ترددت هذه العبارة على ألسنة البعض واحتضنت تلك الفكرة شعارات لوحت في شوارع مملكتنا الحبيبة. عجبا؛ هل ما وصلت اليه الأوضاع في الدول المجاورة التي انخرطت في بركان التغيير مما هو لافت للنظر انزلاقا الى الخلف يسمى ربيعا عربيا. انه الفصل الاقسى حرارة في السنة.

ما وصلت اليه الاوطان التي افتقرت الى قياديين أقوياء هو عبارة عن عملية إنجاب منطقية كانت بسبب اغتصاب تلك الحكومات لحريات شعوبها وكرامتهم فكانت النتيجة كما هي عليه. في حين ان العديد من الدول انزلقت في شلال من الدماء وانهيار اقتصادي وأمني وتفكك اجتماعي وتشرد أسر يحافظ الأردن على أمنه واستقراره ونحمد الله على ذلك.

الربيع العربي هدم للبيوت وحرق للمتلكات ونثر للأقوات واسمحوا لي بان اسميه غزوا داخليا على أبناء الوطن، لا ننكر بأن الأحداث الحالية أحدثت تغييرات جذرية في الحكومات العربية التي عاشت الأحداث ولكن يجب أن ندرك أن كل دولة خضعت لقانون الربيع العربي رجعت الى الخلف مقارنة مع عمر العالم الحالي وقد يأتي قياديين أقوياء وجادين ولكن ستكون النتائج بصفة البراعم التي ستؤتي ثمارها على الأمد البعيد وهذه حقيقة واضحة فالاصلاح صعب وبطيء بينما الهدم والانهيار سهل جدا.
عبارة الربيع العربي اتفق الجميع افتراضا ان تطلق على الاحداث الحالية ومن يردد هذه العباره هنا في الاردن فهو يعني انه يريد ان تصل الاوضاع في المملكة الاردنية الهاشمية الى ما وصلت اليه دول الثورات الشعبية من استنكار المواطنين لحكامها وأفعالهم وانقلاب الجيوش المعنية بتلك الدول. فإذا جالت تلك الفكره في رؤوس البعض فليدركو ان الوطن ثري برجاله الذين لا يعني لهم شيء أكثر مما يعنيه الوطن لهم ماؤهم وزادهم من تراب هذا الوطن لا ينكرون خير البلاد وعلى استعداد تام بأن يحموا الحمى بما يجري في أوردتهم، أفكارهم من رؤوسهم ولا يملي عليهم أحد، همهم الوحيد أن تتكاتف الجهود لإعلاء الراية والمضي قدما في حين توقفت عجلات الكثيرين.
بعد النظر في معجم الأسماء وجدت ان لكل اسم معنى ومدلول خاص ولكن كم هم كثر من لا يحملون صفات أسمائهم وعندما تتمعن في تصرفاتهم تجد ان لا علاقة لاسمائهم بهم الا انهم يختفون ورائها.

من كان يؤمن بان التغيير مرحلة الزامية لا بد منها غيرة منه على الوطن فان مصلحة الوطن تقتضي ان لا نفرد اوراقنا في مناخ مغبر فلا نحن احتفضنا بها ولا أحسنا قرائتها. نعم، الفساد موجود ولكن العزيمة موجودة للقضاء عليه فالتحليق خارج السرب والتغني بالشعارات اللاهادفه في حقيقتها والتي تزج بالبلاد في باطنها لا يضيف الا كئابة في صدورنا. نحن نؤمن بالاردن ملكا ووطنا وشعبا نحترم وجود كل انسان في الاردن ولا نخشى أحد الا أننا نؤمن بان قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه الأمين يحسن التصرف.
وطني كبير ويستحق الكثير.