في رحاب بيت الله


نزلنا ضيوفاً في رحاب بيت الله في مكة المكرّمه,,كان اللقاء يرتقي بالروح والجسد بكرم صاحب البيت وجلاله, فكانت بشائر الرضى تتوهج على محيا كل الضيوف اللذين جاءوا من كل حدبٍ وصوب ومن كل فجٍ عميق..الجباه عاليه والعيون دمعى والأكف ترتقي علواً والالسن تلهج بطلب المغفرة والدعاء,, كانت الاقدام تتزاحم قرباً من البيت العتيق والايدي تتشابك محاولة الاقتراب من الحجر الاسود علّها تتبرك منه وبه,,هنالك من يحمل المصحف وآخر كتب ادعيه وبكل اللغات وثالث الدموع قد كست وجنتيه ورابع ينادي يا الله يا الله..ما أحلى المشهد والرجال يتركون الكتف الايمن عارياً ولباس الاحرام بنقاء الضمائر التي جاءت تائبه تعلن التوبه وتطلب المغفره حول البيت..والنساء يتحوطهن زوجٌ او ابنٌ او أخ رعايةً وحمايه.

تنقلك قدماك التعبى الى الصفا والمروه وانت تتطلع الى الخلف لا تريد ان تفقد عيناك رؤية الكعبه وقد تكحّلت بها , ولكن مع مطلع كل شوطٍ تتوجه بالأكف مرفوعة تجاه الكعبه مرددا باسم الله والله اكبر ثلاثاً, ولتعود لكتابك الذي بين يديك كما الآخرين وبكل اللغات تارة ماشياً وتارة مهرولاً,,ينقلك المكان الى ذلك اليوم الذي ترك فيه سيدنا ابراهيم امنا ساره وابنها اسماعيل وقد ارهقها طلب الماء لها ولرضيعها حتى جاءت بشرى رب العزة بنبع زمزم, تدمع عيناك وقد أخذك الزمن الحاضر ليربطك بعزة وربوبية رب البيت وهو الغفور الرحيم.. الملك السلام, الذي اكرمنا بهذا الدين وهو بنا ارحم..رحماك يا الله

ما ان ينتهي المشهد بفك الاحرام بعد التقصير, تعود مجدداً الالتقاء بالله مردداً يا الله يا الله, تصلي تكراراً طلباً للاستزادة تارةً وتارةً طلباً للمغفره,,تسجد طويلاً تدعو للنفس والاهل والاحبة ممن اوصوك خيراً بذلك طلباً لشفاء مريض او عودة غائب, تدعو وقد لا يسعفك اللسان تلهج مجدداً طلباً للمغفرة وهو من قال:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. صدق الله العظيم.

انتقلنا بعد ان كنا في ضيافة الله في بيته الحرام وبعد ان ادينا شعائر العمره وصلاة الجمعه في يوم شديد الازدحام طالبين زيارة مسجد افضل واحب خلق الله محمد عليه افضل الصلاة, وما ان وصلنا مدينة المهاجرين والانصار حتى اشرأبت النفس المكلومه بحب الدنيا ومتاعها شوقاً لزيارة قبر الرسول الكريم وبعض صحابته الاخيار ممن في جواره وكم كان المشهد عظيماً بعظمة الراقد في رياض الجنة ونحن ندعو له بالوسيله والدرجة العالية الرفيعه, سلّمنا عليه وعلى اصحابه وبوركنا ببضع ركعات في روضته الشريفه وهو من قال(بين بيتي ومنبري روضه من رياض الجنه) وعادت الدموع الحبسى الى الانهمار ونحن ندعو وندعو...لله درّك يا حبيبي وشفيعي يا رسول الله ما اجمل الجلوس في مسجدك وعبق الماضي يمرّ للحظات عن ما عانيت وعانيت مع الكفار واجداد ابناء القردة والخنازير ممن لا عهد لهم ولا ذمه,,طاب اللقاء وطابت الركعات الحبلى بالدعاء الى الله ,نرجو الله ان يكون قد تقبّل منا جميعاً ومن كانوا في صحبتي من الزملاء الاجلاء من اعضاء جمعيتنا , لهم جميعاً الشكر على انجاح رحلتنا لرحاب الله.. ودمتم



تعليقات القراء

Maher
The mother of Ismael is Hejar and not Sara, as mentioned in 2 nd paregraph
17-04-2012 12:40 PM
الى السيد ماهر
اشكر لك اهتمامك ولربما سهواً فهي حقاً هاجر.
17-04-2012 04:15 PM
الى المحرر
ارجو التصحيح هاجر بدلا من ساره مع الشكر
17-04-2012 04:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات