إن المتتبع لتعليقات المتصفحين على المواقع الإلكترونية وخصوصا في الاخبار التي تتناول الاعتصامات أو الإضرابات يجد الحجم الكبير للتناقضات بين الآراء المطروحة من قبل المعلقين ، وفي تتبع لتعليقات حول خبر يشير إلى إعتصام على الدوار الرابع للمطالبه بإطلاق صراح المعتقلين تجد أن ما بين 37 تعليق يوجد 18 تعليق ضد مثل هذه الاعتصامات وأغلب التعليقات تشير إلى أن الدولة عليها إستخدام القوة في مثل هذه المواقف ، وأنهم يتمنون رجوع الاحكام العرفية ويقللون من شأن المعتصمين من كونهم لاعمل لهم سوى الاعتصامات وأنهم كذلك يفضلون لو أن المعتصمون يزج بهم بالسجون كغيرهم ، وأن هؤلاء المعتصمين ليسوا وحدهم الوطنيين وبقية الشعب غير وطنيين ، ويشدون على يد الدرك وقوات الأمن ويطالبوهم بالمزيد من الضرب وتكسير الرؤوس .
وأن هناك 4 تعليقات من بين ال37 تشجع مثل هذه الاعتصامات وتلقي بالمسؤولية على الحكومة وتناقضات تصريحاتها وأسلوبها في الابتعاد عن الحلول الجذرية للمشكلة ، وهناك 3 تعليقات غير محددة الاتجاه ويمكن أن توضع في خانة المحايدة ويوجد 8 تعليقات توجه خطابها للملك بالدعاء له وأنه يمثل خيمة الأمن والاستقرار بالبلد ويستخدم بها لغة الطاعة الكاملة للملك ، وهذه التعليقات التي تتناول شخصية الملك تفهم منها أنها خارج سياق الحدث لأن الملك ليس له أية علاقة بالموضوع أصلا ، وهناك 4 تعليقات قام المحرر بحذفها مع الاعتذار لمن كتبها .
هذه قراءة سريعة لمحتوى تعليقات المتصفحين على أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية ، ومن هنا علينا أن نقوم بقراءة هذه التعليقات ودراستها وإن كانت تشوبها الشبهات من حيث مصدرها ولكن حالة تستحق القراءة والتتبع لأننا لانعرف لمن نوجه خطابنا إلى الأن ولانعرف من مع من ومن ضد من ؟ ، وأخيرا هناك سؤال كبير وهو لماذا يتم إدخال الملك في مثل هذه التعليقات ؟ ، وما هو مصدر هذه التعليقات التي يمكن تشبيهها بالمثل الذي يقول ( على بال مين يا يلي بترقص في العتمه ) لأننا نتحدث عن حراك شارع وعلاقته مع السلطات التشريعية والتنفيذية وليس عن علاقته مع الملك وإن تم ذكر كلمة نظام في الهتافات فهي بعيدة بعد السماء عن الأرض من الملك ؟ .