سياسات الترقيع ..


الترقيع هو اصطلاح يعرفه الاباء والفقراء والمعوزين,,الاباء ممن عاشوا عمر الدوله في خمسينياتها حتى اليوم اي من المخضرمين ,فقد كانت بناطيلهم تتفتق ولضيق ذات يد الاجداد فقد كانوا يرقعوها بمعنى اضافة قطعة قماش لا تقترب من قماش البنطلون لا من قريب ولا من بعيد وقد تكون من لون آخر, لدرء البرد عن السيقان الوجعى,,والآن ما زال الفقراء ممن ابتلوا بضنك العيش يستخدمون نفس الاسلوب فهو متوارث , كما أن الدوله الاردنيه قد ورثته في ظل الديون المتراكمه والفساد المستشري, وقلة الحيله لا الامكانات...
من يعيش في عمان منذ زمن يعي الفرق الشاسع في شوارعها وساحاتها ونظافة ارصفتها وخضرتها سابقاً وما آلت اليه في هذا الزمن الرديء, الشوارع تغزوها الحفر والمطبات وتجمعات المياه الآسنه, فلم تقوم الامانه في الاعوام الخمسه الماضيه بتزفيت ولو حي او شارع, بل لجأت الى سياسة الدوله في الترقيع, هنا قلاب زفته وهنالك عرباية زفته ومدحله صغيره, لترقيع حفره قد تسببت بكسر عشرات الاكسات لسيارات هي كما حصّالة الاطفال لكثرة الخرخشه, سرعان ما تجرفها مياه الامطار,,يقول قائل في وصف شوارع عمان وأنت تقود سيارتك تنزل في حفره وترتقي على مطب وفجأه يظهر امامك الشارع...لكثرة الحفر والمطبات, اما الارصفه فلا حرج هنالك بقايا من بلاط كان اصفر هنا او هناك لا انصحك بالمرور فوقه فقد تداهمك حفره تتسبب في التواء كاحلك..
اما الدوله فهي من اوجدت هذه السياسه حتى ان هنالك بعض مؤسسات الدوله اخضعت سياسات الترقيع الى الاعتماديه الدوليه لسلامة الخدمه المقدمه ونوعيتها,الموازنه دائما في عجز لولا سياسات الترقيع الدوليه من دعم للموازنه على شكل هبات لا نعرف اين تذهب وقروض نعي انها تسببت بارتفاع المديونيه, وملاحق الموازنات وارتفاع نسب البطاله وشيوع الفقر كمُكوّن اساس للمجتمع الاردني, وتراجع خدمات وزارة الصحه الصحيه لهجران اطباءها الوطن لتقديم خدمه متميزه للاشقاء في الجوار مقابل دراهم معدوده اما لشراء بيت او لتدريس ابن عاق لم يحظى بمقعد في الجامعات الرسميه بالرغم من ان اقساطها قد لا تقل عن اقساط الجامعات الخاصه مع تردي مخرجات التعليم وضعف مستويات الخريجين..
ناهيك عن ما تقدمه وزارة التعليم فلا داعي للتربيه فقد انتقلت الى رحمة الله, مدارسها آيله للسقوط ومعلميها دائماً مضربين وإن أتوا فاعطاء المعلومه في حدها الادنى, في المقابل نشط سوق المتاجرين بالتعليم والصحه من اصحاب محال الخضار وخصوصاً تجار الجمله ففتحوا المستشفيات الخاصه واستثنوا المواطن الاردني من العلاج فيها مرحبين بالليبيين وغيرهم,واسسوا المدارس الخاصه عالية الاقساط بدون تعليم, ومؤخراً اضافوا مساقات التعليم الغير اردني لكن يقوم عليه اساتذه غير اكفياء قد لا يتقنون الانجليزيه لتدريس مواد اجنبيه,,عجبي!!!
الدوله ترقّع الموازنه, والأمانه ترقّع الشوارع, ورب الأسره يرقّع الراتب, والطالب يرقّع المصروف ليكفي, والأم ترقّع الملابس,, وهكذا دواليك..لكن مؤخراتنا لا زالت مكشوفه..لا كمواطنين بل ايضاً الدوله, وقبل ان انهي انصح بالرثي فهي أقل تكلفة ,,,الرثي لا الرثاء...ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات