عَلَيْنَا إِعَادَة تَشْكِيل الْعَقْل الْمُجْتَمَعِي ..
عَلَيْنَا إِعَادَة تَشْكِيل الْعَقْل الْمُجْتَمَعِي ، وَنَقَلَه مِن الْعَقْل الْمُنْفَعِل إِلَى الْفَاعِل ، وَلَكِن كَيْف ؟! الْشَّرِيف رَعْد صَلَاح المَبْيضَين كَعَرَب مَا زِلْنَا نَتَعَرَّض إِلَى تَحَدِّيَات تَسْتَهْدِف ثَقَافَتُنَا وَلُغَتِنَا وَعَقِيْدَتِنَا ، فِي وَقْت مَا زَالَت فِيْه الْأَسْبَاب الْجَذْرِيَّة وَالأَسَاسِيّة لِفَشَل نَهْضَتِنَا قَائِمَة ، وَفِي تَقْدِيْرِنَا أَن أَهَمِّهَا يَكْمُن فِي تَمَسَّكْنَا غَيْر الْمُبَرَّر فِي الْعَقْل الْمُنْفَعِل بَدَلَا الْعَقْل الْفَاعِل ، وَلَعَلَّه مِن الْمُحْزِن جَدَّا أَن لَا نُفَرِّق وَلِغَايَة الْآَن بَيْن الْتَّفْكِيْر بِعَقْلِنَا وَالْتَّفْكِيْر فِي عَقَلْنَا فِي حِيْن أَن بَيْنَهُمَا فَارَق كَبِيْر ، لَقَد حَاوَلْنَا وَمُنْذ تَأَسَيْسَنا لِلْهَيْئَة الْجَلَيْلَة أَن نَقُوْم بِكَافَّة أَشْكَال وَمَضَامِيْن الْتَوْعِيَة الَّتِي تَبْدَأ بِالْتَحَرُّر الْإِنْسَانِي الَّتِي لَا تَتَوَقَّف عِنْد تُحَرِّر الْأَوْطَان وَإِنَّمَا تُصَل إِلَى تَحْرِيْر الْعُلُوم مِن الْهَيْمَنَة الْمُبَاشَرَة وَغَيْر الْمُبَاشَرَة ، لِغَايَة إِعَادَة تَشْكِيل الْعَقَل الْجَمْعِي الْقَادِر عَلَى الْدُّخُوْل فِي مَضَامِيْن التَّطَوُّر الْحَضَارِي ، فِي الْوَقْت الَّذِي نُعَانِي فِيْه مِن أَزْمَة مُرَكَّبَة لَا تَتَوَقَّف عِنْد كَبَح الْتَّحَرُّك الْعَقْلِي ، لِكَوْنِهَا إِذَا لَم تُعِيْق الْعَمَل فَإِنَّهَا تَفْقِدُه مَضْمُوْنُه مِن خِلَال مَا تَبْعَثُه مِن تَأَزُّم وَفِي كَافَّة الْمَجَالَات الْحَيَاتِيّة الَّتِي لَا تُوَفَّر أَي مُنَاخ يُسَاعِد عَلَى الْتَّفْكِيْر ، هَذَا عَدَا الْصِّرَاعَات الْمُفْتَعَلَة بَيْن الْتُّرَاث وَالْحَدَاثَة بِهَدَف إِعَادَة إِنْتَاج الْتَّخَلُّف ، وَالْسُّؤَال هُنَا كَيْف يُمْكِنُنَا الْوُلُوُج إِلَى الْتَّفْكِيْر فِي الْعَقْل مِن خِلَال الْتَّفْكِيْر بِالْعَقِل ؟! عَلَيْنَا أَن نُفَرِّق بَيْن الْعَقْلِيَّة الْمَصْنُوْعَة لَنَا لِغَايَات الْتَّفْكِيْر ضِمْن إِطَارِهَا ، وَالْتَّفْكِيْر فِي عُقُوْلِنَا نَحْن وَبِكِل مَا فِيْهَا مِن ثَقَافَة وَلُغَة وَعَقِيْدَة ، لِكَي نَنْتَقِل فَعَلَيَّا إِلَى الْمَرَاحِل الَّتِي تُمَكِّنَنَا مِن مُمَارَسَة الْتَّفْكِيْر كِرِيَاضَة عَقْلِيَّة ، لَكِن هَذِه الْمُهِمَّة الْنَّبِيّلَة وَإِن كَانَت ضَرُوْرِيَّة لَنَا كَعَرَب إِلَّا أَنَّهَا خَطْرَة جِدَا عَلَى عَقْل مَا زَال يُؤْمِن بِالْخُرَافَة مِن نَاحِيَة وَقَابِل لِلْتَّصْنِيْع عَبْر الْمَرَاحِل مِن نَاحِيَّة ثَانِيَة ، لِهَذَا أَجِد أَنَّه لَا بُد مِن الْعَوَدَّة إِلَى ثَلَاثَة خَصَائِص وَهِي : أَلْأَصَالَة وَالطَّلَاقَة وَالمُرُونَة ، وَنَحْن لَا نَسْتَطِيْع أَن نَصِل إِلَى الْثَّلاثَة خَصَائِص إِلَا مِن خِلَال الْتَّجْرِبَة الْأُوْرُوْبِيَّة الَّتِي أَسْفَرَت عَن انْتِصَار الْعَقْلِانِيَّة مَنْهَجَا لِلْتَّفْكِيْر ، وَالَّتِي وَأَدْت إِلَى الْأَبَد سُلْطَان الْمَوْرُوثَات التَّقْلِيْدِيَّة ، وَتَنْحِت الْكَنِيْسَة الَّتِي فَرَضْت الْفِكْر الْغَيْبِي لِقُرُون طَوِيْلَة جُعِلْت مِن فِكْرِهَا الْأَسَاس فِي الْفِكْر السِّيَاسِي وَالْمَدَنِي وَالْأَخْلاقِي ، وَنَحْن كَمُجْتَمِعَات عَرَبِيَّة إِسْلَامِيَّة كَان لَدَيْنَا رِجَال تَجَرَّأ مِنْهُم أَمْثَال الْأَفْغَانِي وَمُحَمَّد عَبْدِه وَغَيْرِهِم عَلَى الْحَد مَن الْغُلُو مِن الْغَيْبِيَّات فِي قِرَاءَة أَزِمَّة الْمُجْتَمَعَات الْعَرَبِيَّة وَالْإِسْلَامِيَّة ، وَالتَّوَجُّه نَحْو الْعَقْلِانِيَّة وَالْتَّعَقُّل لِحَل الْمُشْكِلات وَفَهِم أَسْبَاب الْأَزَمَات وَكَيْفِيَّة حَلَّهَا ، وَبِالْطَّبْع لَم تَتَوَقَّف مَعْرَكَة الْعَقْل وَالْعَقْلَانِيَّة عَلَى امْتِدَاد الْقَرْن الْعِشْرِيْن ، وَشَهِدَت الْسَّاحَة الْعَرَبِيَّة مَعَارِك طَالَت مُفَكِّرِيْن أَمْثَال طَه حُسَيْن وَعَلَي عَبْد الْرَّزَّاق ، هَذَا عَدَا عَن أُوْلَئِك الَّذِيْن جَرَى اضْطِهَادِهِم لِكَوْنِهِم خَالَفُوُا مَنْهَج الْتَّفْكِيْر الْمُتَخَلِّف الْسَّائِد آَنَذَاك ، وَاسْتَخْدَمُوا الْعَقْل وَالْمَنْهَج الْعَقْلِي وَالشَّك فِي مَا هُو سَائِد مِن مَقُوْلات وَمَفَاهِيْم وَتُرَاث ، وَالْيَوْم إِذ نَطْرَح مَسْأَلَة إِعَادَة تَشْكِيل الْعَقْل الْمُجْتَمَعِي ، وَنَقَلَه مِن الْعَقْل الْمُنْفَعِل إِلَى الْفَاعِل ، لَابُد أَن تُشَارِكُنَا عُقُوْل فِلِسْطِيْنِيَّة عَرَبِيَّة لَا نُرِيْد ذِكْر أَسْمَائِهِم الْمَعْرُوْفَة فِي عَالَم الْفِكْر ، نَحْن جَمِيْعَا مَسْئُوْلِيْن عَن إِرْسَاء قَوَاعِد الْإِدْرَاك وَالْتَّفْكِيْر وَالتَّأَمُّل ، فِي عَصْر يَمْتَاز فِي الْمُرَوَّنَة وَسُرْعَة الِانْتِقَال الْذِّهْنِي بَالِغ الْدُّقَّة ، نُرِيْد الْتَّأْسِيْس مَعَا إِلَى مُسَار عّقْلِي قَادِر عَلَى أَن يَأْخُذ مَوْقِعِه فِي الْثَّقَافَة وَالْتَّفْكِيْر بِنَمَط الْتَّطَوُّر الْعِلْمِي وَالْسِّيَاسِي وَالْاقْتِصَادِي وَالِاجْتِمَاعِي الْمَحَلِّي وَالإِقْلِيْمّي وَالْعَالَمِي ، وَالْتَّخَلُّص الْتَّدْرِيجي مِن الْمَوْرُوْث الْسَّلْبِي وَالْبِنَاء عَلَى الْمَوْرُوْث الْإِيْجَابِي ، فَمَثَلَا هُنَالِك مَوْرُوْث يَتَحْدُث عَن الْأَسَاطِيْر وَالْخُرَافَات لَا عَلَاقَة لَه لَا بِالْدِّيْن وَلَا بِالْعَقِل ، وَفِي الْمُقَابِل هُنَالِك بِنَاء عِلْمِي وَنَظَرِيَّات تُشَكِّل الْأَسَاس لِلْعُلُوْم الَّتِي نُشَاهِدُهَا الْيَوْم فِي الْغَرْب الْمُتَقَدِّم ، مَا يَعْنِي أَن مَعْرَكِتْنا لَن تَتَوَقَّف عِنْد الْتَّنْظِيْر الْمَجَّانِي لِأَن هُنَالِك مَصَالِح سِيَاسِيَّة وَاجْتِمَاعِيَّة وَفِكْرِيَّة سَتَضْرِب وَمُنْذ إِعْلانِنا عَن الْتَّأْسِيْس لِّمَشْرُوْعِنَا الْعِلْمِي ، وَسَيَبْقَى الْعَقَل فِي صَدَارَة مَشْرُوْع الْتَّحْدِيْث الَّذِي نَسِيْر فِيْه مَعَا ، وَالَّذِي لَا بُد أَن يَهْزِم قُوَى الْتَّخَلُّف وَالاسْتِعْمَار الْفِكْرِي وَالَدَوُلي ، عَلَيْكُم أَن تَسْتَقِلُّوا فِكْرَيّا قَبْل الْتَفْكِيْر فِي الِاسْتِقْلَال وَطَنِيَّا ، لِأَنَّه لَا اسْتِقْلَال وَطَنِي بِدُوْن اسْتِقْلَال فِكْرِي ، وَمَن الْطَّبِيْعِي جَدَّا أَن يَكُوْن الاسْتِقْلَال الْوَطَنِي تَابِعَا لِلِاسْتِقْلَال الْفِكْرِي ! عَلَيْنَا جَمِيْعَا مَسْؤُوْلِيَّة أَن نُؤْمِن وَلَو اخْتِرَاق جُزْئِي يُتِيْح لَنَا الْدُّخُوْل إِلَى الْحُجُرَات و لِلُّبْنَى الْعَصَبِيَّة وِالْطَّائِفِيَّة وَالْعَشائِرِيّة وَالْقَبَلِيَّة الَّتِي مِن شَأْنِهَا أَن تُدَمِّر أَي مَشْرُوْع عَقْلَانِي فِي الْمِنْطَقَة ! وَلِكَي نَنْتَقِل مِن الْنَّظَرِيَّة إِلَى الْتَّطْبِيْق نَقُوُل : إِن مِن الْفَلَاسِفَة مَن قَال أَن الْعَقْل هُو الْجَوْهَر الْحَاكِم الْمُسَيَّطَر فِي الْدُّنْيَا وَأَن الْطَّبِيْعَة هِي تَجْسِيْد لِلْعَقْل مِثْل هِيَجِل وَآَخَرُون أَمْثَال ابْن سِيْنَا وَالْفَارَابِي وَقَالُوْا أَيْضا : أَنَّه لَا يُمْكِن رُؤْيَة الْوَاقِع بِالْحِس الْمَادِّي الْصَّرْف ، سِيَّمَا وَأَن الْعَقْل يَحْتَاج إِلَى تَرْجَمَة مَادّيّة ، قَد يَقُوْل الْبَعْض الْمَوْضُوْع فَلْسَفِي بُحْت ، وَعَلَى الْرَّغْم مِن هَذَا الْقَوْل أَو غَيْرِه لَا بُد لَنَا مِن وِلُوُج كَافَّة الْأَبْوَاب الْفَلْسَفِيَّة وَغَيْرِهَا وُصُوْلا إِلَى مَا نُرِيْد مِن إِعَادَة تَشْكِيل الْعَقْل الْمُجْتَمَعِي ،وَنَقَلَة مِن الْعَقْل الْمُنْفَعِل إِلَى الْعَقْل الْفَاعِل ، لِأَنَّنَا فِي حَالَة تُراجع عَلَى مُسْتَوَى الْدُّوَل وَالْأَفْرَاد ، وَالْمَنْطِق الْسَّائِد الْآَن هُو مَنْطِق انْحِلَال الْمُؤَسَّسَات وَتَقَلُّصُهَا لِصَالِح قُوَى لَا تُرِيْد بِنَا وَلَا بِشُعُوبَنا الْخَيْر ، لِهَذَا فَإِن الْأَمْر لَيْس نُزْهَة عِلْمِيَّة لِأِن الْفِكْر الْعَقْلِانِي يُوَاجِه تَّرْهِيْبِا وَمُلَاحَقَة وَاضْطِهَاد ، يُرِيْدُوْن لَمُجْتَمِعَاتِنَا أَن تَبْدُو وَكَأَنَّهَا بِدُوْن عَقْل ، وَإِلَا كَيْف يَعْتَبِرُوْن ثَرْوَتُنَا الْطَّبِيْعِيَّة حَقَّا لَهُم ، نَحْن فِي عُرْفِهِم دُوْن الْبَشَرِيَّة وَإِلَّا لَمَا نَدْعُو إِلَى الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ، وَالْمُحْزِن لِلْغَايَة أَنَّه لَا تُوْجَد جَامِعَة وَاحِدَة قَادِرِة عَلَى مُنَافَسَة الْجَامِعَات الْعَقْلِيَّة وَالْتَّطْبِيْقِيَّة الْغَرْبِيَّة ، تُخْلِف وَأَي تُخْلِف نَحْن فِيْه ؟!! وَأَخِيْرا عَلَيْنَا إِعَادَة تَشْكِيل الْعَقْل الْمُجْتَمَعِي ، وَنَقَلَه مِن الْعَقْل الْمُنْفَعِل إِلَى الْفَاعِل ، وَلَكِن كَيْف ؟! خَادِم الْإِنْسَانِيَّة . مُؤَسِّس هَيْئَة الْدَّعْوَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي على المستوى العالمي .
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
نعم هنالك تحديات تستهدف ثقافتنا ولغتنا وعقيدتنا ، في وقت ما زالت فيه الاسباب الجذرية والاساسية لفشل نهضتنا قائمة ، نعم صحيح يا أستاذنا الكبير وليت الشعوب العربية تستوعب قبل فوات الآوان
.............................
.............................
- كل جماعة تتكوّن من أفراد، ولكن ليست الجماعة من الناحية النفسية هي المجموع الحسابي لأفرادها, فإنّ التشكيل الجديد الذي يتكوّن أساسا من الأفراد يتميز بخصائص جديدة لا توجد في الفرد الواحد.
- فالجماهير تختص بأن لها (عقلا جمعيا)، يعتبر أحط في نوعه، وطريقة استجابته للأحداث، من عقول الأفراد الذين تتألف منهم الحشود الكبيرة؛ ذلك لأنهم ينزلون إلى مستوى الصفات المشتركة التي تجمع بينهم جميعا، وهي في الغالب صفات غريزية، أو أقرب ما يكون إليها، فينتج عن ذلك أن يتعطل الذكاء في الجماهير، ويصبحوا محكومين بتصرفات تلقائية هي أكثر شبها بالاستجابات اللاشعورية
العقل الجمعى الذى كتبه دور كايم ؛
( هو التمييز بين التصورات الفردية والجماعية والتى لا تصلح للتعميم زمانيا او مكانيا
وبين التصورات الفردية والجماعية القارة فى الازهان على توالى الاجيال وتؤثر على
سلوكهم دون وعى مباشر منهم ) هذا هو نص النظرية ؛
وفى نظرى لم تكن تلك النظرية مقصورة على الدراسة التى قام بها دور كايم بناءا على كتاب
( الطوطم والحرام ) حيث درس الدين عند قبائل عابدة لطوطم باعتباره الشكل الاولى للدين
وخلص الى ان الطوطم ما هو الا الضمير الجمعى اى منظومة القيم التى يؤمن بها افراد
القبيلة والتى تنظم كل حياتها ؛ ففى نظرى ان تلك الدراسة لدور كايم انما هى عامة
وليست فردية بمعنى اننا نعيش العقل الجمعى او بالعقل الجمعى وكل شعب من الشعوب
له عقله الجمعى الخاص به وكل ديانة من الديانات اصحابها لهم العقل الجمعى الخاص بهم
بل وكل طبقة من طبقات المجتمع لهم عقل جمعى خاص بهم دون الطبقات الاخرى الاقل
او الاعلى ففى الطبقات الراقية من المجتمعات نجد ان الاتيكيت الاجتماعى وطرقة
الكلام واللباس والمظاهر هى عين العقل الجمعى لتلك الطبقة لذلك هى طبقة محظوظة
للغاية العظمى فى نظرى فنصيبهم من قواعد الاتيكيت الاجتماعى اكبر بكثير من دونهم ؛
كذلك هناك عقلا جمعيا ثابتا هو عقل جمعى خاص بالسيدات دون الرجال او الاناث دون
الذكور لما يميز الانثى عن الذكر من صفات وكذلك اختلاف طبيعتها ووظيفتها البيولوجية
فى الحياة عن طبيعة الذكر تماما فنشا عنه عقلا جمعيا يناسب طبيعة الانثى ودورها
فى الحياة وهذا العقل الجمعى يفهمه الرجل جيدا ويعترف به بل ويحترمه جل احترام
ويقدره جل تقدير ولا تختلف الانثى عن الذكر فى مسالة العزة والكرامة على الاطلاق
فللانثى عزتها وكرامتها كالذكر تماما ولكن مع اختلاف طبيعة الانثى يكون اختلاف مفهوم
الكرامة والعزة عندها وهذا هو العقل الجمعى الثابت والذى اعتبره من اهم ثوابت العقل
الجمعى ؛ وياتى فى ذلك المقام العظيم مثلا اخر لثوابت العقل الجمعى فمغالبة
الانسان لطبعه وطبيعته البشرية المعروفة من احتياجها للاكل والشرب ؛ وكذلك الاطفال
لهم عقلا جمعيا ثابتا وملخصه السذاجة ؛ فالعقل الجمعى هو
المحرك الاساسى لجميع تصرفاتنا التى تصدر منا دون وعى
مباشر وهو ضمير الامة وعاداتها وتقاليدها ؛ ويبحر بنا
دور كايم فى بحر العقل الجمعى ويقول ان بعض تلك
التصورات بعضها فردى وبعضها جمعى وان الافكار الدينية
انما تاتى الى الانسان من الخارج وليست نتيجة تجارب ؛
وربما يقصد بالفردية هنا مسالة الحب العذرى مثلا وهو
يختلف باختلاف درجته عند الشخص المحب الولهان
سواءا ذكرا ام انثى * * * *
ولأننا لسنا بصدد بحث علمي كامل (لانعدام التمويل طبعا) فسوف اكتفي بضرب بعض الأمثلة….!
الحرية على الأرض ماذا يعني هذا الأمر….؟!؟!؟ هذا يعني أنني استطيع الذهاب إلى أي مكان أريده. ولتحقيق هذه القضية لا بد من وجود أرض أستطيع المشي عليها…! أي وجود مشترك بيني وبين المكان الذي أريد الوصول إليه؛ مشترك غير منقطع….! وأنه لولا هذا المشترك لما أمكنني تحقيق الوصول إلى المكان المنشود….! فإذا أردت أن أوصل معلومة لشخص ما؛ فهذا يعني أنني بحاجة إلى لغة مشتركة لإيصال المعلومات…..! وإذا أرادت الطبيعة نقل صفات جسدية ما فعليها نقل الصفات هذه عن طريق مشترك اسمه الجينات…! والقائمة لا تنتهي…! حتى الضوء يحتاج إلى فراغ أو أثير مشترك للانتقال عبره….!
كل شيء في الكون يحتاج إلى مشترك للانتقال عن طريقة والوصول الهدف المنشود….! فالوصول إلى مكان ما يحتاج إلى أرض مشتركة ونقل معلومات ما يحتاج إلى المشترك المعرفي كاللغة مثلا…! ونقل الكهرباء تحتاج إلى المشترك وهو السلك النحاسي…! فكل شيء يحتاج إلى مشترك للانتقال…!
إذن خلاصة ما سبق الحرية بأي شكل من أشكالها هي شيء مقترن بالمشترك بين الطرف الأول والطرف الثاني…! وفي حال انقطاع المشترك تنحسر الحركة وبالتالي الحرية…!
فإذا كنا نتعامل مع منظومة العقل الجمعي ومنظومة المعرفة فهذا يعني أن علينا التعاطي مع المشترك المعرفي لأنه هو المسئول عن التواصل بين الأطراف حتى يصبح للجميع حرية في الفكر والرأي وتبادل المعلومات….!
المطلوب الآن هو فهم قضية مهمة تلعب دور أساسي في مسألة حرية الرأي وخلافه من الحريات؛ وهي أننا في عالم متسارع التطور وبالتالي على منظومات العقل الجمعي أن تتطور لتواكب تغيرات العصر….! فأي منظومة عقل جمعي عندما تتوقف عن تقبل المعارف المتطورة فإنها سوف تتعطل عن العمل أصلا فبالتالي يتعطل عمل المشتركات المعرفية والتي من أدوارها هو نقل وتبادل المعلومات للأطراف الأخرى لمنظومة العقل الجمعي…. فتتلاشى الحرية مع الزمن…!
ولهذا عندما نراجع إحصاءات نسب القراءة حول العالم… وهذه النسب هي الممثل الشرعي والوحيد لمدى تلقي مجتمع ما للمشتركات العرفية الراقية المسئولة عن انتقال المعلومات بين أفراد العقل الجمعي وبالتالي حرية الرأي والتعبير…. نلاحظ وجود علاقة تناسب طردي