سرت في طريق طويل طوته الأيام في ذاكرتي...سرت ويا حبذا من سار على درب الأنبياء والرسل... سرت وسارت الرجالات من كل نواحي البلقاء مستقبلةً...ويا حبذا من سار على دربك أيها العميد في الحب والعطاء...تدفقت نسمات الهواء مستقبلة بشهامة البلقاء ضيوفها الكرام...إنها نسمات البلقاء بأبنائها وشهامتهم.
حقاً اعجبتني بكل قوة تلك الثقة التي أتى بها أبناء الجنوب ...وتلك العزيمة التي استقبلت بها عشائر البلقاء ضيوفها , حينها تسائلت ما سر هذا الأطمئنان وهذه الثقة , ظننته لغزاً, وهو ليس بالشيء الغريب على أبناء الوطن الواحد , فلطالما عرفوا أهل الأردن عامة واهل البلقاء خاصة تسامحهم الذي استمدوه أباً عن جد , والذي ينبع اليوم من بيت آل هاشم, اجتمعوا وحب الوطن في قلوبهم , كجسد المؤمن إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى, مطلبهم واحدٌ في حفظ الوطن وهيبة الامن العام تحت الراية الهاشمية , سؤالهم واحدٌ في شفاء العميد عارف الوشاح ابن الأردن.
العميد الوشاح لم يأبه الموت , ولم تغره زينة الحياة الدنيا , فغيرته على الوطن هي منبع أخلاقه, سلّم امره لله وخرج قائداً لفرقته من أجل حفظ سلامة الوطن والمواطنين في جنوب الأردن, كل هذه العزيمة أتتهُ وهو على ثقة أنه في البلقاء وفي جنوب الأردن وفي كل أنحاء المملكة الأردنية هو ابن الوطن وكل من فيه هم أبناء الوطن, هدفهم حمايته واستقراره , ورسالة الأمن العام هي حفظ أمن المواطن الأردني من كل اعتداء ومن كل خارج عن القانون.
تلاقت الخطابات من كل زاوية في خيمة البلقاء, مؤكدةً أهمية الوقوف جنباً إلى جنب مع الأمن العام والحفاظ على هيبته , كلها تسير تحت مسمى واحد ألا وهو أن قضيتنا قضية دولة, وابننا العميد عارف الوشاح ابن الأردن, فأنتم لكم مطلبكم ونحن نسامحكم, وللقانون مجراه في حفظ سلامة الوطن والمواطنين.
كل الاحترام للعميد الوشاح وكل من سار على خطاه في حفظ الوطن, تحيةٌ إلى عشائر البلقاء التي استقبلت ضيوفها بكل كرم وجود , وهي عاداتهم التي طالما شهدها أبناء الأردن في مواقفهم , ولم يتأخر أبناء البلقاء في رفع الشكر والتقدير لصاحب الجلالة في اطمئنانه على ابن الوطن, مؤكدين حرصهم على حفظ الأردن , والدعوة إلى وثيقة شرف تضمن الحفاظ على هيبة الدولة والاحتكام للقانون.