يقف ابو العبد بائع الكعك كل يوم صباحا أمام موقف الباصات في مكانه منذ سنوات ، وابو العبد يأتي منذ الفجر بعد أن يذهب للمخبز ويحضر خبز الكعك المسمسم وفي الليل تقوم أم العبد بسلق كرتونتين من البيض وتكون حريصة على وضع كمية مناسبة من الملح كي يتمكن ابو العبد من تقشير البيضه بسهولة وسرعة .
والزعتر كذلك تقوم أم العبد بتجهيزه عن طريق شرائها للزعتر البلدي وحواجة الزعتر من سمسم وخلافه ، وتعد الخلطة وتضع منها كل يوم في صحن ابو العبد وهي تدعو له بالتوفيق من الله سبحانه وتعالى ، ويقوم ابو العبد بوضع عدة العمل من سكين ولفة ورق شندويشات والبيض والزعتر والكعك على ظهر عربايته ويغادر الحارة وهو يفكر بأقرب الطرق للمجمع دون المرور بالطرق المرتفعة .
ويقف ابو العبد امام موقف الباصات في موعده المحدد ويبدأ زوار الصباح هم أنفسهم منذ سنين في شراء الكعك بالبيض أو الزعتر من أبو العبد ، وهو يردد جمله واحدة فقط ( صحتين وعافيه .. ربنا يوفقك ويرزقك ويسير يومك ويحلل تعبك ويرجعك لأهلك بخير وسلامة ) ، وهم يغادرون يقولون له يا أبو العبد أنت ملك الكعك بالبيض أو بالزعتر ،وهكذا تستمر حياة ابو العبد وزبائنه في الصيف و الشتاء وعند الساعة الحادي عشر يغادر ابو العبد المجمع بعد أن يكون قد باع كل كعكه ويعود للمنزل كي يستعد لمهنة الثانية والمتمثله بقيامه بتنظيف مداخل عدد من عمارات عمان ، وعند المساء يعود ابو العبد للبيت وهو يقول جملته المعهودة الحمد لله الذي رزقنا من تعب يدنا والحمدلله الذي أعطانا أكثر مما نستحق .
وذات يوم وجد زوار ابو العبد في المجمع مكانه فارغ وغادروا لعملهم ومعدهم فارغة ، وأدراج العمارات التي ينظفها ابو العبد بقيت كما هي ممتلئة بالأوساخ والقاذورات ولم يفطن أحد من الساكنين لغياب ابو العبد ؟ وبعد يومين جاء شخص اخر وبدأ يبيع الكعك بالبيض والزعتر وينظف مداخل العمائر من جديد ، وكان هناك من يقول وبصوت خافت مات ملك وجاء ملك .