دوري الحراكات


مع احترامي الشديد للجهد الذي يبذله الناشطون السياسيون وما تحقق من نتائج برغم انها متواضعه, فقد بلغ السيل الزُبى , فمنهم ما هو جاد وصبور, ومنهم من هو متحمس لربما اكثر من اللزوم,لكن هنالك من الواجب وضع استراتيجيات واهداف يسعى اليها الحراك, يجب ان يكون قد حقق منها ما يوازي الوقت والجهد المبذول,,فليس مقبولا البته ان نراوح مكاننا ونقبل باليسير في الوقت ان الوطن مع مرور كل اعتصام او تجمع يخسر اكثر مما يراكم من انجازات نسعى جميعا الى تعظيمها..
لقد ملّ الناس التعاطي مع الشعارات المطروحه حتى وصل الى يقين بأن ذلك يخدم استمرارية النهج في التعاطي مع هذه الحراكات من قبل الدوله, كمن يقول بأن اوراقهم اي الحراكات اضحت مكشوفه, وتجمع نفر هنا وعشرات او مئات هناك لا يحرج الحكومه بل يجعلها اكثر امعاناً في تنفيذ اجندتها التي جاءت من اجلها ولربما بصلفٍ اكبر من سابقاتها..
من اكبر الاحزاب ولربما اكثرها تنظيماً حزب الاخوان المسلمين برغم ان عدد منتسبيه قد لا يتجاوز ال3% من اجمالي السكان الا ان للجماعه جذور عميقه واسلوب تنظيمي فريد جعل منهم مثار جدل سياسي ولربما لا تستطيع الحكومات تجاوزهم لا رهبة بل احتراماً للمكون السياسي الاردني كما باقي الاحزاب والتيارات السياسيه العامله على الارض الاردنيه,,لكن تمادي بعض قيادييهم انعكس سلباً على التزام الشارع الاردني الغير مُسيّس سابقاً معهم ولو عاطفياً في غياب مرشح العائله او الاقليات..
الدوله الاردنيه لديها الكثير من الجزر في مخازنها والعصي ايضاً, تحرص دائماً على تطبيق هذا المبدأ القديم القائم على العصا والجزره, بتضرب كف وبتعدل طربوش,, من هنا لا اتوقع ان يكون لدينا في الاردن في المنظور القريب احزاب اردنية المنشأ فاعله على الساحه السياسيه لعدة اسباب أجملها:
اولاً: الحزب لدينا يمجد صاحب الحزب على اعتبار ان من جيبه يصرف على الحزب وبالتالي تبقى نزعة الزعيم الملهم والاوحد مدار نقاش بين الاعضاء مما يخلق نوعاً من عدم القناعه الراسخه بتوجهات الحزب على المستوى الوطني وبالتالي الجميع يبحث عن مكتسبات ومصالح فرديه لا تخدم استمرارية الحزب.
ثانياً: ما دامت الحكومات تدعم الاحزاب فهذا يقين تام على انها لن تخرج من عبائتها,وهذا بحد ذاته يرسخ الشلليه ويعمل على نشوء الصالونات السياسيه برغم انها آخر ما تسعى له هو ممارسة السياسه الحقه بقدر ما هي دوواين للقيل والقال ليس باكثر ولن تسهم في ايجاد الحلول لمشكلات الوطن.
ثالثاً: مشكلات الوطن اكبر بكثير من دكاكين تدّعي العمل السياسي والحزبي , خالية الوفاض اذا ما سُئلت,,فالبطاله والفساد والفقر تحديات كبرى اكبر من هامات الكثيرين ممن يجيدون تنميق الكلام والعزف على اوتار الوحده الوطنيه, من الساعين الى برستيج المناصب..مشكلات الوطن هي خناجر زرعها غُلاة الفساد والاقليميه في جسد الوطن المنهك.
رابعاً: تجربتنا الحزبيه ما زلت في مهد وزارة الداخليه ترضعها الحكومات ليس لها برامج حقيقيه, برغم كثرتها وتنوع ايديولوجياتها, وانتماءاتها..هنالك امكانية نجاح لحزب وطني اردني يولد من رحم معاناة الشعب لا يعلن الولاء لأي كان الا للوطن المُثخن بالجراح,اعضاءه من الجباه السُمر والايدي الخشنه المزرعوه في الغور وحوران وسهول مؤاب, وكل شبرٍ من الارض الاردنيه,قبلتهم قبلة المسلمين الاولى, هاجسهم الاعداد لشباب وشابات الوطن ,وتربية الاجيال القادمه على الوفاء لتراب الوطن الطهور..
اما ياقات اصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفه من الباحثين عن الجواز الاحمر والتقاعد الدسم والاستجمام على شواطىء اسبانيا فهولاء هم من افقر الوطن وجعلنا نتسول رواتب موظفينا ورغيف الخبز, منهم يبدأ الاصلاح لا في تعديل الدستور ولا الانتخابات ولا.. ولا.. فكل ذلك به تم تخديرنا كشعب..اما تجار السياسه من المحركين للحراكات انصح بعمل دوري لا رياضي لتقديرحجم الانجاز والتطلعات وتراكم الخبرات بما يؤسس لعمل سياسي ممنهج لخير الوطن وانسانه..والا ليتركونا بحالنا نعيش مع رائحة الوطن.. ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات