"خفافيش الظلام .. !!!"


بنظرة فاحصة عن كثب، إلى الأحداث في جميع الدول، وما اصطلح على تسميتها "دول الربيع العربي" حولنا، وبعيد تصعيد الحراك الشعبي، يبدو جليا ظهور بعض الاشخاص المتسلقين، الذين يعتبرون أنفسهم من اصل الحراك، وينصّبوا انفسهم قادة عليه، بل وأحيانا متحدثين باسمه، حتى يتسنى لهم الحصول على بعض الكراسي إذا ما نجح هذا الحراك، معتبرين انا هذا حق مكتسب لهم، على اعتبار أنهم اشخاص ساهموا بشكل كبير في توجيه الحراك، علما ان معظمهم لم يكن له اي دور يذكر في هذا الحراك، اللهم عدى نقل وبث الشائعات وتضخيم الامور للشعوب، عن طريق وسائل الاعلام المسيسة لهذا الغرض، متحدثا بما لا يرى وبناء على بعض المعلومات البسيطة، التي يحصل عليها من أذياله، مدعياً وجودة في وسط هذا الحراك، وهو بدورة يقوم بإكمال الحديث من ذاكرته التأليفية الخصبة، وحسب ما تهوى نفسه، ويترك الاثر في النفوس البسيطة، معتمدا على التأثير العاطفي، وهنا وبهذا العمل يكون قد حصل على تأييد من ابناء الحراك، عن حسن نيه، ليكونوا له سند في خبيث مآربه السيادية.

الأردن كأي دولة يوجد فيها فقر، وبطالة، وفاسدين، يجب أن يكون فيها بعض المطالبين بالوظيفة والحياة الكريمة، ومطالبة العدالة الأردنية بمحاسبة الفاسدين بالدليل المقرون بالادعاء، لا بالتظليل والتشويش وخلق البلابل، وعليه فلا بد أن يكون فيها حراك شعبي، ومسيرات احتجاج، وهذا امر طبيعي جدا، للحصول على الحقوق واعادة المال المسلوب، كي يصل الأردن الى صورة الدولة الديمقراطية، فيها الكرامة ألإنسانية فوق كل شيء، ومحاولة للقضاء على الفقر والبطالة بشتى السبل.

شخصيا ما يخيفني هؤلاء المتسلقين، الذين يعملون في الخفاء، عبر التحريض المباشر واللا مباشر، موغلين صدور المواطنين أبناء الحراك، لتحويلة الى مظاهرات دموية، يرقصون هم فيها على اشلاء الضحايا، وهم يجنون الثمار فيما بعد، ويسمون قادة هذا الحراك الملهمين، منصبين أنفسهم مخططين لهذا الحراك، وهم اصحاب هذا النصر، ليحققوا مآربهم في حصاد المناصب، في الحكومات الجديدة القادمة.

من هنا ادعو ابناء الحراك الشعبي الأردني، ان يكونوا حريصين كل الحرص، مغلفين بالحذر خطواتهم، وبالخصوص من هؤلاء الذين يقومون بدفع الحراك الشعبي، للخروج عن المسار الطبيعي، وأهداف من اجلها خرجت مسيرة ما، فيحولوها بدسائسهم الى مظاهرة تخريبية، تعود بالضرر على الوطن والمواطن، وبعدها يحصل ما لا يحمد عقباه، من تدخل قوات الدرك والامن العام، واعتقال بعض المخربين (سواء عن قصد او غير قصد) وزجهم في السجون، وبعدها يعود هذا المتسلق مرة اخرى، يندد في قوات الدرك والامن العام، واطلاق الشائعات لاستمالة الرأي العام - الشعب الاردني الذي يمتاز بطيبته عبر قنوات مختلفة لا مجال لحصرها الان، ، والهدف يصبح تكثيف النشاط والوقوف في وجه قوات الامن، الذين هم من ابناء هذا الوطن- أبناء جلدتهم (اخي، ابن عمي، جاري وصديقي)، فيكون هذا المندس السبب في زيادة الاعتصامات، والمظاهرات، وخلق الفتنة والفجوه بين الحراك والقوات الموجودة أصلا لحماية هذا الحراك، فيحولها الخبثاء في كل مرة الى مظاهرة دامية.

نحن مع الحراك، الذي من شأنه ان يحفظ حقوق الوطن، ورفعة المواطن، ومكافحة الفقر والبطالة، وايضا نريد اعادة الحقوق المسلوبة من مقدرات الوطن، ومحاسبة الفاسدين وأذيالهم وكل من يشد على أيديهم، ولكن بعيدا عن الايدي الخفية، التي تعبث بالحراك كخفافيش الظلام، الساعي الى خلق البلبلة وإثارة النعرات الإقليمية (اصولا ومنابت)، مما يؤدي حتما الى زعزعة أمننا، وتحويل الأردن الى ساحة حمراء من كثرة الدماء، وهذا فقط من أجل تحقيق مآرب شخصية خاصة لبعض المتسلقين والأغبياء.
نسأل الله أن يحفظ الأردن، وأهل الأردن، ويلبسهم ثوب العزة والكرامة.

Eyas_abood@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات