نظرية الخوف في مواجهة الحراك الشعبي


حكومتنا بعد أن اعيتها الحلول لموضوع الحراك الشعبي لجأت كالعادة لسياسة التخويف ، والافراط في القوة وتعمد الاهانة للمعتقلين . سوء المعاملة والاهانة ليس من طبيعة الاجهزة الامنية الاردنية قياسا إلى غيرنا من الدول هذه حقيقية موضوعية ، وبالتالي فالخشونة والاهانة قرار سياسي بحت . انطلق من فكرة أن تخويف الافراد وحتى نشر اخبار مبالغ بها عما تعرض له المعتقلون ربما يساهم في تكريس وحشية الحكومة والنظام وبالتالي تحجيم الحراك . هذه هي فلسفة الحكومة .
لكن ما نود أن نؤكده ، أن الافراد قد يخاف البعض منهم ، وكل فرد قد ينتابه الخوف أحيانا من بطش الحكومة ويمشي الحيط الحيط كما تريد الحكومة . إلا أن الشعوب لا تعرف الخوف ، والا ما قاومت الشعوب الاحتلال ، وما صمدت روسيا في وجه هتلر الجبار ، ولتوقف الفلسطينيون منذ عقود واستسلموا للغزاة ، فالروح الحماعية تختلف عن روح الفرد ، وعندما يشعر أي فرد في الحراك انه جزء من الشعب الاردني ويدافع عن وطنه ككل من وجهة نظره ، فلا يمكن لبطش الحكومة أن يردعه ، وكثير ممن اعتقلتهم الاجهزة الامنية ثم اطلقت سراحهم عادوا كما كانوا بل ربما يزدادوا اصرارا على مواجهة الحكومة ممزوجا موقفهم بالانتقام الشخصي اضافة للموقف الوطني الأساسي ، ما نقوله ليس بدعا أو اكتشافا ، بل هو ديدن كل الحركات السياسية في العالم ومنهم نحن العرب ،
الذي يعطي الحراك قوته هي " الفضيلة " حسب تصورهم ، كالقضاء على الفساد جملة وتفصيلا ، وحق المواطن بحياة حرة كريمة ، واعادة اموال الدولة واراضيها ومواردها للوطن ، والمواطن يمقت أن تتحول املاك الامة أو مواردها ( بدون وجه حق )لاي شخص كان من كان ، ويحترم من يحصل ثروة بعرق جبينة ، ودعوة ابو ذر الغفاري واضحة ، ولو قيل عنها فتنة من قبل معاوية وانصاره ، هذه مثل وليست مطالب ، وهي اقوى من أي تبرير حكومي لقمع الحراك ، وحتى موضوع خطوط حمراء وهيبة الدولة والامن والاعداء المتربصين بنا وظروف الاقليم ونموذج ليبيا الدموي وغيرها من مواعظ وتحذيرات حكومية لا تصمد ، فالفضيلة اكبر من أي خطوط حمراء ، ولا ترتبط الفضيلة والحق والعدالة بظروف الاقليم ولا بوجود اسرائيل وحتى لو الحرب على الابواب الحق والعدل لا نقاش فيهما ، بل الفضيلة اولى بالاحترام من الدولة أي دولة في العالم ، لان الدولة قامت اساسا من اجل الخير والحق والعدالة .
الامن مهم ويحتاجه الانسان ، لكنه ليس مقدسا كالحق ، فالسجين اكثر الناس امنا ، ولهذا وضع مقولة الامن مقابل الفضيلة والحق والعدل تدل على عدم فهم الحكومة لابسط مفاهيم الناس ، بالتاكيد الامن أفضل من الفوضى ، لكن الحق والعدل هو الأساس . فهل حكومتنا عادلة ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات