الأنظمة الديكتاتورية في طريقها الى الزوال


في السنوات الأخيرة انهارت العديد من الأنظمة الدكتاتورية المختلفة، عند مواجهتها لتحدي الشعوب المنتظم، وأثبتت عدم قدرتها على تحدي الشعوب السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالرغم من أنه كان ينظر اليها على أنها أنظمة متوطدة ومنيعة.

فمذ ثمانينات القرن الماضي استطاع تحدي الشعوب الذي تميزفي الغالب باللاعنف إسقاط الأنظمة الدكتاتورية , ففي الفلبين 1986هبت الجماهير واجبرت ماركوس على التنحي, وفي 1989 اجتاحت حركة الشعوب أوروبا الشرقية بكافة اقطارها , واجبرت الاضرابات الشعبية حكام البلاد الشيوعيين على التفاوض لبحث كيقية خروجهم من السلطة كما هو الحال في تشيكوسلوفاكيا ,وفي رومانيا تم اعدام الدكتاتور في فناء قصره, أما في ألمانيا الشرقية قامت الجماهير وحطمت جدار برلين لتتم بعدها الوحدة بين الشطريين وعملت المقاومة باستخدام النضال اللا عنفي على ترسيخ التوجه نحو الديموقراطية في نيبال وزامبيا وكوريا الجنوبية وتشيلي والأرجنتين وهاييتي وأوروغواي وملاوي وتايلند وبلغاريا ونيجيريا وأجزاء مختلفة من الاتحاد السوفيتي السابق.

من المؤكد أن انهيار الأنظمة الدكتاتورية في البلدان الوارد ذكرها سابقاً لم يمح جميع المشاكل الأخرى في هذه المجتمعات: فالفقر والجريمة وعدم الفعالية البيروقراطية وتخريب البيئة هي ما تورثه الأنظمة القمعية.ولكن سقوط هذه الأنظمة الدكتاتورية كان له الحد الأدنى من تخفيف معاناة ضحايا القمع وفتح الطريق أمام إعادة بناء هذه المجتمعات بوجود حريات سياسية وديموقراطية وشخصية وبوجود عدالة اجتماعية.

أما في الوطن العربي ورغم كل ماحصل في العالم من التحولات نحو الديمقراطية فما زالت الانظمة العربية هي هي, فساد ومحسوبية وتسويف ومماطلة واجراءات شكلية في التحول نحو الديمقراقراطية, حتى بعد الربيع العربي الذي اجبر بعض الانظمة العربية على التنحي وتغير البعض الآخر بالقوة, لاتزال الانظمة القائمة تسوف وتسوف في التحول نحو التداول السلمي للسلطة, واجراء تغيرات جذرية في البنى الهيكلية للدولة, وأن الزعيم أو الرئيس أو المسؤول هو خادم للشعب وليس سيداً لهم لايجوز محاسبته وتغييره وانتقاده يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.

هل نحتاج الى عشرة أجيال قادمة لنصل الى ماوصلت الية زائيير أو النيجر أو دول أوروبا الشرقية التي كانت تحكم بقبضة حديدية, واصبح يتم فيها التداول السلمي للسلطة بكل سلاسة؟ الم يعلم حكامنا وشعوبنا أن الديمقراطية والتداول السلمي السلس للسلطة هو ارقى ماتوصل اليه الانسان عبر الاجيال؟ وأن الحضارة ما كان لها أن تتطور لولا حرية التفكير واطلاق حرية الابداع في تلك البلاد! ماذا كانت أوروبا في القرون الوسطى عندما كانت تحكم بالحديد والنار, من قبل السطات الحاكمة والتي كانت تستمد شرعيتها من الكنيسة؟ لقد كانت دول متخلفة متناحرة متنافرة, واليوم بعد اطلاق الحريات في التفكير والابداع ولا وجود للزعيم الملهم والقائد الفذ,وأنما هناك نظام يحدد سلطات وصلاحيات الزعيم والمراسل على حد سواء, فوصلت أوروبا الى المريخ, وها هي اسرائيل العدو اللدود لنا تحاكم نتنياهو على حلاقة شعره في امريكا اثناء زيارته لها بحجة أن دافع الضرائب الاسرائيلي أولى ب العشرة دولارات, وحاسبت رئيس الدولة كساب بقيامه بالتحرش الجنسي اثناء عمله كوزير وحكمت عليه بالسجن.

متى يصبح العرب على مستوى عالٍ من الوعي ينظرون الى المسؤول خادماً لهم ولايجعلوا منه زعيماً لامثيل له في التاريج؟
ونتسآءل اليوم لماذا لم نسمع بظاهرة البلطجة ولابالشبيحة ولا بالزعرنة السياسية ولابالقمع الاعلامي أثناء التغيرات اوالتحولات نحو الديمقراطية في تلك البلدان؟ هل فعلاً اننا شعب في غالبيته لايستطيع أن يعيش الا في ظل العبودية والاستجداء والخنوع , وتأليه الحاكم!

هل حقاً أن للعرب جينات مختلفة عن باقي البشر, علماً أن الاسلام جعل من الحاكم أنسان يصيب ويخطيء وأمره بالشورى , وتتم محاسبته وعزله اذا ما عمل لغير مصلحة الشعب, او استأثر بالسلطه له ولحاشيته؟ فها هو اعرابي يقول لعمر أبن الخطاب لاسمع ولا طاعة, وآخر يقول له : لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا, فلم يغظب عمر بن الخطاب وإنما قال : الحمد لله الذي أوجد من يقومني بسيفه. وهذا عليٌ الخليفة يقف أمام القاضي مخاصما يهودي على درع, ادعى اليهودي أنه له, ويحكم القاضي بالدرع لليهودي لعدم ثبوت الادلة ., ولم يغضب الخليفة.!!!!!!!!!!!!
وعثمان الخليفة يتسلم الخلافة وهو أغنى المسلمين, ويقتل واذا به لايملك الا مايملك عامة المسلمين.!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات