالنهاية التي تبدى عليه وهو شبه خالي من الحركة ومن المرضى ، سوى بعضهم في أحد الأقسام الذين لم يزيدوا على عشرة فقط، بعد تعقيم كامل المرافق والأقسام .

حزين مدير المستشفى على وضع مؤسسته وهو الإداري الناجح والطبيب المهني المخضرم ، والخبير الذي يتألم لقلة ذات الحال في المتطلبات التقنية والأجهزة الطبية ، ونقص في العلاجات المطلوبة
والأدوية التي تحتاجها بعض الحالات.

حزين مدير المستشفى الدكتور مروان الحباشنه وهو يشرح ظروف مؤسسته ، حزين على الوضع العام يتألم لما حدث مع مخدوميه من المممرضات ، محرج من قبل مراجعيه من مواطنين ومسؤلين وصحفيين وعاتبين .

ماذا يتكلم وهو يتألم على حال وقع في الحال على مستشفي غير مؤهل لإيواء المرضى ، ومتابعة أوضاعهم الطبابية ولا يستطيع تقديم الخدمات الفندقية على ما يرام ، وخاصة المرافق الصحية حيث التصميم في البناء لا يساعد لقلتها وحصر عدد ها في وحده صحية في كل جناح لا تفي للمرضى وزوارهم.

والنظافة بها مستمر ولكن الضغط يولد الانفجار والانفجار ينتج عنه الدمار ، فها هي نهاية مستشفى الزرقاء الحكومي والنزع الأخير يلازم وجوده ، لقرار جريء وإجراء سريع لتجهيز المستشفى الجديد في مدينة الشرق .

الذي قدمها جلالة الملك هدية للزرقاء المذهول أهلها لما حصل لممرضات مستشفاهم الحكومي ، من وباء غير معلوم نتائج فحوصاته التي نقلت على أمريكا لتحديدها ، ومعرفة أسبابها
التي ستنتهي مع إنتهاء عزاء الممرضة التي إنتقلت لربها راضية مرضية .

فلها الرحمة ولنا البقاء على حالنا بعدها في الزرقاء التي تسبح على بحر نفايات ، في مدينة تفتقد لجهاز يدير بلديتها ولرئيس يسهر مع مواطنيها لينظف المدينة من نفاياتها المتراكمة في الشوارع لا ينقذها إلا مكرمة ملكية كما تعودنا .

من المسؤول يا حكومة هل هي وزارة الصحة التي تعرف أن المستشفي غير مؤهل من كل الجوانب ، وتتباطأ بتجهيز المستشفى الجديد لقلة الأموال ، لاستيراد الأجهزة اللازمة لعدم وجود موازنات نتيجة تراكم الاختلاسات وزيادة المديونيات .

أم المسؤول مدير المستشفى الذي جاء على حال معدوم فيه الحياة
والحركة لمستشفى شاخ وهرم ، وانتهت مدته الافتراضية ودمرت بنيته التحتية ، وما زال المسئولون يتابعون الصيانة كل عام ويبقى الحال كما هو حاله.
أم المسؤول رئيس البلدية وجهازه المعدوم من كوادر بشرية وعدم وجود آليات لنقل النفايات ، التي قد يكون الوباء من مخلفاتها المتراكم في المدينه وشوارعها وأزقتها وأسواقها ، التي أجرت شوارعها ، وممرات أنفاقه التي استعملت للتحرش والتمرش بالمارة وبيع الممنوعات وطلب المرغبات.
أم المسئول المواطن الذي لم يجد الراحة في مدينه تعود على ملوثاتها ، المنبعثة من مخلفات عوادم السيارات ودخان المصانع والشركات كالمصفاة والحرارية ومصانع الحديد المجاورة للمدن وقريبه من المواطنين وسكناهم.
رحمك الله مستشفى الزرقاء لقد أفنيت الكثير من المرضى وها هي أنفاسك الأخير ستلفظ نبض نهايتك كمبنى ، أكل الدهر قواه وخارت أساساته ورسخت في نفوس المراجعين دعايته ولن تجد من يتطبب في أقسامه .

ألا القلة القليلة ينتظرون فرج الإفراج عن قرار تجهيز الجديد في شرق المدينة الذي سيرى النور بعد قرار لم يعرف بعد ما هي مدته وعدد شهوره.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات